عرض وتعليق/ رامز عبد الحليم سيف –
خمسون عاماٍ مرت على قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ويبقى كثير من اليمنيين وعلى وجه الخصوص جيل اليوم.. وأنا منهم.. لا يعرفون كيف رصدت الصحافة اليمنية وقائع الأيام أو الساعات الأولى للثورة¿ وكيف عاش شعبنا اليمني فرحته الكبرى بميلاد هذا الحدث العظيم الذي غير مجرى الحياة في هذه المنطقة وأعلن قيام أول جمهورية في شبه الجزيرة العربية. ولهذا تلقفت وكالات الأنباء ومحطات الإذاعة العالمية أخبار ثورة اليمن وخرجت كبريات الصحف العربية والدولية في اليوم الثاني بمنشتات عريضة تتحدث عن سقوط الملكية وقيام الجمهورية.
تفهم من هذا أن الصحافة اليومية.. كما يقول خبراء الإعلام هي أول من يرصد على صفحاتها.. تفاصيل انفجار أي ثورة وتقدم للرأي العام صور أحداثها ومعاركها وقيادتها وقراراتها.
يحدث هذا في بلد يملك صحفاٍ يومية أما في بلد لا وجود أصلاٍ لمثل هذه المطبوعات كاليمن فتلك مشكلة لتوثيق وقائع وأحداث الثورة.. فلا وجود لصحف يومية في شمال الوطن حينذاك – لأن الإمام أعاق ما كان يصدر في صنعاء وعدن وعلى خلاف ذلك في عدن صحف أهلية وطنية تصدر في ظل الاستعمار البريطاني غير أن تلك الصحف العدنية.. لا وجود لها اليوم في المكتبات الوطنية ومراكز الدراسات والتوثيق فقد بحثت عنها مطولاٍ.. ولم أعثر على نسخ أو نتف منها.. وكان أن حصلت على بعض المراجع التي اعتمدت عليها في إعداد هذه المادة التي تسلط الأضواء على كيفية تناول صحافة عدن اليومية لوقائع الثورة وذلك بعد ساعات وأيام من قيامها وبحسب ما هو موثق بين يدي من معلومات سأحاول ان أقدم في السطور التالية قراءة لما نشرته ثلاث صحف هي :»فتاة الجزيرة» لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ محمد علي لقمان المحامي و»الأيام» لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ محمد علي باشراحيل و»اليقظة» لصاحبها ورئيس تحريريها الاستاذ عبدالرحمن جرجرة.
عرض وتعليق/ رامز عبد الحليم سيف
< الأيام تفرد مساحات واسعة لمتابعة وقائع وأحداث الثورة
< اليقظة تبرز فرحة اليمنيين بالثورة والتفافهم حول العهد الجديد
«الزحف المقدس»
وقبل تقديم قراءة للصحف وإيراد مقتطفات للموضوعات التي أحتوتها يكون من المهم الإشارة إلى ملامح المشهد السياسي الذي كانت تعيشه عدن يومها.. الاستاذ الصحفي محمد عبدالله مخشف الذي كان يعمل محرراٍ في «فتاة الجزيرة» وشاهد عيان تابع تفاصيل ما جرى من خلال معايشته ورصده لنشرات أخبار الإذاعات (عدن- صنعاء – القاهرة – صوت العرب – لندن) يقول في حديث لم ينشر قبل ساعات قليلة من انفجار ثورة 26 سبتمبر 1962 في الشمال آنذاك.. كانت عدن تعيش تحت تأثير تداعيات الإنتفاضة الشعبية العارمة التي سميت بــ (الزحف المقدس) على المجلس التشريعي والتي أسقطت المشروع البريطاني المزيف وهذا الحدث التاريخي شهدته عدن يومي 24 و25 من سبتمبر 1962 وكان الشغل الشاغل للنقابة والأحزاب والصحف والإذاعات العربية والأجنبية في تلك الأيام وعندما يصل الاستاذ محمد عبدالله مخشف للإجابة على سؤال حول كيف كانت صورة سبتمبر في صحافة عدن يرد: قبل أن أتحدث عن تغطية الصحف اليومية في عدن لأخبار ثورة 26 سبتمبر أريد أولاٍ تصحيح معلومة مهمة لم ينتبه لها معظم الذين كتبوا في تاريخ الصحافة اليمنية وهي أن (فتاة الجزيرة) كانت صحيفة ظهرية وليست كغيرها من الصحف الصباحية فقد كان يتم تجهيز صفحاتها الداخلية وتبقى الصفحة الأولى لنشر الأخبار الهامة التي توردها الإذاعات في نشراتها الصباحية.
