مابعد المبادرة الخليجية (4-4 ) 

ناجي عبدالله الحرازي



ناجي عبدالله الحرازي

و لما كانت رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة أو بالخطوة الأولى كما جاء في المثل الصيني الشهير ولما كان لابد أن نشعل شمعة بدلا من أن نلعن الظلام فلابد أن تتظافر جهود الجميع مهما كانت مواقعهم و إنتماءاتهم السياسية – خاصة أولئك الذين قبلوا بالمبادرة وبآليتها التنفيذية المزمنة – من أجل المضي قدما بتنفيذ بنود آلية تنفيذ المبادرة الخليجية نصا وروحا وأن لا يكتفي ولاة أمرنا الحاليين فقط بترديد الوعود وتأكيد الألتزام بتنفيذ هذه المبادرة أمام أجهزة الإعلام وعند لقائهم بسفراء الدول المعنية   دون أن تكون نواياهم  صادقة وعزمهم ثابت  

إذ لابد لروح المبادرة التي قبلتها أطراف النزاع الرئيسية – وتحفظت عليها بعض الأطراف – والتي تنشد وضع حد للأزمة الأخيرة التي عانينا منها منذ أوائل العام وحتى نهايته دون أن نرى حتى الأن على الأقل بصيصا من الأمل المفيد أو نهاية للنفق المظلم – لابد – أن تسود أجواء العمل الميداني  الذي يجب أن يتجاوز مجرد تشكيل حكومة الوفاق أو تشكيل اللجنة الأمنية أوإزالة بعض مظاهر التوتر والمظاهر المسلحة كما تابعنا مؤخرا .

فروح المبادرة الخليجية كما أعتقد – وبالتأكيد سيتفق معي الكثيرون بمافيهم من قد يختلفوا معي فر الرأي في قضايا أخرى – تدعونا جميعا إلى التغلب على مشاعر الغضب والتوتر الناتجه عن ماعشناه خلال الفترة الماضية   وإلى أن نتوقف  جميعا  – وخاصة الأطراف المعنية بهذه المبادرة والتي قبلت نصوصها – عن التشكيك في نوايا الأخر أو حشد الأنصار لمواجهته أو القاء اللوم عليه كما شهدنا يوم السبت الماضي عندما تعرضت مسيرة إخواننا وأخواتنا القادمين من تعز إلى صنعاء سيرا على الأقدام لما لم يكن في الحسبان. 

وبغض النظر عن إتفاق البعض أو إعتراضهم على تلك المسيرة أوعلى إستمرار مظاهر الإحتجاج في شارع الستين بالعاصمة صنعاء وفي ساحات بعض مدننا فإن  روح المبادرة الخليجية – لا نصوصها المكتوبة – تقتضي من الجميع أن لا يغلقون أبوابهم أمام من يختلفون  معهم في الرأي   بل أن يتاح المجال للجميع ليعبروا عن أرائهم بشكل سلمي.

 كما تقتضي روح المبادرة الخليجية  منا جميعا عدم نبش الجراح الأليمة أو تكرار أطروحات أشهر الأزمة ومواصلة مهاجمة الطرف  الأخر أو تحميله مسئولية المواجهات المؤلمة التي حدثت هنا أو هناك وكبدت البلاد والعباد خسائر بشرية ومادية باهضة سيصعب نسيانها أو تعويضها .

وإذا ما سادت روح هذه المبادرة الخليجية فإن تنفيذها لن يمثل مشكلة بالنسبة للأطراف بل سيمكنهم من فتح صفحة جديدة في تاريخنا وسيشجع المشككيين على تجاوز شكوكهم بحيث تسود روح الحوار والمصالحة وينشد الجميع مرحلة  جديدة لا يكون عنوانها فقط فض الإشتباك مع مشاكل ومآسي الماضي  بل تستفيد منها وتتعلم دروسها وتتجنب تكرار  الأخطاء والسلبيات التي كانت سببا في الأزمة لتعود حياتنا طبيعية ونتفرغ جميعا لمهام البناء والتنمية واللحاق بركب الدول المجاورة لنا   

 

قد يعجبك ايضا