١١ ‬فبراير ثمة أمل

عبدالناصر الهلالي

 - في‮ ‬صباح اليوم التالي‮ ‬لانتصار الثورة المصرية كانت الأناشيد الثورية تصدح في‮ ‬كل القنوات حتى تلك التي‮ ‬كانت تقف ضد تلك الثورة‮.. ‬في‮ ‬تلك اللحظات سرح بي‮ ‬الخيال بعيدا وقفزت في‮ ‬رأسي‮ ‬عدة تساؤلات‮ .. ‬هل بإمكان اليمنيين الذين اعتادوا على الخروج بضع ساعات للتظاهر في‮ ‬الصباح ثم‮ ‬يعودون أدراجهم‮ .. ‬أن‮ ‬يقوموا بثورة كالتي‮ ‬بدأت
عبدالناصر الهلالي –
‬في‮ ‬صباح اليوم التالي‮ ‬لانتصار الثورة المصرية كانت الأناشيد الثورية تصدح في‮ ‬كل القنوات حتى تلك التي‮ ‬كانت تقف ضد تلك الثورة‮.. ‬في‮ ‬تلك اللحظات سرح بي‮ ‬الخيال بعيدا وقفزت في‮ ‬رأسي‮ ‬عدة تساؤلات‮ .. ‬هل بإمكان اليمنيين الذين اعتادوا على الخروج بضع ساعات للتظاهر في‮ ‬الصباح ثم‮ ‬يعودون أدراجهم‮ .. ‬أن‮ ‬يقوموا بثورة كالتي‮ ‬بدأت في‮ ‬تونس‮ ‬ومصر فيما بعد¿ هل‮ ‬يستطيعون البقاء في‮ ‬الشارع لمدة‮ ‬يوم¿ اجابات سلبية كانت تمر في‮ ‬خيالي‮ ‬على عجل ثم أعود مستمعا لتلك الأناشيد التي‮ ‬صمتت في‮ ‬مصر منذ موت جمال عبدالناصر وموت ثورة‮ ‬يوليو معه‮.. ‬صحيح أن الشارع اليمني‮ ‬خرج محتفلا عشية انتصار الثورة‮ ‬وانتقلت شوارع القاهرة إلى مدينتي‮ ‬تعز وصنعاء ووزعت حلوى الانتصار على العابرين في‮ ‬الشوارع‮ ‬غير ان التشكيك بإمكانية القدرة على إشعال الثورة ظل مستبدا بتفكيري‮ ‬حتى جاءت لحظة البسط العشوائي‮ ‬على ميدان التحرير من قبل النظام السابق الذي‮ ‬بدأ الخوف مسيطرا عليه حتى قبل سقوط نظام مبارك‮.. ‬حينها فقط أدركت أناو‮ ‬غيري‮ ‬ان الثورة اليمنية بدأت ولن تنتهي‮ ‬إلا بإسقاط النظام رغم التعقيدات التي‮ ‬كانت طاغية على المشهد‮ (‬الجيش بيد النظام‮ ‬والثروة‮ ‬‮ ‬وكل المقومات التي‮ ‬بإمكانها إجهاض الثورة‮) ‬ايام فقط مرت حتى نفد صبر النظام وذهب‮ ‬يسفك الدماء‮ ‬يميناء وشمالا في‮ ‬عدن تعز صنعاء وكلماأمعن في‮ ‬القتل تزايدت أعداد الناس حتى جاءت الضربة القاضية في‮ ‬جمعة الكرامة وما تلتها من استقالات‮.. ‬حينها أدرك النظام المفكك أنه لا مفر من السقوط فراح‮ ‬يطرح المبادرات تلو المبادرات ويحاول تفويت الفرصة على الثوار في‮ ‬ميادين الحرية والتغيير عل‮ ‬وعسى تجهض الثورة دون الحصول على مبادرة ما‮ .. ‬عام من بدء الثورة‮ ‬‮ ‬وعام من مراوغات النظام السابق انتهى في‮ ‬نهاية المطاف بسقوطه‮.. ‬الهدف الأول تحقق ولازال هناك الكثير حتى هذه اللحظة اليوم نحن على مقربة من انتهاء العام الثاني‮ ‬والذكرى الثانية لانطلاق الثورة لم نر ولم‮ ‬يلمس الشباب الذين قدموا الكثير من التضحيات تغييرا حقيقيا‮ ‬يرتقي‮ ‬إلى ما قدموه من دماء على مدى عامين هذا ما‮ ‬يتحدثون به على الأقل‮ ‬ولم‮ ‬يلمسوا واقعا آخر متخلفا‮ ‬في‮ ‬شكله ومضمونه‮ ‬‮ ‬لم‮ ‬يجدوا ما كانوا‮ ‬يتوقعوه‮ .. ‬لم‮ ‬يكتمل نور الصباح الذي‮ ‬حلم به الجميع‮.‬
حتى الجرحى تحولوا كالشحاذين على باب رئاسة الوزراء لم‮ ‬يجدوا علاجا لإصاباتهم التي‮ ‬وقعت ذات مساء‮.. ‬توجيهات كثيرة بعلاجهم ولا إجابة‮ .. ‬كم هو مؤلم أن‮ ‬يرى مصاب الثورة نفسه‮ ‬يتسول العلاج مفارقة عجيبة في‮ ‬زمن الثورة‮ .. ‬أليس كذلك¿‮.. ‬عامان مرا ولازال هناك الكثير من أهداف الثورة بانتظار التحقيق‮ ‬‮ ‬ولا زال الأمل قائما عند الناس بالتغيير الذي‮ ‬نلمس من خلاله الضوء‮ .. ‬لا نكتفي‮ &

قد يعجبك ايضا