السل..معضلة صحية واجتماعية واقتصادية في اليمن
تحقيقعبدالخالق البحري
تحقيق/عبدالخالق البحري –
السل مرض من الأمراض الخطيرة يستهدف المواطن وخاصة الفقراء أذ يتسبب في وفاة 2340 نسمة ويصيب أكثر من 12 ألف حالة سنويا في اليمن إذا تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى إن ثلث سكان العالم مصابون بالسل (حاملين للمرض) وثلث سكان اليمن مصابون بالسل فهو أيضا مرض قاتل إذا لم نتمكن من الوقاية منه ومعالجته.. كما أنه بالمقابل قابل للشفاء إذا تناول المريض الأدوية المضادة بانتظام وتحت إشراف طبيب مباشر..
ومما يسهل أمر الوقاية والعلاج من هذا المرض أن أدوية السل متوفرة وتوزع مجانا في جميع المرافق والمنشآت الصحية بعموم مديريات ومحافظات الجمهورية.. وينتقل المرض من شخص إلى آخر عن طريق الهواء ويعتبر من أحد الأمراض المعدية وتسببه جراثيم تسمى عصيات السل ويمكن أن تصيب أعضاء أخرى غير الرئة الكلى والعمود الفقري والدماغ وتؤدي إلى الوفاة. وقد تم فتح وحدات تشخيصية مجهرية للسل في 265 مديرية من 333 مديرية من عموم محافظات الجمهورية بالإضافة إلى بناء أربعة مراكز متخصصة لمكافحة السل في كل من “أمانة العاصمة تعز عدن والحديدة” للمساهمة في علاج المرض والحد من انتشاره بين المواطنين وإيجاد طرق وسبل للوقاية منه.
يؤكد وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور/ ماجد يحيى الجنيد أن مرض السل من الأمراض الثلاثة التي تأتي في المرمى السادس من المرامي الإنمائية للألفية الذي يتحدث عن مكافحة أمراض السل والإيدز والملاريا وغيرها من الأمراض فيما ركز بشكل كبير على هذه الأمراض الثلاثة وكانت هناك جهود عالمية كبيرة جدا في مجال مكافحة السل في اليمن منذ منتصف العقد الماضي حيث حصلت بلادنا على منحتين من الصندوق العالمي في مجال مكافحة السل كان لها أثر إيجابي في مكافحة المرض والتقليل من الإصابة به والحد منه
واسترسل الدكتور الجنيد قائلا: السل هو المرض القديم الجديد حيث شهدت العديد من دول العالم خلال العقدين الماضيين انحسارا كبيرا في مرض السل إلا انه عاد مجددا للظهور بشكل واضح ولم يقتصر عودة ظهوره على البلدان النامية فحسب بل انتشر ليصل لبعض من الدول المتقدمة وكثير ما ارتبط مرض السل بمرض الإيدز خلال تلك الفترة في تلك البلدان.. والمهم هنا السلالات الجديدة التي حدثت في بعض من دول العالم المتقدمة كانت لنوعيات مقاومة للأدوية الموجودة حاليا في السوق والأدوية المتداولة وكان لها أدوية خاصة كانت كلفتها باهظة ولم تتمكن كثير من البلاد على مواجهتها.
سياسة علاجية
ونوه الدكتور الجنيد بأن بلادنا ما تزال عدد حالات المرض المتواجدة فيها محدودة للغاية حالات قليلة جدا سجلت لديها مقاومة للأدوية المعتادة ونسعى حاليا لتوفير الأدوية لمثل هذه الحالات على الرغم من محدوديتها إلا انه وبدعم من الصندوق العالمي هناك جهود تستكمل حاليا وخلال الأشهر القليلة القادمة ستكون هذه الأدوية متوفرة لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي حالات جديدة.. كما أن معدلات الشفاء بالأدوية التقليدية ما زالت مرتفعة وهذا جيد وهناك آفاق جديدة فتحت في مجال التعاون مع القطاع الخاص لأن الكثير من المرضى يترددون على عيادات ومستشفيات خاصة وكان لا بد من توحيد السياسة العلاجية وعقد دورات تدريبية بالتعاون مع القطاع الخاص تنفيذ سياسة وطنية موحدة في مواجهة مرض السل..
وأفاد وكيل وزارة الصحة بأن منظمة الصحة العالمية تظل واحدة من الشركاء الرئيسيين لدعم جهود اليمن في مكافحة مرض السل إلى جانب شركاء آخرين مثل الصندوق العالمي للأدوية والذي يتم توفير أدوية مكافحة السل عبره سواء من مصادر التمويل المحلية المعتمدة في الموازنة الحكومية للبرنامج الوطني لمكافحة السل ومن الجهات الدولية المانحة كالصندوق العالمي كما أننا نحصل من وقت لآخر على دعم من منظمات دولية أخرى.. آملا أن يكون هناك ارتفاع لمستوى الوعي لدى المجتمعات المحلية لمرض السل وطرق الوقاية منه ووسائل مكافحته وأهمة تفعيل وتوسيع التوعية والتثقيف حول طرق وأساليب المكافحة وتعريف الجماهير بالجهود الوطنية والدولية الداعية إلى اجتثاث هذا الوباء الذي يفتك بملايين البشر وخاصة في سن الإنتاج “15-45” ويدعو الجنيد بدوره إلى تسليط الضوء لإيجاد حشد جماهيري واع بمخاطر وأضرار السل وسبل الوقاية منه..والعمل على إيجاد شراكة حقيقية لتوحيد الرسالة الإعلامية الهادفة. فهناك قضايا مهمة جدا تتمثل في أن بعض الحالات يحدث لها مقاومة تعود بشكل رئيسي لعدم