ذكرى استقلال الكويت!

عبدالملك السلال


عبدالملك السلال –
عبدالملك السلال
يصادف اليوم الثلاثاء الذكرى الـ49 لاستقلال دولة الكويت الشقيقة عن بريطانيا بعد أن حققت على مدى ما يقارب نصف قرن من الاستقلال ثورة نهضوية على كافة المسارات جعلها في مصاف الدول المساهمة في صنع السلام وحضارة الإنسان.
ومنذ فجر الاستقلال .. والكويت تسير بخطى حثيثة نحو النهضة والتنمية الشاملة لبناء الإنسان الكويتي وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم له تحت القيادة الرشيدة لآل الصباح. .. حكام الكويت.
وتتميز العلاقات اليمنية الكويتية بقدمها الضاربة في جذور الأرض .وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية وهي التي جعلت دولة الكويت الشقيقة تدعم عملية التنمية في اليمن عبر تقديمها لكثير من المشاريع الإنمائية انطلاقا من إيمانها العميق بأن اليمن يمثل العمق الاستراتيجي لدول الخليج العربي وأمنه واستقراره مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن الخليج .
فاليمن يشكل جزءا أساسيا وجوهريا في خارطة المنطقة وعنصرا حيويا في نسيجها العام تأثرا وتأثيرا ولا تستطيع أن تكون بعيدا عنها وبمعزل عن همومها والعكس صحيح. ذلك أن اليمن يرتبط بدول الخليج بروابط تاريخية وبنيوية عميقة تتمثل بالجوار والجغرافيا والصلات العميقة والتاريخ المشترك والانتماء الديني والقومي الواحد والمصالح المشتركة.
وموقع اليمن الطبيعي هو أن يكون ضمن منظومة دول الجزيرة والخليج ككتلة متراصة تشد بعضها بعضا وتشكل كتلة اقتصادية تكاملية تمكنها من الوقوف في وجه التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية.
وأهم ما يميز روح الممارسة الديمقراطية الكويتية هو استمرارية روح العطاء حتى في أشد حالات التوتر والأزمات التي مرت بها الكويت كدولة ونظام.
فهذه الدولة الخليجية الشقيقة لها تاريخ عريق وقديم بالمشاركة السياسية حيث كانت أول شعب خليجي انتخب مجلسا تشريعيا عام 1938م وكتب دستورا واختار أعضاءه لتمثيل الشعب.
وقد سارعت الكويت عقب استقلالها عام 1961م إلى إرساء قواعد الحكم المؤسسي وتحويل الكويت من مجتمع قبلي بسيط إلى مجتمع الدولة بنظام سياسي متكامل ذي سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية. بالإضافة إلى اعتمادها أول دستور في منطقة الجزيرة العربية وتأسيسها لمجلس الأمة الكويتي كصرح ديمقراطي والذي وضع الكويت على خارطة الدول الديمقراطية.
ولقد وضع دستور الكويت الضوابط لضمان المشاركة الشعبية الواسعة في أمور الحكم والرقابة على السلطة التنفيذية وضمان الحريات السياسية للمواطنين وحدد الأدوار والمهام بما يكفل التوازن بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية .
ومن هنا يجب أن نفهم التجربة الديمقراطية الكويتية على أنها ديمقراطية نابعة من عقيدة الشعب الكويتي المسلم وتاريخه وبيئته الخاصة.وقد تآزرت هذه العوامل على قيام صيغة من الممارسة الديمقراطية نابعة من تجربة الكويت الشقيقة التي تتنوع فيها الآراء والتوجهات وتمارس حريات التعبير في ظل مناخ من الحرية والود والتسامح والشورى وسيادة القانون.
كما حرصت الكويت على إقامة علاقات وثيقة مع الدول العربية والصديقة في شتى أنحاء العالم بفضل سياستها الرائدة الحكيمة في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية وسعيها الدائم إلى تحقيق الأمن والسلام في العالم.

Ssalala99@gmail.com

قد يعجبك ايضا