الحوار.. ماض بهم أو بدونهم

عاصم السادة

 - ولطالما وأن المتحاورين متيقنون أن انتزاع الحقوق والانتصار للمظالم لا تتأتى من فوهات البنادق وإنما عبر الحوار الجاد والمسئولية فيعني ذلك أننا نسير في الطريق الصحيح
عاصم السادة –
ولطالما وأن المتحاورين متيقنون أن انتزاع الحقوق والانتصار للمظالم لا تتأتى من فوهات البنادق وإنما عبر الحوار الجاد والمسئولية فيعني ذلك أننا نسير في الطريق الصحيح الذي يخدم الأمة إذ صرنا ننقل للآخرين تجربة يمنية نوعية تؤكد حكمتنا اليمانية وصورة رائعة لرزانة الوعي المجتمعي الذي يتمتع به اليمنيون مهما اختلفنا.
إن الكلمات التي يلقيها المتحاورون في قاعة مؤتمر الحوار الوطني على مسامعنا بمختلف مشاربهم توحي بأن تبايناتهم في الرؤى رحمة سترى طريقا للنور تصب في آخر المطاف في مصلحة اليمن ككل لا العكس فكم هو جميل أن يصفق ويبتسم المختلفون في الرؤى لبعضهم البعض مع أن ما قيل لا يتفق مع فكرة وقناعة الآخر لكن نجد أن الانسجام والوئام سائد لدى المتحاورين وأن النوايا الحسنة سباقة في إنجاح الحوار.
ثمة من ينظر إلى الحوار بنظرة تشاؤمية تبعث الخيبة واليأس بل ويراهن على فشله وهذا ما يحاول البعض بالفعل تعميمه وإشاعته بين عامة الناس لأنه من الواضح أن مثل أولئك لا يحبذون شيئا اسمه حوار واستقرار وأمن البلد فهم اعتادوا على المتاجرة بالحروب وجني المال من هكذا وضع مفكك متناحر يمكنه من استغلال المتصارعين لما فيه مصلحة الذاتية بعيدا عن الوطن!
إن من يحاول نثر الشوك أمام المتحاورين على أنها ورود ويستغفل إرادة الشعب الذي يعلق آماله في نجاح مؤتمر الحوار الوطني سيكون مصيره مخز مستقبلا والأيام ستثبت ذلك تقدمت أم تأخرت لأن الذين يبغون حوارا مفصلا على مقاساتهم لا فرق بينه وبين نافخ الكير وبالتالي فإن الاشتراطات التي يفرضها البعض كشرط لدخوله الحوار لا يمكن أن ننعته بالوطنية..
إن الحوار حتما سينجح بهم أو بدونهم ومن يبني نتائجه التخويفية من هدم نجاح الحوار وما ستئول إليه البلاد في حال فشله نطمئنهم أن لا شيء سيحدث لطالما وأنتم بعيدون عن الحوار والوطن فكل ما في الأمر أنكم تبررون خنوعكم النفسي إذ تحاولون عكس انهزامكم على الحوار ليس إلا..
وهناك لابد من التذكير أن الذين يرجعون بلا شعور بأن الحوار الوطني الفرصة الأخيرة وقد نكون أو لا نكون من خلاله فهذه نظرة قاصرة توحي بأننا سنموت وسندخل دوامة لا يحمد عقابها خاصة إذا تعثر الحوار ولم ينجح بل العكس من ذلك فالنجاح لا بد أن يسبقه عثرات بالتالي لا يجب أن نيأس بل نتفاءل ونثابر حتى نحقق النجاح مهما يكن الأمر..
في الآخر أن أمام المتحاورين مهمة وطنية يجب النظر إليها بعين المسؤولية فالشعب كل الشعب يعول عليهم كل آماله وطموحاته لإنجاح هذا الحوار الذي سيكون بمثابة النور النافذ إلى نفق مظلم بدد ضوءه في أنحاء جدرانه المعتمة..

قد يعجبك ايضا