نصب تذكاري!
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
لو قدمت من خارج مدينة موسكو وهي مدينة عظيمة وكنت راكبا سيارة أو قطارا أو أتيت ممتطيا طائرة فمن مسافة بعيدة سترى نصب ( الوطن الأم ) امرأة شابة وشاب يمسكان سيف الوطن في وجه الفاشية وفي النهاية هو نصب يخلد في أذهان الأجيال أولئك الذين قضوا دفاعا عن أرض وسماء وبحر الاتحاد السوفيتي أمام جحافل النازيين الذين حاصروا مدينة ستالينجراد فقط 900 يوم صمدت وانتصر الإنسان بعد أن قدم حوالي الـ25 مليون رجل وامرأة حياتهم فداء لحياة وطنهم ويوم ذكرى الانتصار على الفاشية لا تستغرب إذا رأيت عاملة البوفيه وقد زينت صدرها بالميداليات وأنواط الشجاعة, فتانيا كانت واحدة من أبطال الاتحاد السوفيتي!.
في كل بلاد الكون يكرمون ويتذكرون ويحفظون في عمق أرواحهم صور أبطالهم وتراهم يكرمون الأحياء منهم فيقدمونهم على أنفسهم في الجلوس على كراسي الباصات وعربات المترو وطوابير الشاي ونحن لنا ما نعمله ومنا من قدموا حياتهم بنزاهه قربانا لشعبهم, وإن سرقت ذكراهم فها هو الأمل يلوح بدون مبالغه وعلينا أن ننتهزها فرصة لنعبر لهم أحياء وأمواتا عن احترامنا وامتناننا.. تلك القدم المتورمة التي قدم صاحبها ضمن مسيرة الحياة من تعز إلى صنعاء وتلك التي لاحقها الرصاص أمام شاشات التلفزيون وشهداء جمعة الكرامة ومحرقة ساحة الحرية, وكل ساحات التغيير ومن قدموا صدورهم للرصاص في المظاهرات والمسيرات من أرجاء الوطن كله في كل مدنه وقراه شهداء وجرحى ومعاقين هي فرصة أن نرفع النصب التذكارية تقديرا لما فعلوه في نفوسنا أولا وبعدها في ميادين المدن ومناهج الأطفال .
خمسون ألف لبنة هي مساحة الفرقة السابقة ستتحول إلى حديقة عامه وهي خطوة في الاتجاه الصحيح ولذلك فلا بد لكل من يدخلها أن يتذكر من كانوا السبب في أن السلاح تحول إلى وردة وشجيرات خضر اقترح هنا واضع المقترح أمام الوحدة التي ستتولى أمر الحديقة ومفاده تشييد نصب تذكاري في أعلى نقطة داخلها ويكون مرتفعا بحيث يراه القادم إلى العاصمة من أي اتجاه يأتي إليها منه, قصدي القادم من المحافظات الأخرى ومن يشرف على العاصمة من الجو يراه من البعيد نصب يخلد شهداء ثورة الشباب وجرحاهم والمعاقين الذين يحملون على أجسادهم آثار شرف المشاركة فيها وينسحب المقترح على كل المحافظات نريد أن يتنافس مهندسونا ومبدعونا في تقديم تصوراتهم, وبشرط أن يتبرع الناس لمثل هكذا نصب تذكارية حتى يحس الكل انه جزء من عملية التغيير .. الاهل بلغت.. اللهم فاشهد.