دور أبناء صنعاء القديمة وساكنيها في المحافظة على طابعها المعماري
بقلممحمد محمد عبد الله العرشي•

بقلم/محمد محمد عبد الله العرشي• –
بقلم/محمد محمد عبد الله العرشي•
المقدمة:
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها ومكونات ثرواتها المعمارية على مستوى المدن والقرى يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية بما فيها ثرواتنا المعمارية لتحقيق رفاهية اليمنيون وأوجه نداء لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعا على استغلال هذه الثروات بدلا عن الصراعات السياسية والتفكير في كيف نحكم بدلا عن من يحكم.
أخي القارئ الكريم …
يولي الباحثون والمؤرخون العرب والأجانب ومنظمة اليونسكو والمجتمع الدولي اهتماما بصنعاء القديمة تاريخها وتراثها وتبنى المحافظة على الطابع المعماري لها ولكي نضمن للجهود الدولية والحكومية والمحلية النجاح في المحافظة على الطابع المعماري لمدينة صنعاء القديمة يجب علينا أن نحدد دور أبناء مدينة صنعاء القديمة وساكنيها في هذه الجهود والتي يجب أن تنطلق من الحقائق التالية:
أولا: تكامل الجهود الدولية والجهود الحكومية ممثلة في الجهات المختصة بحماية المدن التاريخية ومنها مدينة صنعاء القديمة مع جهود أبناء مدينة صنعاء القديمة وساكنيها واقتناعهم بأهمية المحافظة على الطابع المعماري لمدينتهم وتنامي الوعي لديهم بأهمية المشاركة في المحافظة على الطابع المعماري لمدينة صنعاء وأن أي خطط أو برامج خاصة بالمحافظة على الطابع المعماري لهذه المدينة التاريخية لن تنجح إلا بتعاون المواطنين من أبناء هذه المدينة مع كل من وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف وكذا أمانة العاصمة والجهات الأخرى ذات العلاقة.
ثانيا: أن إصدار أي تشريع خاص بحماية المدن التاريخية ومنها مدينة صنعاء القديمة يجب أن تسبقه توعية كاملة للسكان بأهمية المحافظة على الطابع المعماري لمدينة صنعاء القديمة باعتباره تراثا عالميا وإسلاميا وعربيا ويمنيا وأن الذين يملكون منازل في مدينة صنعاء القديمة هم يملكون جواهر لا تقدر بثمن مادي وأنهم يسكنون في مدينة تعتبر من أقدم المدن في العالم يتطلع إليها كل من أعجب بها وبقصورها العامرة ونحن نرى أن كثيرا من العلماء والباحثين من الأجانب يستأجرون بيوتا في صنعاء القديمة ويسكنون فيها ويستمتعون بالسكن فيها.
ثالثا: التعاون الكامل من أبناء صنعاء القديمة وساكنيها مع اللجنة العليا للمحافظة على مدينة صنعاء القديمة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والالتزام بكافة التعليمات والمواصفات التي تصدرها الهيئة حول الإجراءات الخاصة بالترميم والصيانة.
رابعا: التزام ساكني مدينة صنعاء القديمة بالترميم والصيانة الدورية والتي تعارف عليها أبناء مدينة صنعاء منذ مئات السنين مثل القص السنوي والملاجة أو الإصلاح للمباني والقيام بتجديد القضاض للحمامات وبعض السطوح (الأجبي) وكانت الصيانة والترميم تتم سنويا وبشكل روتيني باعتبار ذلك جزءا مما تعارف عليه أبناء هذه المدينة خلال القرون الماضية.
خامسا: القيام بالصيانة والترميم -المشار إليها في البند رابعا- على الأسس العلمية والفنية والتي توارثها الحرفيون من أبناء صنعاء القديمة جيلا بعد جيل مما أسهم في المحافظة على الطابع المعماري لهذه المدينة عبر مئات السنين.
سادسا:المحافظة على صناعة القمرöيات والعقود التي أعطت لقصور صنعاء المناظر الخلابة وأصبحت نوافذ وشواقيص هذه العمارات تحف معمارية تطل علينا من ذاكرة التاريخ والاهتمام بسوقلة مباني مدينة صنعاء من خارجها والتي كان أهل صنعاء يقومون بها سنويا وكانت تزين منازلهم وعمائرهم وتصورها كأنها لوحات فنية جميلة نقشها التاريخ بأروع ما في الفنون الجميلة من أشكال وقد لاحظنا ذلك عندما تبنت وزارة الثقافة عام 2004م سوقلة بعض المباني ما ترك ذلك من دهشة وإعجاب لدى السياح والزوار من الأجانب.
سابعا: المحافظة على المحارق القديمة لصناعة الطوب وبمواصفاته التقليدية التي عرفت بها منذ زمن طويل مع المحافظة على جودته التي أسهمت في المحافظة على مباني مدينة صنعاء القديمة خلال الحقب الماضية وقد قرأنا ما صرح به البروفيسور البرتغالي (يستنج) من تحذير من أن البناء بالياجور المحروق في اليمن في خطر وقد بدأ بالانحسار والتقلص وسوف يؤثر ذلك على الطابع المعماري اليمني على سبيل العموم والطابع المعماري الصنعاني على وجه الخصوص وقد استغرب البروفيسور البرتغالي أن يتم البناء بالبلك في الأماكن التي كانت تبنى بالطوب الأحمر.
ثامنا: المحافظة على العمارة التقليدية بالحجارة من خلال التزام المواقصة والأساطية بالمواصفات التي عرفت بها بتوق