المعطيات تحدد النتائج!!

خالد أحمد السفياني

 - مما لا شك فيه أن أسباب التطور والنماء أو التأخر لكل دولة وبلد له أسبابه ومعطياته وهي التي تحدد النتائج دوما وما تحققه دولة من إنجازات ونهوض هو نتاج طبيعي لمعطياتها فالآمال والطموحات لا تأتي بالتمني ولكن تنتزع انتزاعا بالمثابرة والجد والعمل الصادق.
خالد أحمد السفياني –
مما لا شك فيه أن أسباب التطور والنماء أو التأخر لكل دولة وبلد له أسبابه ومعطياته وهي التي تحدد النتائج دوما وما تحققه دولة من إنجازات ونهوض هو نتاج طبيعي لمعطياتها فالآمال والطموحات لا تأتي بالتمني ولكن تنتزع انتزاعا بالمثابرة والجد والعمل الصادق.
وفي غمرة احتفالنا بحلول العيد الـ(50) للثورة اليمنية أحسست بأن ما تحقق في هذا البلد لم يكن مطلقا بحجم العقود الزمنية الخمسة التي مرت منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م مقارنة بشعوب العالم المختلفة تلك الشعوب الحية التي قادت بلدانها إلى مصاف التطور والنهضة.
واستحضرت ذاكرتي نموذجين مهمين الأول على المستوى الدولي المتمثل بـ(جمهورية الصين الشعبية) التي قامت على يد الرئيس ماوتسي تونغ في 1949م لتصبح خلال 63 عاما قوة دولية مهمة ومركزا للاقتصاد العالمي والثاني على المستوى العربي ممثلا في دولة الإمارات العربية المتحدة التي قامت في 1971م على يد الشيخين زايد بن سلطان آل نهيان وراشد بن سعيد بن مكتوم بن حشر رحمهما الله إذ يمكننا أن نطلق لخيالنا العنان في تصور ما وصلت الإمارات العربية المتحدة خلال أربعة عقود زمنية خلت.
وفي الوقت ذاته نجد أنفسنا في اليمن ونحن نتأهب للاحتفاء باليوبيل الذهبي للثورة اليمنية (الذكرى الـ50) في ظروف وطنية صعبة ومعقدة للغاية تجعلنا غير راضين عن ما آلت إليه البلاد بعد هذا العمر الطويل وتشعرنا أن السنوات الطويلة من عمر الثورة لم تسخر مطلقا في مصلحة بناء وتطور ونماء الوطن تحقيقا للأهداف الستة للثورة المباركة برغم خيرات اليمن وثرواتها وإمكانياتها وقدراتها الكبيرة بقدر ما سخرت هذه الفترة في التأخر والتخلف عن ركب العالم من حولنا والسقوط في مستنقعات الهيمنة والوعود وحبال الصراعات ومحاولات امتصاص الثروات وتحقيق مكاسب فردية أنانية توارت معها مصلحة الشعب والبلد ولا أدري كيف يكون شعور قادة وكبار مسئولي هذا البلد وهم يحتفلون بهذه المناسبة المجيدة مستشعرين مرور 50 عاما على قيام الثورة وما زالت اليمن تعاني من قصور الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ومشتقات نفطية وخدمات صحية وغيرها وإن طوال هذه الفترة الزمنية لم ينفذ مشروعا وطنيا جبارا في مجال من المجالات الخدمية حتى الآن وأن الشعب اليمني ما زال يعتمد كليا على استيراد المنتجات الزراعية والصناعية المختلفة من كل أرجاء العالم ولا يصدر للعالم سوى النظريات والشعارات وأساليب الكيد السياسي والصراعات الداخلية وأن اليمن بعد 50 عاما من قيام ثورتها ما زالت كدولة تعتمد على هبات المانحين وقروض الصناديق الدولية ومساعدات الغرب والشرق لتسيير شئونها في الوقت الذي بلغ فيه أكثر من ثلث السكان تحت خط الفقر في اليمن.
استراتيجية الاعتماد على الذات:
حقيقة إنها مناسبة عظيمة وذكرى لثورة عظيمة كنا نتمنى أن نحتفي بذكراها الـ(50) في ظروف وطنية أفضل وسط حشد من المنجزات الوطنية العملاقة والإنجازات التنموية والخدمية الكبرى ولكن لا حيلة بيد اليمنيين جميعا لذلك ولا يتوجب علينا أن نبكي أو نتباكى على ذلك لكن ما يتوجب علينا جميعا في هذا البلد أن نستشعر عظمة هذا الإخفاق ونتقبل هذه الحقيقة المرة وأن نخلص نوايانا من أجل البلد ونحرص على تحقيق مصالح الوطن العليا كل في موقعه ووفق إمكانياته وقدراته ومسئولياته لنكون عونا وسندا لكل توجه وطني مبارك في المرحلة المقبلة ومما لا شك فيه أن الدولة وقيادتها الحالية وحكومتها القائمة التي تعيش حرج اللحظة الراهنة التي لم تكن من صنعها أن تدرك أن المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقها تتجاوز تسيير شئون البلاد وأن عليها مسئولية الوقوف الجاد أمام ظروف البلاد وإعادة اكتشاف قدرات وإمكانيات الوطن مجددا وتسخيرها في إحداث تحولات جذرية ونهوض حقيقي يقوم على الاستغلال الأمثل لإمكانيات الوطن في الدفع بسياسة واستراتيجية الاعتماد على الذات والمضي بالوطن نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي رويدا رويدا في المجالات الزراعية والصناعية إذ ليس من الحكمة والمنطق أن يظل البلد يعتمد أبد الدهر على قمح كندا واستراليا ومصنوعات الصين واليابان من الأبرة حتى السيارة وعلى أوكرانيا وروسيا في العتاد والتصنيع الحربي وعلى مصانع حلب ودمشق في منتجات الغزل والنسيج من أثاث وملابس.
الاعتماد على الذات
لقد قال الأديب والمفكر العربي اللبناني جبران خليل جبران ذات يوم (ويل لشعب يأكل مما لا يزرع ويلبس مما لا يصنع) وعندي إيمان كبير بأن بإمكانية اليمن

قد يعجبك ايضا