وأمرهم شورى بينهم

علي حسين العواضي

 -  كما تعلم أخي القارئ أختي القارئة بأن وطننا الحبيب والغالي على قلوبنا قد عاش الربيع العربي الذي مر على بعض الدول العربية والتي مازالت إلى حد الآن تعاني وتعاني شعوبها أزمات وتضحيات ونحن بطبيعة الحال عانينا كذلك وذقنا الأمرين وضحينا بدماء حتى وصلنا إلى ماوصلنا إليه حيث أننا وقفنا في هذه
علي حسين العواضي –
> كما تعلم أخي القارئ أختي القارئة بأن وطننا الحبيب والغالي على قلوبنا قد عاش الربيع العربي الذي مر على بعض الدول العربية والتي مازالت إلى حد الآن تعاني وتعاني شعوبها أزمات وتضحيات ونحن بطبيعة الحال عانينا كذلك وذقنا الأمرين وضحينا بدماء حتى وصلنا إلى ماوصلنا إليه حيث أننا وقفنا في هذه التجربة أمام أمرين اثنين لا ثالث لهما إما أن نستمر بالغرق في بحر الدماء والدمار الشامل لوطننا وكل منجزاته أو أن نسير على قارب نجاة –قارب المبادرة الخليجية- ليخرجنا ويوصلنا إلى بر الأمان وننجو نحن ووطننا مما كان سيقع ويحدث كما ذكرناه سابقا لكن بفضل الله سبحانه ورحمته بنا ألهم شعبنا إلى اختيار الخيار الثاني خيار المبادرة الخليجية وبحمد الله أيضا وتوفيقه استطعنا أن نطبق على أرض الواقع أكثر من نصف بنود هذه المبادرة وآليتها المزمنة لكننا نقف الآن أمام تحد كبير في هذه المبادرة هو تنفيذ أهم بند من بنودها وهو بند الحوار الوطني الذي سيحدد نوع الحكم الجديد في وطننا وأهم الأسس والثوابت الوطنية وحق المواطنة بشكل عام وهنا يطرح السؤال نفسه ماذا قدمت أخي المواطن أختي المواطنة¿ وماذا ساهمت في سبيل إنجاح هذه المبادرة وبنودها وبالأخص بند الحوار الوطني¿
إن مسئولية إخراج هذا الوطن الغالي على قلوبنا من هذا المأزق وإيصاله إلى بر الأمان يعتبر مسئولية ملقاة على عاتق الجميع وعلى عاتق كل مواطن شريف غيور على وطنه ومحب لهذا الوطن ليست مهمة ملقاة على عاتق الحكومة لوحدها والأطراف السياسية فقط لأن هذا الوطن وطن الجميع.
وقد تتساءل أخي المواطن عن ماهو الدور الذي ممكن أن تقوم به وتستطيع أن تقدمه في سبيل إنجاح المبادرة وإيصال وطننا إلى بر الأمان¿
والجواب: بسيط جدا لا يحتاج إلى تفكير طويل بل يحتاج إلى عمل كل ما تستطيع أن تعمله لوطنك حتى ولو بالكلمة والنصح والتأكيد على وحدة الصف والرأي وتغليب مصلحة الوطن والمصلحة العامة على المصالح الشخصية في مقر عملك في محل سكنك في مقيلك في اجتماعاتك في البيئة المحيطة بك لأن هذا الوطن إذا نجا من الغرق ووصل إلى بر الأمان فلسوف ننجو جميعا وإذا حصل العكس لا قدر الله فلسوف يغرق الجميع والكيس الفطن من رأى عبرته في غيره آن الأوان لبناء يمن جديد يمن يواكب وينافس جميع التطورات في التنمية وشتى المجالات يمن ينعم فيه المواطن البسيط بخيرات بلاده وطن قائم على أساس العدالة والمساواة يمن واحد بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ولا يتحقق ذلك إلا بتصفية القلوب من الأحقاد والحسد وحب الذات وتغليب المصلحة العامة ومصلحة الوطن على المصلحة الشخصية علينا طي صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة فقد أجاد من أجاد وأصلح من أصلح وأخطأ من أخطأ والإنسان بطبيعة الحال يخطئ ويصيب وليس معصوما من الخطأ فعلينا التوبة ومن الله المغفرة ولا نذهب بعيدا لما قاله الشاعر:
تأبى العصي إن اجتمعن تكسرا
وإن افترقن تكسرت أحادا

قد يعجبك ايضا