الاختلاف .. الخطأ الكلاسيكي!!
عبدالله حزام
عبدالله حزام
عبدالله حزام
> اختلفنا إلى حد اتساع الخرق على الراقع .. واتفقنا ليعاود العقل العمل بطريقة الدفع الرباعي الذي تحتاجه الفترة المقبلة وهذا على الأقل ماعبرت عنه أحاديث وزراء حكومة الوفاق في احتفالات التوديع والاستقبال..فقد كان الوداع جميلا والاستقبال أجمل..وكانت الحميمية بعد الفراق والبين علامة جودة المرحلة..قولوا إن شاء الله.
> إذا الأمر يدعو للتفاؤل ..لأننا طيلة 10 أشهر لم نعرف سوى طريقة الدفع الخلفي في التفكير حتى كدنا نصل بالبلد إلى شفا جرف هار.. توقف خلالها العقل عن الطيب من القول والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة واقتصر عمله على إدارة عجلة الخصومة والمناكفة وهرطقات لغو الحديث..!!
> إننا لانتكلم نظريا هنا ..وعليكم معشر القراء أن تلاحظوا: مهما اختلف اليمنيون – إلا أن كابح الحكمة يعمل في الوقت المطلوب قبل أن تزل الأقدام إلى طريق اللاعودة ..وهذا مانلمسه اليوم. .
> لكن الدرس المستفاد مما حصل هو في تعلم كيف نختلف وفقا لقاعدة «لاضرر ولاضرار»..لأننا جميعا أهل الدار وليس منا من أحد نزل بداخل (زنبيل) من كوكب زحل أوالمريخ.
> والنقطة الأساس من الآن وصاعدا ..على الحكومة الجديدة باعتبارها (ست الكل) أن تحفظ مقولة الفيلسوف الفرنسي ( فولتير) في ذاكرتها ..ودوما تبقيها على سطح مكتب عملها عندما يقول : (قد اختلف معك في الرأي ولكني على استعداد أن أدفع حياتي ثمنا لاحتفاظك برأيك)..
> كما لانريد أن نشعر يوما أن الحكومة من فريقين في مباراة لدور النهائي بل فريق واحد يمثل 25مليون مواطن ينتظرون منه قولا لينا.. وعملا صالحا..بل هي بتشكيلتها التوافقية علامة عافية تجسدها المقولة الفلسفية التي تقول من” المختلف يخرج أفضل المؤتلف”..وحتى حين الاختلاف باعتباره سنة كونية علينا أن- لا نتجاوز الإشارات الحمراء.. وعلى الدوام نترك حبل الحوار ممدودا..
> ومادمنا في موسم النصائح . .ينبغي أن نعرف أمرا حاسما هنا.. وهو أن لا أحد يملك الحقيقة وحده ..لأن الدنيا سلامات فثلاثة أرباع خلاف البيت اليمني كانت على طبخات أطباق السياسة التي تتغير مواقفها بين الشمس وضحاها والقمر إذا تلاها..
رأي الوزير الفلاني خطأ يحتمل الصواب..ورأي السياسي العلاني صواب يحتمل الخطأ.وهكذا الحياة لابد أن تسير في هذا الطريق المرصوف بأحجار السلامة.. وحتى نعيش في تبات ونبات..لابد أن نقبل بالآخر وبرأيه..لكن المشكلة تبقى في كيف تعلم ثقافة الاختلاف. !
> لاتذهبوا بعيدا ..فمدرسة الوفاق التي تمثلها الحكومة اليوم هي التي ينبغي أن تعلمنا السير في درب الوفاق والحوار مستقبلا..لكن ثمة خطأ كلاسيكي نعاني منه دوما وهو ترك الشباب يخوضون ويلعبون في سوق السياسة دون أن نعلمهم في منهج المدرسة ثقافة الحوار..وثقافة الاختلاف وتقبل رأي الآخر بأي قالب كان ..
> والخطأ ذاته يصعد إلى الجامعة التي تغني كما تغني المدرسة بنفس المايسترو والمعزوفة وجوقة الملقنين..وحتى المسجد كوسيط تربوي مهم هو الآخر أهل لنا جيلا من الانتحاريين خرجوا من عباءة خطيب أو مرشد ديني لم يصح بعد من رقدة مضارب قريش ويثرب..مع أن الدين دعوة مفتوحة للحياة السعيدة الهانئة وليس دعوة لإلقاء النفس إلى التهلكة.
> يا الله .. هل يعقل أن يتخرج شاب من الجامعة وهو محمل في ذاكرته بمقاطع ثقافة الأنا والرأي الأوحد والقنوط واليأس.. ولغة الانتقام والشخصنة ..¿ اخبروني ماالذي تعلمه طيلة أربع سنوات¿..ومادام الأمر كذلك سيظل الاختلاف يفسد ود القضايا كلها ابتداء من المدرسة وانتهاء ببيت الحكومة التي هي بيت القصيد في السراء والضراء ..وهذا مايستدعي الانتباه.!
> المسألة ليست ترفا لكنها الأخطر من بين كل القضايا ..لذا اكرر: ماالذي أوصل البلد إلى ماوصلت إليه أليس الاختلاف وسنينه السوداء وتأثيراته العلقم..¿لهذا كله أطلب من حكومة الوفاق ابتداء الطلب من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إعداد مشروع لتدريس الديمقراطية وثقافة الاختلاف والتداول السلمي للسلطة ضمن المناهج التربوية التي يتم تدريسها في المدارس والجامعات..
لزيادة منسوب ثقافة احترام الآخر الذي نختلف معه في الرأي إيذانا ببدء حياة ديمقراطية يحترم الجميع فيها أفكار الآخرين مهما كانت”.
> لأننا لو تمعنا في الواقع سنجد أن غياب تلك الثقافة خلق مشكلات سياسية ومجتمعية كثيرة كان أبرزها افتقاد روح العمل الجماعي وعدم إجادة الاستماع إلى الآخر أو الدفاع عن حقوقه”.
> صحيح أن الاختلاف ثراء حين يقود إلى تراكم للفكرة التي تفيد الناس .. والدليل :(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين)..لكن أن يتحول الاختلاف إلى خلاف يمس الثوابت وجعل الناس كلهم يؤمنون بفكر واحد وثقافة واحدة ومعتقدات واحدة وقيادة واحدة ونية واحدة فهذا ما ينبغي أن نرفع ف