لاجئ أساسي ..يمني احتياطي !!

عبدالله حزام


عبدالله حزام –

عبدالله حزام
ورد في الأثر أن اليمن بلد مضياف بامتياز.. والدليل الإضافي الدامغ تظهره الحفاوة الرسمية بالهجرات الأفريقية التي تتوافد إلينا يوميا برا وبحرا ..وحدانا وزرافات وكأننا ديار قبيلة طيء..التي لا ننكر نسبها القحطاني اليماني..
لكن هل نحن وكلاء ادم على عياله..¿ ثم أليس للطائيين تواجد قديم وعريق في كل من العراق وسوريا وتركيا وحتى أوروبا الغربية¿!ماذا قدموا للاجئين الصوماليين مثلا¿
* المهم أننا – مقابل ذلك لا – نحصد بموجب صفة الكرم الطائية هذه – إلا -عبارات من نوع: شكرا لكرم الضيافة .. حتى من أمريكا نفسها.. مع أنها دولة عظمى وبإمكانها استيعاب كل اللاجئين الصوماليين والأثيوبيين والاريتريين الذين بين ظهرانينا مجتمعين ..وببساطة ممكن يطلع الرئيس اوباما على شاشة أل سي إن إن او الجزيرة إنجليزي ويعزمهم كلهم للتعارف ..
* لكنه لن يفعلها لأنهم لا يغلطون في الحساب ..(مش اليمنيين يقولوا حساب أمريكي عندما يداهمهم الحراف ) .. لذا اكتفت بلاده مؤخرا بإيفاد الممثلة الأمريكية الحسناء أنجلينا جولي مبعوثة خاصة لمفوضية اللاجئين ..من باب إدخال السرور على قلوب اللاجئين فحسب أما نحن فلن نجد من نوفده مقابل التخلص من عبء اللاجئين..
* بالفعل ما الذي يحدث ¿..أنا هنا لا أقلل من شأن وصلة الكرم اليمنية وواجب الأخوة الإنسانية تجاه موجات النزوح خصوصا الصومالية.. لكن إلى متى والأعداد في تزايد¿ وحال اللاجئين لا يشبه إلا حال الجنازة التي تنزل في ضيافة موتى ..!!
ويكفينا اليوم الذي لم نحسب حسابه وهو موجات النزوح الداخلي بسبب الحرب الدائرة في أبين.. !
* لا ..والغريب حتى المملكة الشقيقة قبل أيام تعيد إلينا نحو 500 أفريقي إلى حرض وكأننا خلفناهم ونسيناهم ..مع أن البحر مفتوح من جدة رأسا إلى ميناء مصوع الاريتري اورأسا إلى الساحل الصومالي.. لا ندري ربما هي حالة الإصرار على كرم اليمنيين التي لا حدود لها .
* صدقوني هذا ليس تحريضا على الأخوة الصوماليين أو الإثيوبيين والاريتريين لأن الإمام علي كرم الله وجهه يقول :الناس اثنان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلقة.. لكن الحكمة تقول :لا تفتح باب يصعب عليك إغلاقه.
* أيا كان الأمر .. أن يصبح عدد اللاجئين الأفارقة في اليمن يفوق المليونين لاجئ فهذا أمر جلل ولا يحتمله إلا بلد ينام على بركة نفط ..أما نحن فقد بلغ بنا سوء الحال مبلغه.. وعلى دول الجوار إما ان تساعد في الإنفاق على هؤلاء أو تأخذ نصيبها من واجب نجدة الملهوف ..ولها علينا أن نقول لها شكرا أربع مرات في اليوم..!
* وعلى الحكومة أن تترك لأزمة إبداء قلقها منذ زمن دون تحرك جدي.. فيما الهجرات تتوالى ..ونازحو الداخل من اليمنيين يعيشون الإملاق..!!
* والمصيبة ان الحكومة تعلم جيدا ان اللاجئين الأفارقة يتسللون من مراكز الإيواء المعدة لهم إلى المدن قليلا -قليلا – حتى صارت أحياء كاملة في المدن يدخلها أبو يمن وكأنه مغترب في بلد آخر..
* ودوما تبقى المشكلة في سياسة الباب المفتوح ومعها لا يستطيع أحد أن يقفل عليهم بالضبة والمفتاح ماداموا قد دخلوا المدن وبعضهم صار له بطاقة ولو سألته من أي قبيلة أنت لسارع بالقول : من بني دبيان!! وهذه الحقيقة فقد تسللوا إلى أماكن العمل وأخذوا وظائف في الشركات الأجنبية وحتى اليمنية خصوصا الأثيوبيين والاريتريين..فيما أبو يمن مطنن يبحث عن وظيفة في وطنه .. هكذا حتدخل الحكومة النار ..لأن اللاجئ أصبح أساسي ..واليمني احتياطي!
* لاحظوا أن اللاجئ يحصل على خدمات تعليمية وصحية من المراكز الحكومية التي تخصص لهم مقابل كلمة شكرا تلك التي تطلقها الدول الصديقة والشقيقة ومفوضية اللاجئين لأحفاد الأنصار..وسيردحونا بها خصيصا في المؤتمر الذي ينعقد هذه الأيام في تركيا حول الصومال .. في وقت يقول مندوبنا في الأمم المتحدة قبل يومين :أن خمسة ملايين يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي بصورة حادة ..!!
* هل نضاعف من همكم ونتحدث عن المشكلات الأمنية¿.. يكفي منها أن تعلموا أن من بين مقاتلي أنصار الشريعة أشاوس من هؤلاء اللاجئين جاءوا أيضا يريدون الالتحاق بطابور المستعجلين على الجنة بالتقرب إلى الله بقتل اليمنيين .
* من الآخöر .. أنا لا أحرض ضد اللاجئين ..لكني أدعو الحكومة إلى الاهتمام بخفر السواحل و أخذ الحيطة والحذر في الداخل.. ولو أن الحذر لا يمنع القدر.. لكن لماذا تبقى محنة اللاجئين مشكلتنا وحدنا ومن حولنا يتفرجون..¿!

قد يعجبك ايضا