الحوار .. العبور الممكن..!
عبدالخالق النقيب
عبدالخالق النقيب –
تتملكنا الحمية والغيرة على المستقبل الموعود من منا لا يتغزل بمعزوفة اليمن الجديد ويطرب للتغني بها جميعنا نشحذ التطلعات ونعقد الآمال للولوج إليه وتنفس عبق التمدن والعدالة الاجتماعية ودولة القانون والمؤسسات في المقابل كلنا يريد وكلنا يحلم ويهفو يميل ويجنح يؤيد ويعارض يرتئي ويفكر وعن تفاصيل المستقبل يمكن أن نتفق ونختلف أيضا .. نبقى شعبا واحدا ويظل الوطن للجميع .
• الحوار والتلاقي .. وحده من سيجمع الشتات ويوحد الرؤية لنستقل مركب النجاة ونعبر إلى الغد بحكمة واتزان ويبنى اليمن الجديد على أسس متينة وسليمة تتحاشى أخطاء الماضي وتتجاوز التعنت والتبعية والتقليد المشوهة كل الخيارات المطروحة خارج الحوار تتنافى مع المصلحة الأسمى للوطن ولا تتطابق مع المواصفات التي يجب أن يكون عليها مستقبل التمدن ولا يمكن أن تقوم على الأمان والسلام كضمان أساس لكل شيء.
• يجب أن تتحرر العقول من الرؤى من الإيدلوجيات المتخبطة التي تعيق تقدم الحوار وتجعله يختط طريقه على أرضية ملغومة ويتأمل خطواته بحذر وبطء شديد يوحي إيقاعها الزاحف بوعثاء مشوار طويل ومعطيات تعجيزية وأخرى ذات أبعاد تعقيدية تعترض نضوج الفكرة واختمارها وغالبا ما يراوغ مفتعلوها لمجرد الاستعراض والتباهي وفرض الحضور.
• من يأيتينا بخيار آخر غير الحوار من شأنه أن يأخذ بأيدينا للخلاص مما نحن فيه من تعاسة لنبدأ حياتنا مثل باقي خلق الله دون أن نكون بصدد نزاعات وصراعات محتملة لسلكناه جميعا أيا كان ذلك الخيار فثمة من قد كره العيش ويتمنى أن يجد ملاذا آخر ينتشله من هذه البلاد حتى لو كان ذلك المكان في أدغال غابات أفريقيا المهم أن يبدأ حياته من الصفر بعيدا عن حريق الدم ومصير يتلاعب به مقامرون يغذون الانفلات ويعبثون كالأشباح ولا يستطيع أحد أن يمس لهم طرفا مازلنا إلى اليوم متفرغين لإهدار كل شيء وتسخيره في صراعاتنا البينية في حين أن بلدانا سبقتنا ونحتاج لمئات السنين الضوئية للحاق بها في وقت كنا نحن نسبقها حضارة وتقدما.
• سيظل الحوار هو الطريق الممكن لعبور الحاضر والانتقال إلى كنف المستقبل بإمكانك أن تمرر بذهنك كل الخيارات التي تدفعك للتعنت والعزوف عن الحوار جرب أن تكون شماليا ثم جنوبيا ولك أن تجرب أيضا أن تكون حراكي وحوثيا ومثقفا وأميا وذا لحية طويلة أو حتى من مناصري شارع حدة أو جمال جرب كل ذلك وغذي مخيلتك بما شئت .. إن كانت قواك العقلية تتمتع بصحة جيدة ولا تشكو المرض في أي من تكويناتها ولا يعتري جزء من خلاياها الضعف .. ستكتشف أنك قد امتلأت غيظا وتكاد أن تتفرط كمدا ولربما تتحلل من ذاتك وتغني بأعلى صوتك (واسأل التاريخ عني أنا يمني) وعندما تستعيد جديتك وتتمالك اتزانك ستقر يقينا أن لا خيار للعيش بسلام ولا سبيل لكبح جماح الأطماع وقطع دابر الضياع وبدء حياة سوية غير الحوار القائم على أسس وطنية إنسانية كريمة.