أتذكرك فيهطل المطر

عبدالله حمود الفقيه

عبدالله حمود الفقيه –

> أعلم أن ضحاياك كثر يا سيدتي أنا واحد منهم بالتأكيد لكنني لست ضحية لجهودك الجبارة في إثبات أنوثتك التي تشعرين بفقدك الدائم لها بل لأنوثتك الحقيقية التي تلوح من خلف تلك الدمعة الحبيسة بين كبرياء امرأة وبراءة طفلة تظهر في ابتسامة عفوية تسللت مع دفقة عاطفية صادقة تحضر في صوتك القادم من أعماق أغنية لفيروز «نسم علينا الهوى» أو لنانسي «بتيجي سيرتك».
كل ضحاياك يا سيدتي وقعوا فريسة لأنوثة جسدك الذي يختزل الأرض لكنني وقعت في شراك روحك التي تختزل السماء لحزن عميق يغلف يتما تخفيه الطفلة التي تحاول أن تكبر وتصبح أنثى.
ما أوقعني في جحيمك الحبيبة ليس أكثر من تلك الطفلة التي تحاول الاختباء خلف مخالب المرأة/الأنثى احتماء من ابتسامة ذئب جاهز للانقضاض. وضحكة صارخة تخفي النقمة أكثر مما تبث الشبق تصد بها شراك اللغة والرجولة الشرقية.
سأكون كاذبا جدا حين أقول إنني نسيتك طيلة هذه الفترة التي حاولت فيها الهرب من سحر روحك الذي عرف كيف يصل إلى أعمق نقطة في الذاكرة رغم محاولاتي المتكررة أن أمحوه بعطور نساء أخر وشبق أجسادهن الحارة أو باستدعاء نساء سبقنك في التسكع في شوارع قلبي الطفل. لكنني أعود لأعلن فشلي وهزيمتهن…
هاأنذا أعود إليك بتلك اللكنة ذاتها وذاك الارتباك والقشعريرة والبراءة التي ظننت أني تخلصت منها – ومنك – عند سرير آخر امرأة ضاجعتها.
أقف أمامك بشوق يتيم لحنان الأبوة وارتباك مريد في حضرة شيخه وخوف خادم بين يدي سيده وخضوع صوفي بين يدي ربه…
أتأمل وجهك الذي تجلى لقلبي كما يتجلى الله لعباده المخلصين وأتمنى لو أن الزمن بيدي لأوقفت تلك الساعة اللعينة التي تعاندني وتغذ الخطى وكأنها ذاهبة إلى موعد غرامي تأخرت كثيرا عنه.
ها أنذا أعود إلي معك وأؤمن بك من جديد ربة للحب والشعر والسحر والجمال أضع يدي في يديك فتعود السموات والأرض رتقا كما كانتا أقبöلك فأستوي على العرش وأعيد ترتيب الكون ليتناسب مع نبضين عاشقين.
أفترق عنك فتنفتق السماوات والأرض مرة أخرى وتعود الشوارع المتعبة من أقدام المارة المزدحمة وبيادات العسكر وضجيج السيارات والبنادق القبلية وصراخ المآذن الملتحية.
وأعود إلى عالمي برعشة المحب وشهقة العاشق وحنين المفارق أذكرك فيهطل المطر وأحاول التخلص من أناي/ك مرة أخرى وتكون اللغة هي الوسيلة الأولى لذلك أكتب وأعلم مسبقا أنني ممسوس بك وأعترف أنني ضحية حلم يسكن جسد أنثى.

قد يعجبك ايضا