وكانت «الفتاة» تنشر أهمها على صدر صفحاتها الأولى داخل بروازين أحدهما إلى يمين الترويسة بعنوان (خبر بكرة) والآخر على يسار الترويسة (خبر اليوم) وزاوية أخرى حول أسعار العملات في ذلك الصباح.
الثورة في (قناة الجزيرة)
أما عن صدى قيام ثورة 26 سبتمبر في الصحف اليومية في عدن يقول الاستاذ مخشف: كنت كعادتي في صباح ذاك الخميس السابع والعشرين من سبتمبر 1962 أقوم برصد وتسجيل أخبار الإذاعات اليمنية والعربية والأجنبية ومن ثم فتحت إذاعة صنعاء ثم تعريفها.. وكان أن صوتاٍ مدوياٍ ونبرة حماسية مرتفعة على غير العادة.. كان ذلك الصوت يردد:» هنا إذاعة الجمهورية العربية اليمنية.. إذاعة الثوار.. إذاعة الأحرار من صنعاء» ثم يتبعه بقراءة بيان يعلن عن قيام الجيش والشعب اليمني بثورة 26 سبتمبر ونهاية النظام الملكي الإمامي المستبد وقيام الجمهورية العربية اليمنية.
وعلى الفور قمت بتفريغ ذلك الخبر وأوصلته إلى الأستاذ محمد علي لقمان رئيس تحرير «فتاة الجزيرة» الذي نشرته في الصفحة الأولى مع بعض التفاصيل ولهذا تعد فتاة الجزيرة أول صحيفة يمنية وربما عربية انفردت بنشر الخبر بنفس اليوم أي بعد ثلاث أو أربع ساعات من إعلان إذاعة صنعاء قيام ثورة سبتمبر 1962م.
البحث عن الفتاة
ويتابع الأستاذ محمد عبدالله مخشف حديثه: وما إن بدأت الصحيفة تصل يد القارئ في المكتبات حتى أسرع الناس لاقتنائها بحثاٍ عن تفاصيل جديدة عن قيام الثورة فقد كان لخبر قيام الثورة في الشمال وقع شديد على الناس في عدن فتحولت الدكاكين والمقاهي والميادين والنوادي إلى منتديات مفتوحة الكل يتابع أخبار الثورة وتطوراتها وقراراتها من إذاعات صنعاء ولندن وصوت العرب وعدن.. رأيت الفرحة لتنطق من عيون البشر الذين استبشروا خيراٍ بالثورة التي أنهت نظام الاستبداد والعبودية.. وطوال ذلك انشغلت محلات الخياطة في حياكة علم الجمهورية العربية اليمنية بألوانه الثلاثة الأبيض والأحمر والأسود والنجمة في الوسط.. واقبل الناس لشراء تلك الأعلام ورفعها فوق شرفات المنازل والمحلات والدكاكين وهكذا طغت أخبار الثورة في ذلك اليوم الخميس على ماعداها من أحداث.
لقمان.. ووحدة ابناء اليمن
ويضيف الاستاذ محمد مخشف الصحف اليومية خرجت في اليوم التالي أي بعد «فتاة الجزيرة» بمنشتات واخبار تبشر بقيام ثورة 26 سبتمبر.. وظلت إلى فترة طويلة تتابعها وبدورها أوردت «فتاة الجزيرة» في أعدادها التالية ولفترة طويلة مساحة كبيرة من صفحاتها لنشر الأخبار والمقالات التحليلية ولم يكتف الأستاذ محمد علي لقمان بالاهتمام بأخبار الثورة بل سافر إلى تعز وصنعاء ليقدم التهنئة لقيادة الثورة كما كان يقوم بترجمة المؤتمرات والأحاديث الصحفية التي يدلي بها المشير عبدالله السلال لمراسلي وكالات الأنباء والصحف العربية والدولية».
وبالعودة إلى المراجع المتوفرة أثناء إعداد هذه المادة منها كتاب «فتاة الجزيرة» افتتاحيات ومقالات.. نجد سلسلة من المقالات التي نشرها الأستاذ لقمان عن رحلته إلى صنعاء وتعز ولقائه بقيادة الثورة منها مقال بعنوان (جلسة مع المشير السلال ووزرائه الشباب) تحدث عن لقائه مع السلال في تعز وعدد من الوزراء محمد مفرح ومحمد قائد سيف وعبدالقوي حاميم ومحمد احمد غالب الشرعي وقاسم علمي نجده يقول:»دخلت على المشير رئيس الجمهورية العربية اليمنية فقام إلي وعانقني عناق الأحباب فقبلته قبلة الوالد لولده وهنأته بالعافية ونجاح الثورة وجلسنا لحظة وإذا بي التقي عنده الأستاذ محمد احمد نعمان ولد الزعيم الكبير الشيخ احمد محمد نعمان مقرباٍ لدى السلال ومستشاراٍ وقد سرني وأثلج صدري أن أرى أن أبناء اليمن أبناء الشمال والجنوب يحتلون المقاعد العالية في الدولة وشعار كل واحد منهم «إذا عز أخوك فهن» لا طائفية ولا مذهبية ولا شافعية ولا زيدية كلهم مؤمنون بوحدة الوطن وسلامته مدركون أن الطائفية مطية الرجعية والاستعمار».
