من بديهيات الحوار 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

  حسن اللوزي
  
    * الحوار من طبيعة الإنسان الفطرية لأنه يريد أن يفصح أولا ويعبر عن احتياجاته وتصوراته ومواقفه بكامل الحرية!!.. كما يريد أن يفهم من الآخرين مايريدون قوله أو يعبرون عنه.. فحياة الإنسان وعلاقاته وتعاملاته حوارية..!! وقد أجمع العلماء على وجوب الالتزام بالحوار بين الأخوة من أجل التفاهم وتحقيق المصالح المشتركة في ما بينهم ودرء المفاسد التي قد تهدد معيشتهم!!.. وقد وجه به الله سبحانه وتعالى نبيه الخاتم صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى ((وجادöلúهمú بöالتöي هöي أحúسن)) ولايعترض على الحوار أو يفر منه سوى من يبطن استخدام الوسائل الأخرى وربما غير المشروعة لأن رفض الحوار لايدل على حسن النوايا على الإطلاق.
   * الحوار لايكلف أي طرف ثمنا لايرتضيه!!
   * الحوار يكشف عن الثقة الكاملة بالنفس.. والمقدرة على مواجهة الحجة بالحجة.. كما يعبر عن امتلاك المحاور لروح إنسانية عالية وثقة بالحقيقة التي يؤمن ويتسلح بها فضلا عن اتصافه بسعة الصدر.. والقبول بالآخر.. والاستعداد لتفهم الرأي والإيمان بالرأي والرأي الآخر.. بل ويعبر عن مقدرة على تجاوز الحالة السلبية إلى الموقع الإيجابي والقدرة على البذل والتسامح!!.
   * ليس المطلوب حتما أن يوصل كل حوار إلى نتيجة متفق عليها منذ البداية.. وقد يكون الحوار السليم هو الذي يوصل إلى نتيجة بأن الطرفين مختلفان.. وأنهما متناقضان.. ولهذا فإنهما يضعان أنفسهما في الموقع الصحيح من المراجعة الدقيقة لمواقفهما لاكتشاف المشترك الذي قد يؤدي إلى التقارب ورفض نفيهما لبعضهما البعض!! ولذلك سوف يسهران بحثا عن تنمية ذلكم المشترك بينهما أو يحتكمان إلى فريق من العدول سواء من العلماء الذين هـــم ورثة الأنبياء أو القضاة للبتö في كل ما اختلف فيه المتحاوران وإلا لما كان أي معنى للحوار!!.
   * في استمرار الحوار انطلاقا من البحث عن المشترك يمكن تجاوز الكثير من المعوقات والحواجز التي تضيق من حجم ومساحة التناقضات والاختلافات وتتحقق البداية المثمرة للحوار كحاجة بشرية وكسمة حضارية.. بديلة لنزعات الانزواء ومتجاوزة لكافة وسائل التنافر والصراع!!.
   * لكي يحقق الحوار ثماره لا بد من أن يحاط بأجواء غير ملغمة بالنوايا السيئة أو بالضغائن أو بالصغائر التي تحجب حسن الحوار.. خاصة وأن أعداء أي حوار وهم كثيرون في هذه الدنيا ويلهثون وراء تعطيل مساعي البر وإبطال جهود الخير ونخر بنيان السلام والوئام.. والأمن والاستقرار!!.
   * لا يقبل بالحوار إلا الفرسان والذين يمتلكون أدوات المجادلة الحسنة.. ويحذقون قوانين الحوار.. والتي تعني في أدق وأعمق ماتعنيه الالتزام بالتي هي أحسن.. وحسن الإنصات والاستيعاب!! وحسن المخاطبة والأداء!!.
    * الذين يحاورون من وراء جدار.. لايلبث أن ينهار فوقهم الجدار!! والذين يحاورون في ساطعة النهار تصقل وضوحهم الأضواء!!
   * المتعصبون لا يحاورون وإذا اضطرتهم الظروف للحوار فإنهم لايخلصون النية.. ولذا فإنهم يصلون إلى طريق مسدود مع أنفسهم قبل غيرهم ممن يتحاورون معهم.
   * التحرر من التعصب الأعمى شرط لازم لأي حوار يبدأ.. أما التمترس في خندق معين لا يعبر إلا عن قصد الإخفاق!!.
   * الحوار الصادق والصريح يوصل إلى أسمى وأوضح النتائج.. والتي يصونها الرضى والقبول!!.
   * لا يملك الذين يحملون المسئولية الوطنية سواء في المواقع الرسمية أو في المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني.. ويتصدون لأقدار الاستخلاف لله على الأرض.. وإعمار الحياة وبناء الحضارة ومواجهة التحديات في كل حقول المسئوليات.. إلا أن يتحاوروا ولايجوز لهم أن يغلقوا بابا أمام طرق الأفكار الحرة والمبادرات المضيئة!! وإجادة صور التدافع السلمي والحضاري التي تحول دون التورط في المفاسد!!.
   * لو غادر الحوار حياة الناس.. كيف سوف يتأتى التفاهم في ما بينهم¿! وما شكل حياتهم بعيدا عن ذلك¿ في الغابة فحسب ينعدم الحوار!! لأن الشريعة في الغابات للافتراس لا للحوار!!.
   * الابتعاد عن خشونة وقسوة الكلمات أهم ما يمكن توفيره من أجل استقامة أي حوار كان حتى يتم بناء الأفكار على أرض خصبة ويتم رفع كل الأعشاب الضارة أو المعوقات النفسية أمام الحوار وانطلاق وسائل التفاهم!!.
    * إن العقل السياسي المتصلب بحاجة إلى تروية بشذرات من الحكمة وإضاءات من بعد الرؤية والإمعان في العواقب وخاصة بعد أن تضيق الصدور وتنفرط الأعصاب وتدلهم الرغبات!!.
    ومن سمات الحكماء قبل غيرهم جلاء إيمانهم العميق بوسيلة الحوار لمعالجة المشكلات والمعضلات التي تقوم على اختلاف الرأي أو تناقض في المواقف أو حتى صراع في المصالح والتوجهات.
    فالحوار يفرضه الإيمان.. وتوجبه الوطنية.. وهو سبيل ح

قد يعجبك ايضا