مشاهد يومية قطر … عالمية 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 
عبدالرحمن بجاش

{ ليس شرطا أن تكون مساحتك كبلد كبيرة ليكون لك دور ها هي قطر ترسخ هذه القناعة بأن الأدوار تصنعها الرؤية والإدارة وبعدهما الإرادة.

كأس العالم الذي ظل أوروبيا أمريكيا لاتينيا آسيويا في الكوريتين ها هو يأتي إلى العالم العربي وإلى أصغر مكوناته قطر التي عرفت كيف تدير كيف تنجح هل يمكن أن يستفيد بقية العرب من هذا الدرس ويتعلموا – بدون حساسية – كيف ينجحون¿ ولا يظلون يرمون على هذه المسكينة نظرية المؤامرة كل فشلهم¿

طرحت السؤال على الأصدقاء في الفيس بوك : كيف نجحت قطر¿ أتت الإجابات لتصب كلها تقريبا في خانة حسن الإدارة ويبدو لي من خلال المتابعة أن قطر استطاعت أن تخاطب العالم باللغة التي يفهمها أعدت واستعدت وأدارت ونجحت ملف متميز فريق يعرف كيف يفاوض وكيف يكسب ولا مانع من الاستفادة من كي لاي من إنجلترا وزيدان من فرنسا وسامي الجابر من السعودية وفي الأخيرة لا بد أن نتنبه إلى أن العالم العربي يزخر بالكفاءات والقدرات التي تستطيع أن تكسب فقط وفر الإمكانات وأحسن الإدارة وفي المجمل أناس مخلصون عيونهم على بلادهم وليس على جيوبهم وستجد النتيجة وقطر ليست المثل الأول في أن صغر المساحة ليس مشكلة بل إن غياب الرؤية والإدارة والإرادة هو المشكلة فمونت كارلو الصغيرة جدا تدير العالم فنيا وسينمائيا وسياحيا مöنú «كان» هناك من نقطة صغيرة في فرنسا يحكمها أمير وأميرة وفنانات العالم ويحضر إليها الأثرياء ويأتي إليها المال من كل حدب وصوب لأن هناك منú يدير بحنكة!!

والفاتيكان يدير العالم المسيحي من وسط روما وإلى البابا تأتي كل الرؤوس الكبيرة تنحني احتراما وإجلالا وإلا لكان عليهم أن يركعوا تحت ركبتي استراليا إذا كانت الحكاية حكاية مساحة.

والكويت قبل الغزو اللعين استطاعت في فترة وجيزة أن تحكم العالم العربي ثقافيا من خلال أدواتها : «العربي» المسرح فنون «عالم المعرفة» الثقافة العالمية وصحافة متمكنة والآن تستعيد دورها برغم كل جراحها وما علق في النفس وما تكبدته من خسائر مادية والعراق ها هو يخسر برغم كل إمكاناته بفضل الاحتلال والقبعات القادمة على ظهور الدبابات.

وأجمل تعبير عبر عن الحالة القطرية ما قاله أحد مسؤوليها : «قطر صغيرة لكنها جميلة» عبارة بسيطة لكنها عميقة.

الآن ومن اللحظة التي تسلم فيها أمير قطر يحيط به فريقه المحنك ستكون هذه البقعة المضيئة في سماء هذه المنطقة والعالم العربي تحت نظر العالم وحتى إلى ما بعد 2022م وإلى ما شاء الله فقد تحولت قطر إلى بلد عالمي ولا يتابعها ولا ينظر إليها – فقط – (3) مليارات يشاهدون كأس العالم عادة بل إن الأنظار ستظل مشدودة إليها ليروا ما الذي ستقدمه¿ ما الذي ستبتكره¿ ما الذي ستضيفه¿ وأنا واثق أنها ستقدم الكثير وستبهر الآخرين لسبب مهم حسن الإدارة والتواضع عند الإنجاز.

قطر بتواضع جم قدمت ملفها الناجح بمعايير العالم وليس بالمعايير العربية السائدة واستطاعت أن تنجح.

السؤال الذي هو بحاجة إلى إجابة : لماذا فرح الشارع العربي من الخليج إلى المحيط بهذا النجاح¿

}  }  }  }

ردمان ناجي

{ والد الدكتور عبدالجبار ردمان في جامعة صنعاء والمهندس عبدالرحيم في الزراعة بالحديدة وعبدالحفيظ ومحمد وعبدالله انتقل إلى رحمة الله تعالى.

والعم ردمان أحد الذين أشير إليهم بالبنان من الستينيات إلى الثمانينيات في الحديدة رجل من أولئك الأفذاذ الذين أثروا في المحيط الذي حولهم وظل مثالا للرجولة.

رحم الله العم ردمان والتعازي لأولاده وللعائلة الكبيرة آل أزيب.

 

قد يعجبك ايضا