التغيير هو رغبة الشعوب
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي –
التغيير هو سنة الحياة والتغيير هو رغبة الشعوب والتغيير يعني اكتشاف عناصر جديدة ومواهب متميزة وإتاحة الفرصة لإثبات كفاءاتها في مراكز القيادة والتغيير يعني إضافة كفاءات قادرة على البذل والعطاء وضخ دماء شابة في شرايين العمل الوطني ومواقع المسئولية ولذا فنحن نرى الشعوب الأخرى وأول تلك الشعوب الشعب الأمريكي يهوى التغيير في الإدارة الأمريكية بين الحين والآخر ونأمل من الشعوب العربية التي اجتاحها الربيع العربي وإحداث تغييرات في بعض الحكام العرب الذين ظلوا يتربعون على كراسي الحكم عقودا وراء عقود ملت الشعوب رؤيتها باستمرار أن يحذوا حذو تلك البلدان التي سبقتنا.
إأن ما أريد أن أقوله إن التغيير في النظام الذي يقوم به الرئيس الجديد المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهوية اليمنية بعد انتخابه بإجماع شعبي خلال الفترة الانتقالية فترة رئاسة جديدة إنما يعبر عن رغبة الشعب اليمني وإرادته ورؤيته بالنسبة للنظام والدستور وللعناصر التي تتولى مسئولية العمل الوطني ودفة سير عمل الحكم في البلاد في المرحلة الراهنة الجديدة التي تواكب القرن»21» وتحرياته المطروحة في العالم وحولنا.
مطلوب التغيير في السياسات قبل التغيير في الأشخاص ولعل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في شهر نوفمبر2012 م القادم الذي دعا إليه الأخ رئيس الجمهورية أصبح يمثل ضرورة ملحة للبحث عن مخرج من الوضع الصعب الذي تعيشه بلادنا وإصلاح ما يمكن إصلاحه من أجل رفع شأن الوطن وحل المشاكل والهموم التي يعاني منها وعلى ما جاء آنفا نرى أن التغيير في الأشخاص يؤدي إلى التغيير في الأداء وبالتالي السياسات.
بمعنى إن الوزير أو المحافظ الجديد ومن في حكمها يأتي إلى المنصب باسلوب مختلف بحيث يدفع العمل التنفيذي بنظرة متجددة وأن كان البعض منهم يقع في فهم خاطئ وهو إلغاء سياسة الوزير السابق حتى ولو كانت ناجحة وهناك من يرى أن التغيير ضروري في الوجوة القديمة التي تولت المناصب الوزارية لفترة طويلة ولكن هناك من الوزراء وأعضاء الحكومة من في حكمهما من اثبت كفاءة عالية في موقعه واكتسب خبرة ثمينة وهناك من يرتبط مهمام أو أعمال ما زالت تحت التنفيذ وتحتاج لاستمرار الإدارة بشكل معين لأن ما يحدث غالبا أن الوزير الجديد أو المسئول الجديد يفضل أن تكون له سياسة مختلفة وبالتالي يتغير مسار الإنجاز ولذا فإن الاستقرار ضرورة مع التغيير.. التغيير سنة الحياة ..المياه الراكدة التي لا تجدد علوها العفن والفساد وتفقد قيمتها وتتحول إلى سموم والفكر الذي لا يتجدد يعني الجمود والتخلف والعجز عن مواكبة حركة العالم وحرية التاريخ كل شيء يتغير.. وكل ما في الكون لا بد أن يرد عليه التجديد.. التغيير ليس هدفا في ذاته.. التغيير وسيلة لدفع عملية التقدم والتنمية والإصلاح.. التغيير وسيلة للتخلص من بعض الناس الذين استنفدوا كل ما لديهم ولم يعد لديهم غير نفس الكلام يكررونه ونفس الأفكار يرددونها ونفس التصرفات لا يستطيعون التخلص منها.. التغيير مطلوب في الجهاز الوظيفي للحكومة.. لقد سئمت الجماهير وجوها يتكرر فشلها في كل تجربة ومع هذا فإنها تصطنع من الضجيج الإعلامي ما صور فشلها على أنه نجاح وما يصور انتقادات الآخرين لها على أنه حقد وما يصور تكسبها المريع من المنصب على أنه أمر طبيعي.. سئمت الجماهير أيضا من يدعون لأنفسهم الإنجاز الذي تحقق على يد من سبقوهم وليتهم يكملونه لكنهم للأسف يتوقفون به مرحلة بعد أخرى ومع هذا لا يمنعهم الحياء من أن يصرخوا بأن الإنجاز قد تم مع أن الإنجاز ينطق بنفسه إذا تم لا ينطق إلا بتكذيبهم حين ترى الجماهير تصريحات متكررة عن الانتهاء من المشروعات بينما المشروع لا يزال يتعثر.. سئمت الجماهير أيضا من وجوه ذات فلسفة مهتزة تستطيع الدفاع بالمنطق ثم تلجأ بعد شهور إلى المنطق المعاكس تماما وتختلط الأوراق في أيديها وتخلطها على الناس وتدفع الناس جميعا إلى المعاناة وتخرجهم من معاناة إلى معاناة دون أن يبدو في الأفق حل واضح للمشكلة الكبيرة التي تزداد تضخما ببقاء هذه القيادة الإدارية في موقع مؤثر.. سئمت الجماهير أيضا من يفوضون أنفسهم فرضا ويحتلون الجزء الأكبر من الصورة دون أن يكون لوجودهم مبرر إلا مبرر العادة والتعود على حين إن الحياة ترنو إلى الأفضل وتصبو إليه وتسير بخطوات أسرع لو أنهم ابتعدوا عن الصورة ولو أن دورهم الهلامي والوهمي المتضخم قد ذه