الاعتكاف.. روحانية مليئة باللذة.. لا يشعر بها إلا من ذاق حلاوتها

تحقيق نورالدين القعاري

تحقيق/ نورالدين القعاري –
ها هي المساجد قد امتلأت بالمعتكفين الذين جاؤوا من كل الأماكن في هذه الأيام المباركة (العشر الأواخر) من شهر رمضان المبارك.. يحيون سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي لم يتركها منذ هجرته إلى المدينة حتى وفاته.
والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله بنية الانقطاع للعبادة والانشغال بغير العبادة يخالف مبدأ الاعتكاف وللأسف يفهم البعض من الناس بأن الإعتكاف هو مكان لقضاء الوقت مع أصدقائه وأحبابه إلى أن الاعتكاف هو للخلوة بالنفس والابتعاد عن الناس ولزوم الطاعة ومعالجة هذه السلبية تكون بالابتعاد عن الناس وعدم الحرص على المساجد التي يكثر فيها المعتكفون.
فرص لا تضيع
يرى إبراهيم عثمان أن للمعتكف فضائل كثيرة يتميز بها عن غيره من الناس حيث يقول: إن المعتكف يحصل على فضائل كثيرة وكبيرة منها أداء الصلوات الخمس كلها جماعة وتحصيل أجر الصلاة في الصف الأول ولحاق تكبيرة الإحرام واستغفار الملائكة والدعاء لمن ينتظر الصلاة بعد الصلاة وقراءة القرآن والفضل الأكبر إدراك ليلة القدر.
مؤكدا بأنها فرصة عظيمة لحصول الأجر ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات وهي ليال فاضلة لكي نستثمرها ونغتنمها في الإكثار من طاعة الله والكل تمنى لو تطول هذه الأيام المباركات ليزداد تقربا وتعبدا لله وينال ثوابا عظيما أو ليغفر الله له ويعتق من النار وها هو سبحانه يسعد قلوبنا ويتفضل على العباد بنفحة مباركة طيبة بأن جعل لنا ليلة القدر التي تعادل عبادة أكثر من ثمانين سنة نلتمسها في العشر الأواخر من رمضان ففيها فرصة متاحة نتعرض لنفحة طيبة مباركة لمحو الذنوب وغسل الخطايا ورفع الدرجات لمن قامها إيمانا واحتسابا وتذلل بين يدي مولاه ودعاه بإخلاص.
أخطاء معتكف
أما عدنان الضراب فيرى أن هناك بعضا من الشباب لا يستغلون هذه الفرصة الثمينة التي أتيحت لهم ولم تتح لغيرهم من الناس يقول: هناك شباب لا يستغلون هذه الفرصة في العبادة وصفاء النفس ألا وهي سنة الاعتكاف فترى معتكفا قد أخذ جواله وقام باللعب به طوال يومه أو الانشغال وإهدار الوقت بالكلام الذي لا ينفع ولا يضر.. مختتما حديثه بأن هذا مخالف لسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لأن الاعتكاف يشمل ثلاثة أمور هي: قراءة القرآن الدعاء والصلاة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
جدول المعتكف
يقول الشاب محمد قنبور وهو أحد المعتكفين عن الإعتكاف وعن جدول العمل الذي يقوم به في خواتم شهر رمضان المبارك: إن أغلب الوقت يستثمر في قراءة القرآن بعد الانتهاء من الأذكار دبر كل صلاة ويبدأ المعتكف بعد صلاة الفجر في التسبيح والتهليل والأذكار إلى شروق الشمس ويصلي بعدها ركعتي الضحى ثم قراءة ما تيسر من القرآن مدة ساعة تقريبا ثم الاستعداد بعد ذلك للنوم وقبل أذان الظهر بقليل الاستيقاظ للاستعداد للصلاة وبعدها هناك من يكمل نومه لتجديد نشاطه والقدرة على صلاة القيام وهناك من يقرأ القرآن ويستمر المعتكف في قراءة القرآن والأذكار والتسبيح والتهليل حتى وقت الإفطار ويستأنف القراءة إلى قبيل صلاة العشاء فيستعد لها ويتهيأ وبعد الانتهاء من التراويح يأتي وقت وجبة العشاء وبعدها تكون فترة استراحة قبل صلاة القيام وبعد الصلاة تستأنف قراءة القرآن إلى وقت السحور وبعد السحور الاستعداد لصلاة الفجر وهكذا.
لذة الاعتكاف
أما عبدالعزيز عاطف الذي ينوي الاعتكاف هذا العام فيقول إنها السنة الثالثة التي يعتكف فيها مؤكدا بأنه نادم على السنين الماضية التي لم يعتكف فيها إلا يومين بعد شعوره بلذة الاعتكاف مشيرا إلى أنه يشعر في هذه الأيام بتغير في حاله من حيث زيادة الخشية من الله وزيادة العبادة طمعا بما عند الرحمن.