مخرجات مثمرة للزيارة الرئاسية إلى موسكو
المحرر السياسي:
المحرر السياسي: –
أتسم بـرنامج زيارة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى روسيا الاتحادية بالنشاط والحيوية والديناميكية حيث ناقش مع الرئيس فلاديمير بوتين وكبار القادة الروس ملفات العلاقات الثنائية وبما يساهم في تفعيل روابط الصداقة التي تمتد جذورها عميقا في مجرى العلاقات الثنائية والبحث في اسهامات روسيا لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتعاون الثنائي في ميادين الاستثمارات النفطية والغازية والمساهمة في تذليل العقبات التي قد تطرأ أمام المجهودات الوطنية والإقليمية والدولية لإنجاز مسارات التسوية السياسية في اليمن فضـلا عــن الاستفاضة في بحث ملفات قضايا المنطقة وبما يرسخ الأمن والاستقرار في هذا الإقليم الحيوي من العالم.
وبحسب تحليلات المراقبين فإن زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى العاصمة موسكو قد برهنت على حنكة الدبلوماسية الرئاسية اليمنية في العمل الجاد والمثابر والمتواصل لحشد مزيد من الدعم لإخراج الوطن من أسر القائم من التحديات انطلاقا نحو آفاق رحبة في اتجاه المستقبل الواعد بالاستقرار والخير والنماء لكل أبناء الوطن وبصورة تجنبهم مخاطر الانزلاق إلى رهانات الاحتراب والاقتتال فضلا عن تأثيرات واقع الاستقرار الداخلي على أمن منظومة المحيط الإقليمي والدولي بالنظر إلى الموقع الجيو – ستراتيجي الذي يتمتع بهö اليمن.
ومما يدلل أكثر على نجاح هذه الزيارة التفاعل الصادق والحميم الذي عبرت عنه مواقف القيادة الروسية خلال المباحثات التي جرت سواء في القمة الثنائية بين الرئيسين أو في الاجتماعات التي ضمت الرئيس عبدربه منصور هادي والفاعليات السياسية والاقتصادية الروسية التي توجت بجملة من القرارات الهادفة ضخ قوة إضافية للعلاقات الثنائية في شتى المجالات والميادين حيث تجلت هذه الرغبة في النتائج المثمرة والإيجابية التي برزت جليا في اتفاقيات التعاون المشترك.
إن حرص الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على تحديد هذا التوقيت لزيارة العاصمة موسكو لا ينبع من الحاجة – فقط – إلى تفعيل هذه الشراكة وإنما يأتي – كذلك – من الرؤية الستراتجية لدور وثقل روسيا الاتحادية على صعيد التوازن الدولي بل إن الأمر الحيوي الإضافي في مخرجات هذه الزيارة قـد تجسد كذلك في دورها الداعم لليمن اقتصاديا وسياسيا وهو الموقف المنسجم مع مساهمات المجتمع الدولي لتهيئة الأرضية امام إنجاز التسوية السياسية في اليمن – خاصة والمجتمع الدولي برمته يتعامل مع معطيات الراهن من مشكلات اليمن ومسار التسوية السياسية بتوافق غير مسبوق لإنجاز هذا الاستحقاق الذي أطلقته الأسرة الخليجية وحظي برعاية أممية استحق عليها اليمن أن يكون الاستثناء من بين دول ثورات الربيع العربي التي لا تزال تتخبط في وحل أزماتها حتى الآن.
ولا شك أن مردودات هذه الزيارة الرئاسية إلى روسيا الاتحادية سوف لن يقتصر تأثيرها الإيجابي – فقط – على أفق علاقات التعاون الثنائي بين البلدين والشعبين الصديقين بل ستطال تأثيراتها الإيجابية أفق التسوية السياسية التي هي المدخل الأساس إلى استقرار اليمن والمنطقة على حد سواء .. وهو ما كان أحد ثمار هذه الزيارة الرئاسية لجهة النجاح في تجديد ثبات موقف روسيا تجاه التسوية وفي الإطار الذي يساهم – أيضا – في تشجيع كافة الأطراف اليمنية على الاضطلاع بدورها التاريخي والإحساس بالمسئولية الوطنية التي تجعل منهم شركاء في قيام اليمن الجديد وفق أسس ومعايير الحداثة والشراكة تماما كما كان للأسرة الأممية – وفي طليعتها روسيا الاتحادية شرف الريادة في الوقوف إلى جانب اليمن وبصورة توافقية لم يسبق للأسرة الدولية أن أجمعت على مسألة أخرى كما توافقت على تسوية القضية اليمنية.. بقي أن تلتقط بعض الأطراف هذه الرسالة الإضافية القادمة من موسكو لدعم اليمن بكل ما لدى روسيا الاتحادية من ثقل ودور لا يمكن لأحد التقليل من شأنه.