بناء الدولة هو أهم تحد يواجه اليمنيين اليوم
حوار وديع العبسي

حوار/ وديع العبسي –
– وجود نظام قضائي نزيه أولوية مطلوبة لبناء دولة النظام والقانون
– التخوف من الفيدرالية غير واقعي.. ولا أرى رابطا بين الهيكلة والحوار
– الوثيقة الفكرية لجماعة الحوثي هدفها الرئيس إثبات زيدية الجماعة
– هناك من يلعب بالنار.. والصراع بين الإصلاح والحوثيين سياسي بامتياز
– الإمامة مقام ديني وليس سلطويا وتحرك السلفيين للعمل السياسي صحيح
– لا يمكن لأنصار الشريعة تحقيق أي مكاسب إذا حزمت الدولة أمرها
ما الذي تقتضيه المرحلة القادمة لخلق حالة التوافق المطلوبة من اجل تحقيق التغيير¿
– الثورة حالة متجاوزة لرواسب الماضي فكرا وسلوكا ولكن بشرط أن يحدث التجاوز لدى الثوار وأن يتمظهر في الأشخاص والأفكار والسلوك. معضلة ثورتنا أن هذا التجاوز لم يكن متوفرا لدى من نصبوا أنفسهم قادة لها بقوتي المال والسلاح.
أصارحك القول الثورة كوسيلة تغيير في اليمن انتهت وماتت بالسكتة عشية توقيع المبادرة الخليجية. صحيح أن الرئيس صالح استبدل بالرئيس هادي ولكن المشكلة ليست في الأشخاص فقط . هم أبسط جزء من المشكله. التغيير الذي تنشده الثورات هو تغيير القوانين والأنظمة التي جعلت الممارسات السيئة والخاطئة ممكنة . المبادرة وضعت العربة أمام الحصان وأتت برئيس له كل صلاحيات سلفه وذلك باب واسع للفساد والتجاوزات المفروض أن تقوم حكومة انتقالية تسهل قيام مجلس تأسيسي يغير الدستور ثم ينتخب برلمان يغير القوانين وبعدها تجري انتخابات رئاسية. أما في ظل القوانين القديمة والدستور القديم الثورة لم تحقق شيئا.
> إذن أنت لا ترى أملا في حدوث تغيير¿
– لا لا على العكس هناك فرصة عظيمة للتغيير الإيجابي الكبير. لاحظ أن السلطة المطلقة في يد رجل ذي أجندات شخصية وخاصة هي مصيبة كبرى ولكنها في يد الشخص المناسب يمكن أن تكون نعمة كبرى وخاصة في الظروف الاستثنائية التي تتطلب سلطات استثنائية لأنها تتيح له التصرف بحسم وحزم وقوة. والرئيس هادي بيده سلطة مطلقة لأنه يحكم بموجب الدستور القديم. وقضية أنصار الشريعة محك لقدراته القيادية ونجاحه في القضاء عليهم يمنحه قوة معنوية هائلة داخليا وخارجيا.
وهنا يجب التوقف وملاحظة أن الحصانة تخص الأفعال السابقة لصدورها ولاتشمل الجرائم اللاحقة لصدورها فإذا ثبت تورط أي شخص أو حزب في دعم جرائم أنصار الشريعة فإن القانون يجب أن يضرب المجرمين بسيفه الباتر أيا كانوا. وستكون تلك اللحظة هي البداية الحقيقية لبناء الدولة الحديثة دولة النظام والقانون في اليمن. ولعل الأقدار شاءت لهذه البلاد ألا تقع بأيدي القوى الظلامية المتخلفة الجشعة.
> قراءتك للتحديات التي تواجه واقعنا اليوم¿
أهم تحد يواجه اليمنيين اليوم هو بناء الدولة دولتنا يصفها العالم إذا أنصفها بأنها دولة على أعتاب الفشل وللدولة الفاشلة مواصفاتها فهي الدولة التي لا تفرض فيها حكومتها سيطرة فعالة على أراضيها ولا ينظر إليها على أنها شرعية من قبل شريحة مهمة من سكانها ولا تقدم الأمان الداخلي أو خدمات عامة أساسية لمواطنيها وتفتقر الى احتكار استخدام القوة .وكل هذا متوفر لدينا والى جانبه أزمات أخرى مثل أزمات الهوية والمشاركة والتغلغل والتوزيع .
> هل يمكنك التحدث عن هذه الأزمات وطبيعتها¿
– نعم أزمة الهوية تحدث عندما يصعب انصهار كافة أفراد المجتمع في بوتقة واحدة تتجاوز انتماءاتهم التقليدية أو الضيقة بحيث يشعرون بالانتماء إلى المجتمع والتوحد معه. نرى ذلك في صعدة وفي المحافظات الجنوبية والشرقية.بسبب التمييز والاستهداف ونراه لدى القبائل التي لاتشعر بالانتماء الى المجتمع إلا أذا تمكنت من الاستحواذ على الدوله والتصرف بمقدراتها.
أما أزمة المشاركة فتنتج عن عدم تمكن المواطنين من الإسهام في الحياة العامة لبلادهم. مثل المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية أو اختيار المسؤولين الحكوميين.
مراكز القوى
> ولكن توجد المجالس المحلية وهي توفر المشاركة إلى مستوى المديرية¿
– حتى مع توافر مؤسسات سياسية كالمجالس المحلية التي يمكن أن تستوعب القوى الراغبة في المشاركة إلا أن قسما كبيرا من المجتمع اليمني يشعر بأن الانتخابات تزور أو تستخدم فيها إمكانيات الدولة لصالح الحزب الحاكم بصورة غير قانونية. وأن التعيين في المناصب الحكومية يتم وفقا لمعايير غير قانونية وغير صحيحة. وزاد على ذلك إصابة البلاد بوباء التوريث فأصبحت المناصب كالمهن سواء بسواء فكما يصبح ابن الجزار جزارا وابن التاجر تاجرا رأينا ابن الوزير يصبح وزيرا وابن القائد العسكري يخلفه في قيادته. ثم أصبحت الوزارة من لوازم بعض البيوتات.. إلخ. ثم تأتي مراكز قوى لتحصل على منافع غير متاحة لبقية المواطنين. أراض مجانية وعقود مقاولات وحت