لجان الحوار والنزول الميداني مع كل التقدير
أ.د عبدالله غالب المخلافي

أ.د/ عبدالله غالب المخلافي –
في البدء لا بد من القول والتأكيد على ضرورة وأهمية الحوار في حياة البشر على وجه البسيطة وعبر مراحل التاريخ إلى آدم وحواء والحوار ركن أساسي ومكون مهم من مكونات الحياة وبين بني البشر بل وبين الخالق سبحانه وتعالى وبين مخلوقاته من الجن والإنس كما ورد في بعض آيات القرآن الكريم ولذلك فإن المؤتمر العام للحوار الوطني في اليمن مثل الطريق الأنسب لخروج اليمن واليمنيين من الأزمات التي أصابتهم في 2011م أو قبل ذلك في السبعينيات القرن العشرين وما تلاها حتى قيام وحدة اليمن عام 1990م وما تلاها كانت كل تلك الأحداث التي حدثت خلال تلك المرحلة لم ولن يتم حلها إلا بالحوار حتى لو تخلل تلك الأحداث استخدام القوة العسكرية لكن الحوار كان أفضل الطرق لحل كل الإشكالات الداخلية أو الخارجية بين اليمن وجيرانها من الدول الشقيقة مثل سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية واعتماد طريق الحوار لحل المشكلات الحدودية وغير الحدودية بين اليمن والدول الشقيقة.
والآن فإن الحوار هو أفضل خارطة طريق لمناقشة كل نقاط الخلاف بين القوى المتصارعة في ظل دعم إقليمي ودولي مادي وفني لم تحصل عليه اليمن من قبل على مختلف العصور.
الحوار الذي جاء لإخراج اليمن واليمنيين من أتون حرب أهلية ماحقة كادت أن تحدث وتقضي على ما بقى من مقومات الحياة في اليمن الأرض والإنسان ولولا الرعاية الإلهية أولا وقبل كل شيء ثم دعم الأشقاء والأصدقاء من خلال طرح المبادرة الخليجية في وقتها كخارطة طريق لخروج اليمن واليمنيين من الأزمة والاتجاه إلى تنفيذ المبادرة بإجراء الانتخابات الرئاسية مرورا بالدعم المادي وصولا إلى الحوار بين كافة القوى السياسية وطرح كل القضايا الخلافية بين مختلف تلك القوى على طاولة الحوار والخروج بالمعالجات اللازمة كافة القضايا التي تشكل فيما بعد الأساس التشريعي والقانوني بل الدستوري لكافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل ما يتعلق بحياة وشئون اليمنيين حاضرا ومستقبلا.
ولأهمية مؤتمر الحوار اسندت رئاسته لفخامة رئيس الجمهورية المنتخب عبدربه منصور هادي وفريق المعاون نواب رئيس مؤتمر الحوار أمنا عموم ورؤساء الأحزاب والقوى السياسية اليمنية وآخرون رأت القيادة ضرورة مشاركتهم في هيئة رئاسة مؤتمر الحوار واللجان المخصصة المحورية بعدد تسع لجان تعكس القضايا والمحاور التي يدور ويمحور حولها حوار اليمنيين حاليا وإيجاد المعالجات المثلى لتلك القضايا.
ولم تقف طبيعة عمل اللجان بالاجتماعات والحوارات فيما بين أعضاء كل لجنة على حدة داخل صالات الاجتماعات ولكن أيضا النزول الميداني للاطلاع على طبيعة أحوال الناس ميدانيا والاستماع لعامة الناس عن كل ما ينغص معيشتهم في إطار تخصص كل لجنة من لجان مؤتمر الحوار.
والآن كما نعرف وصلت بعض الفرق أو اللجان إلى بعض المحافظات بينما فرق ولجان أخرى تقوم بالنزول إلى وزارات والجهاز الإداري للدولة.
لكن للأسف رغم الجهود المضنية التي تقوم بها تلك الفرق للنزول الميداني إلا أن الملاحظ أن تلك الفرق أو اللجان وبالذات التي نزلت إلى المحافظات تعز مثلا قد نزلت جوا وكان ينبغي أن تسلك طريق البر للاطلاع على التقطعات التي يعاني منها الناس عند انتقالهم بين صنعاء وتعز والعكس ومعرفة أسباب تلك التقطعات ومن وراءها وما هي مطالبهم كما يمكن الإطلاع على المعاناة التي يعانيها المسافرون رجالا ونساء وشيوخا من كبار السن وأطفالا ونساء حوامل وخلاف ذلك واحتجازهم أحيانا ساعات وأيام وأحيانا إجبار المسافرين بالتحويل عبر مناطق محاذية أو بعيدة عن الطريق الرئيسي المقطوع ولذلك مخاطر كبيرة أحيانا لأنها تقود الناس إلى المرور خلف جبال وتبات ومرتفعات يتواجد فيها أحيانا أمراض نفوس يسلبون المسافرين أمتعتهم ونقودهم وكل أمتعتهم مالم فالقتل مصيرهم الحتمي.
ولذلك ندعو اللجان والفرق المحورية إلى الالتفات لهذا الأمر للوصول إلى الحقائق أو اللجان والفرق المحورية داخل صنعاء فعليها عند نزولها للوزارات والمؤسسات الالتقاء بعامة الموظفين والعاملين في هذه الجهة أو الوزارة أو المؤسسة وفي قاعات اجتماعات عامة في هذه الوزارة أو تلك وليس في مكاتب الوزراء أو رؤساء المؤسسات فتلك مكاتب خاصة وليست عامة ثم إن مهمة الفرق أو لجان الحوار الميداني تلك سماع عامة الناس ومشاكلهم ومشاكل العمل وقيود تطور العمل ومدى الالتزام بالنظم والقوانين واللوائح المنظمة للعمل في تلك الجهة أو غيرها وعن مدى وجود ممارسات مؤسسية من عدمه وكذا الفساد وثقافة الفساد الم
