كليات المجتمع‮ .. ‬بحاجة إلى قرارات شجاعة

م‮ ‬أحمد سعيد الحاج

 - 
نقصد بكليات المجتمع تلك الكليات التي‮ ‬تم إنشاؤها وفق القانون رقم‮ (‬5‮ ) ‬لسنة‮ ‬1996م وبدأ العمل فيها بكليتي‮ ‬صنعاء وعدن في‮ ‬العام الدراسي‮ ‬2001‮-‬2002م وهي‮ ‬الكليات ذاتها التي‮
م‮/ ‬أحمد سعيد الحاج –

ahaj@yemen.net.ye

نقصد بكليات المجتمع تلك الكليات التي‮ ‬تم إنشاؤها وفق القانون رقم‮ (‬5‮ ) ‬لسنة‮ ‬1996م وبدأ العمل فيها بكليتي‮ ‬صنعاء وعدن في‮ ‬العام الدراسي‮ ‬2001‮-‬2002م وهي‮ ‬الكليات ذاتها التي‮ ‬كانت تتبع عند إنشائها وزارة التربية والتعليم ثم انتقلت الى التعليم العالي‮ ‬واستقرت مؤخرا‮ ‬ضمن إشراف وزارة التعليم الفني‮ ‬والتدريب المهني‭ ‬وأعتقد أن حداثة كليات المجتمع وضبابية مفهومها عند كثير من قيادات تلك الوزارات الثلاث كان وراء هذا التجاذب لكليات المجتمع بينها‮ ‬‮ ‬وهي‮ ‬كليات ولدت في‮ ‬أحضان وزارة التربية وتم تشويهها وإعاقتها في‮ ‬وزارة التعليم العالي‮ ‬وتدهور مستواها وغيبت رسالتها في‮ ‬وزارة التعليم الفني‮.‬
فقيادات وزارة التعليم الفني‮ ‬المتلاحقة كانت وأظنها لا تزال تعتقد أنه لايوجد فرق بين كليات المجتمع ومعاهد التعليم التقني‮ ‬التابعة للوزارة‮ ‬‮ ‬وهي‮ ‬القناعة نفسها التي‮ ‬تكونت لدى قيادة وزارة التعليم العالي‮ ‬في‮ ‬حينه‮ ‬‮ ‬وكانت المبرر الوحيد لانتقال كليات المجتمع من التعليم العالي‮ ‬إلى التعليم الفني‮.‬
وحتى تثبت قيادة وزارة التعليم الفني‮ ‬حينها صدق قناعتها الخاطئة تلك‮ ‬‮ ‬تعمدت إعاقة نظام كليات المجتمع فجمدت دور المجلس الأعلى لكليات المجتمع وجهازه التنفيذي‮ ‬وتعاملت مع الكليات القائمة حينها تعاملا لايرقى حتى الى مستوى مراكزها المهنية‮ ‬‮ ‬وتركت كليات المجتمع دون تخطيط أو رقابة أو إشراف لفترة طويلة تكاثرت فيها كليات مجتمع مغيبة الرسالة مشوهة المضمون بكوادر‮ ‬غير مؤهلة وبرامج تحددها الاجتهادات العشوائية وميزانيات هزيلة لا تفي‮ ‬لتنفيذ برنامج واحد فيها‮ ‬‮ ‬واقتصر دور وزارة التعليم الفني‮ ‬على نسخ دراسات جدوى بغرض إصدار قرارات جمهورية لإنشاء كليات مجتمع مثالية في‮ ‬دراسة جدواها ومحبطة في‮ ‬واقعها‮.‬
ونعزو ذلك القرار‮ – ‬قرار ضم كليات المجتمع وإلحاقها بوزارة التعليم الفني‮ – ‬من وجهة نظرنا الى جهل قيادة الوزارتين حينها وزارة التعليم العالي‮ ‬ووزارة التعليم الفني‮ ‬بمفهوم وفلسفة كليات المجتمع‮ ‬‮ ‬وبأن هناك فروقا‮ ‬جوهرية وبونا‮ ‬شاسعا‮ ‬بين المعاهد التقنية وكليات المجتمع ولم تدرك أن كليات المجتمع تتعامل مع كافة مستويات هرم العمالة ولا تختص بتوفير مستوى واحد كما هو الحال في‮ ‬الجامعات أو المعاهد التقنية‮.‬
وكليات المجتمع بذلك تختلف في‮ ‬فلسفتها عن المعاهد التقنية التابعة لوزارة التعليم الفني‮ ‬من حيث مرونة وتنوع برامجها وارتباطها الوثيق بطبيعة الأنشطة الاقتصادية المحيطة بها‮ . ‬كما انها تختلف عن الجامعات ومؤسسات التعليم العالي‮ ‬من حيث تزويدها مؤسسات المجتمع الاقتصادية والخدمية بما تحتاجه من الكوادر الوسطية وغير الوسطية والجامعية وفق الحاجات الفعلية لتلك المجتمعات‮.‬
ويجب ان ندرك جميعا ان كليات المجتمع هي‮ ‬جامعات مصغرة توفر التعليم الجامعي‮ ‬في‮ ‬كل المجتمعات الريفية منها والحضرية وهي‮ ‬بذلك تؤهل من‮ ‬يرغب مواصلة دراسته الجامعية عن طريق نظام التجسير أو التحويل أو المقاصاه‮ ‬‭, ‬لتساهم في‮ ‬تخفيف الضغط المتزايد على الجامعات الحكومية المتوفرة فقط في‮ ‬بعض عواصم المحافظات‮ ‬‮ ‬وتحد بذلك من تسرب فتاة الريف بعد

قد يعجبك ايضا