الروائي علي المقري و»إشكالية الأنا والآخر«

متابعة محمد القعود

 - 
• صدر حديثا عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية لشهر مارس 2013م كتاب (إشكالية الأنا والآخر من تأليف الناقدة السورية الدكتورة ماجدة حمود وهو عبارة عن دراسة نقدية عن ثمان روايات عربية تناولت في متنها ذلك الآخر المتمثل في الشخصية الغربية واليهودية.
حيث يحاول
متابعة/ محمد القعود –

• صدر حديثا عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية لشهر مارس 2013م كتاب (إشكالية الأنا والآخر من تأليف الناقدة السورية الدكتورة ماجدة حمود وهو عبارة عن دراسة نقدية عن ثمان روايات عربية تناولت في متنها ذلك الآخر المتمثل في الشخصية الغربية واليهودية.
حيث يحاول هذا الكتاب من خلال فصوله الثمانية طرح قضية (إشكالية الأنا والآخر) وخاصة عقب أحداث سبتمبر 2001م والتي التحقت بـ(الأنا) تهمة الإرهاب.
كما يسعى الكتاب إلى إبراز خطورة الإرهاب الفكري الذي يؤدي إلى نفي الآخر المختلف (عرقيا دينيا فكريا…) إذ يبيح هذا القتل المعنوي للآخر تصفية جسده في نهاية المطاف من هنا تبرز أهمية الانفتاحو احترام الاختلاف فنحن اليوم على مفترق طرق فإما أن نكون أبناء الدمار حين لا نسمع سوى صوتنا وإما أن نكون أ بناء الازدهار حين نعترف بالآخر شريكا لنا في البناء فنصغي إليه كما نصغي لذواتنا.
ولتوضيح هذه القضية اختارت الكاتبة ثماني روايات تنتمي إلى عدة بلدان عربية (فلسطين الكويت السعودية اليمن سوريا مصر السودان والجزائر) كتبت بين عامي 19999 و2009م في محاولة للاجابة عن الأسئلة التالية:
– هل لجأت الرواية العربية إلى بناء جسور للتفاهم بين الأنا والآخر¿ وكيف¿
– ما مدى حضور لغة العنف في تجسيد إشكالية الأنا والآخر¿
– هل انطلق من نظرة واحدة اقصائية تنزه الأنا وتحتقر كل من يختلف معها¿
– هل أفلح في نقد الذات بشان التعامل مع الآخر الهامشي (الآسيوي والأفريقي)¿
– هل اهتم بتقديم لغة خاصة بـ(الأنا) أم أهتم بتقليد الآخر¿
حيث تناولت الكاتبة في الفصل الأول: الأنا والآخر الآسيوي في رواية اسماعيل فهد اسماعيل (بعيدا إلى هنا).
والفصل الثاني تناول رواية أهداف سويف تبني جسورا بين (الأنا) و(الآخر) في رواية (خارطة حب).
بينما كان الفصل الثالث: (الأنا) الأفريقية والآخر في رواية (حجول من شوك) للروائية بثينة خضر مكي.
والفصل الرابع: كان حول الأنا والآخر الصهيوني في رواية سحر خليفة (ربيع حار).
وخصص الفصل الخامس حول: سؤال الهوية في مرآة الآخر لدى عبدالرحمن منيف في ثلاثية (أرض السواد).
وجاء الفصل السادس ليتناول إشكالية لقاء الأنا والآخر اليهودي في رواية علي المقري (اليهودي الحالي).
أما الفصل السابع فكان عن: (الأنا) في مرآة الفرنسي إثر الحرب الأهلية اللبنانية في رواية غادة السمان (سهرة تنكرية للموتى” .
وتضمن الفصل الثامن: إشكالية (الأنا) والآخر المستعمر.
وتناولت الكاتبة رواية «اليهودي الحالي» للروائي علي المقري ومما قالته عن الرواية: يقدم الروائي اليمني علي المقري في روايته (اليهودي الحالي) مشاهد تتيح لنا معايشة علاقة إنسانية مدهشة بين (الأنا) المسلمة التي تجسدها (فاطمة) والآخر الذي يجسده اليهودي (سالم) وقد جمعهما الانتماء إلى فضاء مكاني واحد هو اليمن فبدأ العنوان تجسيدا لهذه العلاقة الإنسانية المدهشة التي تقوم على الحب والعطاء إذ لم يشكل اختلاف الدين عائقا لها لهذا حين نتأمل الجملة المشكلة للعنوان نجد الاسم (اليهودي) احتل موقع الصدارة نظرا إلى أهميته وقد أخبر عنه مباشرة بصفة (الحالي: الجميل) لنفي أي انطباع سلبي قد يلحق به. لذلك نجد الصفة التي تعد فضلة ويمكن الاستغناء عنها في اللغة قد أصبحت في موقع الخبر وبذلك تمتزج في العنوان كما في السرد الروائي الدلالة الإخبارية بالدلالة الوصفية حتى وجدنا هذه الجملة غالبا ما تحمل محل الاسم (سالم) بل هي (اسم الدلال) يأتي عبر سياق محبب إذ تنطق به المرأة المحبة (فاطمة) لتنادي حبيبها (اليهودي) ألا يعلمونك يايهودي الحالي¿ أربكتني كلماتي وهي تقول بحنان وغنج: لم آلفهما فأنا يهوديها أو اليهودي حقها بل أنا في عينيها مليح (حالي).
وتضيف الكاتبة: وجدنا السياق الذي وردت فيه كلمة اليهودي سياقا إيجابيا فهو محاط بلغة الحب (الحنان والغنج) ويبلغ أقصى مدى حين يضاف اليهودي إلى الذات العربية (عبرياء المتكلم: يهودي يهوديها) مثلما تلتصق به صفة تخبر عنه (حالي) ويتكفل الروائي بتوضيح دلالاتها (مليح) لمن هو غريب عن اللجهة اليمنية وبذلك تبتعد عن العنوان الظلال المشوهة ذات الأبعاد السياسية التي قد تتوارد إلى الذهن (الحالي هو اليهودي الذي ينتمي إلى الزمن الحاضر) فتبتعد بالتالي عن مخيلة المتلقي الدلالة السلبية التي تلحق عادة الأيديولوجية الصيهون

قد يعجبك ايضا