تأملات ..الهدف السياحي من خليجي 20 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

محمد العريقي

الدول التي تسعى بكل جهد ومثابرة لتنظيم المونديالات الرياضية الإقليمية والدولية تنفق أموالا باهظة, وقد تكون  المنافسة واحدة من الأهداف, وتبقى أهداف أخرى أكثر أهمية, ومنها التعريف بالبلد المضيف سياحيا وثقافيا, وتأكد أن العائد يكون من الاستثمار في هذا الجانب يكون أكثر فائدة, يحسن من الوضع الاقتصادي, وهذا كان الهدف الرئيسي لجنوب أفريقيا التي احتضنت  مونديال كاس العالم في يوليو 2010, فرغم  خسارتها لكاس العالم لكنها حصدت مئات ملايين الدولارات وشغلت الآلاف وتحسن وضعها الاقتصادي بشكل ملحوظ من تنظيم البطولة هذا ما أعلنه وزير الاقتصاد في جنوب أفريقيا عقب انتهاء المونديال .

كانت السياحة بمعالمها ومرافقها والمشتغلين فيها والمهن المرتبطة بها هي المدخل لحصد تلك الملايين .

فعادة ما تنتهي المناسبات الرياضية بفوز  فريق واحد, وينتهي كل شيء, ويعود الناس إلى بلدانهم  بعد أن أنفقوا ملايين الدولارات بانطباعات عن القدرات التنظيمية, والشعب والطبيعة والسياحة, وهذا هو الأهم.

وبالنسبة لليمن فإن مؤشرات تحقيق هذا الهدف بدأ يتبلور في أذهان الزائرين الذين قدموا مع الفرق الرياضة الخليجية, فالكثير منهم اظهروا إعجابهم بعدن بطقسها المعتدل, وبمنظر بحرها الهادي وشواطئها النظيفة . وسمعت الكثير منهم يقولون استمتعنا بجو عدن وكرم أهلها وطيبة أخلاقهم الرفيعة, وهذا أهم من متابعة المباريات, وسنعود مرة ثانية وثالثة.

بهذا توثقت القناعة لدى كل اليمنيين أن اختيار اللجنة المنظمة لبطولة خليجي عشرين بمدينتي عدن وأبين  كان موفقا وحكيما, لاعتبارات كثيرة تتمتع بهما المحافظتين المذكورتين, أبرزها السياحية والطبيعية  والجغرافية, والجماهيرية .

فعدن مدينة  تضم أكثر من مدينة, والتنقل  فيها رغم قصر المسافات تشعرك انك فعلا  في مدينة مختلفة بشوارعها وأحيائها  وخلفية محيطها, والبحر هو القاسم المشترك  الذي يتنفس على شاطئه كل السكان  ويستمتع بمنظره ونقاء رماله كل الزائرين, وهناك أيضا معالم سياحية  وتاريخية وتراثية  ذات شهرة كبيرة, مثل صهاريج عدن, وقلعة صيرة, والفنار, والميناء التاريخي.

أما أبين فهي أيضا محافظة  جميلة  تجمع مابين منظر البحر الأزرق, والسهول الزراعية الخضراء, كل ذلك  تمثل معالم سياحية  مهمة .

وإذا كنا قد تطرقنا في موضوع الأمس لأحد الأهداف التي يجب أن تسعى إليها اليمن من خلال تنظيم هذه البطولة, وهو اكتساب مهارة وخبرة التنظيم, فإننا هنا نتحدث عن هدف ثان وهو العائد والترويج السياحي .

فهذا أهم الأهداف الذي يفضي إلى  تحقيق العائد المادي الذي يحسن من وضع الناس وخاصة المشتغلين بالخدمات السياحية والنقل والمطاعم والمحلات التجارية, وأصحاب الحرف اليدوية, وبائعو المنتجات التي  تشتهر بها اليمن, كالعسل والحناء والبخور, وغيرها,  فإن ذلك يتطلب حسن الإعداد والاستعداد والتعامل, وتسهيل وصول الزائرين إلى مثل تلك الأماكن وهذا هو المهم ويمكن أيضا أن تستفيد من ذلك مدن ومحافظات أخرى, فالذين قدموا من المنافذ البرية الشمالية والشرقية, مروا بمحافظات ومناطق عديدة قبل أن يصلوا إلى عدن, تستطيع هذه المحافظات أن تسوق لنفسها في المد اخل الرئيسية, أو تقيم منشاة ومرافق مناسبة لتقديم الخدمات للمسافرين على الطرقات.

يحق لنا أن نركز ونهتم بهذه البطولة التي تقام في أرضنا لأول مرة, ونقيمها من جانب الاستفادة المستقبلية, يتحقق ذلك من خلال التقييم الموضوعي, بحيث نتلافى الأخطاء ونطور ما هو مطلوب.

قد يعجبك ايضا