يا نفس ما تشتي¿ تقليد شائع بصنعاء القديمة وما حولها
استطلاع نجلاء الشعوبي

استطلاع/ نجلاء الشعوبي –
– يا نفس ما تشتي¿¿ سؤال يترجم بأشهى الموائد والأطعمة بين الناس.
– لليوم طقوس خاصة من المحبة والألفة والتالف.
– 30 شعبان الجميع ينتظرونه بفارغ الصبر.
لصنعاء القديمة ميزة تتميز بها عن بقية المدن والمحافظات متوارثين هذه الميزة من التراث الشعبي الأصيل والعادات التي لازالت مستمرة حتى يومنا هذا حيث ينتظر أهل صنعاء القديمة آخر يوم بشهر شعبان ويتم تسميته(يا نفس ما تشتيأو ما تشتهي) ويكون هذا اليوم معروفا بالموائد الكبيرة وأشهى المأكولات والأطعمة والتي تتبادل بها الأسر والجيران والمعارف والأصدقاء وقد تتعمد بعض الأسر إحضار أطعمة متميزة من السوق وعدم الطبخ في المنزل من أجل إيجاد نوع من التغيير والحيوية وما يميز هذا اليوم أنه تحل عليه طقوس جميلة وفرصة ليلتقي الأهل والأصدقاء حيث يجتمع الرجال والشباب مع بعضهم إما في مجالس القات أو في المساجد للتناقش في مواضيع دينية ومجتمعية وعائلية أو التسابيح والإنشاد ترحيبا برمضان وحلوله وتصالح المتخاصمين ونسيان كل المشاكل والخصومات التي تحملها القلوب والافئدة لذلك فقد التقينا بمجموعة من الموطنين يصفون اليوم الذي يفصل الفطر عن الصيام فيكون جمالية اجتماعية وتقليدا اجتماعيا أكثر روعة.
سحر العلفي طالبة جامعية تقول: بالنسبة ليوم نفس ما تشتي هو يوم يتم الإعداد له والتحضير منذ أكثر من أسبوعيين حيث ننسق أنا وزميلاتي في الجامعة وقد يكون يوم نفس ماتشتي تبعنا 29 شعبان لكي نجتمع مع بعضنا ونحضر أنواع الأكلات والحلويات ونتجمع ونأكل ثم نجلس ونتكلم ونغني ومنا من تمضغ القات ومن تلقي الشعر والغناء والرقص وكأنها أجمل مناسبة أما يوم 30 شعبان أو اليوم الذي يسبق شهر رمضان يكون مع العائلة حيث نتجمع جميعنا أخواتي المتزوجات بأولادهن وأزواجهن وأخواتي بنسائهم وأولادهم نجتمع جميعا مع بعض حول أبي وأمي وبعد الغداء يذهب الرجال مع أبي للحمام الخارجي(البخاري) بينما النساء نظل مع أمي نتبادل القصص والحكايات والنكت ونتناول المأكولات التي تم إعدادها لهذه المناسبة ثم نتناول الجميع القات ونتسامر حتى موعد السحور وميزة هذا اليوم أننا نتقرب من بعضنا ويحصل تجمع للعائلة كلها ولا يفرقنا إلا أول أذان فجر في شهر رمضان فمنهم من يغادر بيته ومنهم من يظل للإفطار معنا لذلك أعتبر أن لهذا اليوم خصوصية مميزة بلمة الأهل وتجمعهم مع بعض رغم الظروف أو الأزمات أو المشاكل لذا يظل يوما جميلا.
سلوى الوصابي طالبة جامعية تقول: يوم نفس ما تشتي في الحقيقة أننا لا نعرفه في قريتنا وصاب السافل ولكن عندما أتيت صنعاء مع زوجي وأدرس بالجامعة وأصبح لي زميلات صنعانيات عرفت بهذا اليوم والذي يعتبر يوما يعرض فيه أشهي المأكولات سواء التي يتم إعدادها بالبيت أو شراؤها من السوق وما يتم فيه أيضا من تآلف بين الناس وتهادي بالأطعمة والحلويات بما يشهي الأنفس وكذلك التجمعات بين الأصدقاء والأهل والأصحاب لذلك يعتبر أجمل طقوس صنعاء القديمة وأهلها الطيبين.
ليلة مميزة
إبراهيم معوضه موظف يقول:ليلة نفس ما تشتي في كل عام تعتبر ليلة مميزة ولها نوع من القداسة في نفوس أهل صنعاء بالذات لما لها من خاصية في أذهان الناس الذين توارثوها من الأجداد للأجيال في هذه الليلة بالذات أجتمع مع العائلة بعض الوقت ثم أجتمع مع أصدقائي بحيث لا نخزن بعد الغداء ولا نجتمع إلا بعد العشاء بحيث نذهب نتعشى في أحد المطاعم ثم نذهب لشراء القات وبعدها نذهب للحمام(البخاري) ويشترط في هذه الليلة وجود الضحك والمقالب الثقيلة بين الأصدقاء وبعدين نجتمع في بيت واحد من الشلة لتناول القات ويتم مناقشة مختلف المواضيع منها السياسية وغلاء المهور وبعد ذلك يتم الدخول في الشؤون الدينية ويتم الاستماع للأناشيد والاستغفار والتسابيح تهلل بدخول الشهر الكريم وقد نتفق على ما سيتم في رمضان ومن ثم نختم السهر بالدعاء والاستغفار .
محمد السري مدرسيقول: لفظ يا نفس ما تشتي كلمة تميز بها من عاش في صنعاء القديمة وانحصرت على عادات معينة وجميلة من ناحية المحيط الاجتماعي وبرغم أنها انقرضت في أغلب البيوت إلا أن أهل صنعاء القديمة يتميزون بها خاصة ولها أثر في حياتهم بحيث يعتبر يوما يتجمع فيه أفراد الأسرة وصلة الأرحام والتسامح والتقارب حبا في استقبال رمضان بروحانية ومحبة وخير إلى جانب أن هذا اليوم عادي عند بعض الناس وقد لا يفرقون بينه وبين الأيام الأخرى وهذا طبيعي وليس مفروضا إلا أنه يوم يخص عادات وتقاليد أهل صنعاء وبالذات القديمة .
الحج محمد المطري تاجر ومن سكان صنعاء يقول: نعتبر هذا اليوم فرصة لتجمع الأسرة والأهل للأكل بموائد غنية بأشهى المأكولات والتي تشارك جميع العائلات ثم الجلوس في مقيل الرجال لحالهم والنساء لحالهن يتم تبادل الأح