أما «الأيام» لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ محمد علي باشراحيل فقد أفردت مساحة كبيرة على صفحاتها لمتابعة وقائع وأحداث ثورة سبتمبر منذ الساعات الأولى لقيامها.. ففي عددها الصادر في اليوم التالي منذ قيام الثورة خرجت الصحيفة وعلى صفحاتها الأولى عناوين عريضة «الشعب والقيادات العسكرية في جميع الألوية تتجاوب مع الثورة وتحت هذا العنوان نشرت الصحيفة خبراٍ مطولاٍ من تفاصيله:»استيقظ الناس في الصباح الباكر يوم أمس وهم لم يستفيقوا بعد من أحداث (تقصد انتفاضة الزحف من يوم 29/9/) استيقظوا على سماع أخبار ثورة الجيش في الشمال ضد الحكم الملكي الإمامي..
ويمضي خبر الأيام»قالت محطة إذاعة صنعاء التي استمرت تذيع طوال يوم أمس بأن الجيش قضى على النظام الملكي في الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الأربعاء حسب التوقيت المحلي وأنه أعلن اليمن جمهورية عربية يمنية»..»وأذاعت المحطة بلاغات بأسماء القيادة العليا للجيش وذكرت بأن حالة الأمن العام مستتبة والناس فرحوا بالثورة التي تسعى إلى تحقيق إرادة الشعب.. كما ذكرت القيادة أيضاٍ بأن حكومة شعبية ستتكون في الوقت المناسب».
وكتب الأستاذ محمد علي باشراحيل المقال الافتتاحي لـ «الأيام» تحت عنوان «التاريخ لا يهمل» حيا فيه قيام الثورة السبتمبرية كحدث عظيم في تاريخ شعبنا :»ثورة الجيش في الشمال حدث عظيم.. حدث طوى آخر صفحة في تاريخ نظام حكم رجعي مزق قوى الشعب وأحالها حطاماٍ لا تقوى على الحياة.. حدث سجل بالدماء أول صفحة من صفحات المجد في تاريخ شعبنا الحديث بتأسيس جمهورية يمنية يصبح الشعب وحده هو صاحب الحق فيها.
وينتقل الأستاذ باشراحيل بالحديث عن حتمية وقوف التاريخ مع إدارة الشعوب مهما طال ليل الظلم والاستبداد والاستعمار فيقول:» إن التاريخ يمهل وقد تطول فترة الإمهال هذه إلى حد قريب جداٍ من اليأس.. ولكن التاريخ لا يهمل إنصاف الشعوب ولا يدعمها لتصل إلى درجة اليأس في أن يكون لها نصيب وافر من الحياة الإنسانية الكريمة.
ويمضي الأستاذ باشراحيل يتحدث عن الثورة السبتمبرية بروح وطنية وحدوية يمنية فيؤكد :» هذا ما حصل في اليمن رجعية واضطهاد في الشمال واستعمار وحرمان لحقوق الإنسان في الجنوب نظامان من الحكم يستمدان بقاءهما من مساندة الواحد منهما للآخر.
إن الحقيقة الماثلة امامنا اليوم تشير بوضوح إلى أن إطاحة الرجعية في الشمال تعري نظام الحكم في الجنوب.. وهي إيذان يدنو زواله هو الآخر لكي يتمكن من إرساء قواعد وحدة وطنية متماسكة توفر للشعب مقومات الحياة الحرة الكريمة.
ثم يمضي إلى القول :»إننا ننظر إلى ثورة الشمال باعتبارها ثورة الشعب اليمني بأجمعه.. ثورة يتردد صداها في كل ظرف من ارض الوطن الحبيب.
وضم الأستاذ باشراحيل معاصرة «الأيام» لتقديم التضحيات من اجل الثورة :» وفي سياق ذلك لا يكفي أن نباركها فحسب بل يجب علينا أن نقف إلى جوارها بالتضحية والروح والفداء حماة يصونونها ويحمونها من عبث العابثين ومن حق الطامعين الذين يرون فيها زوالهم ونهايتهم.
نشرت «الأيام» بعد البلاغ الصادر عن قيادة الثورة في صنعاء (الجيش) والذي تضمن أهداف الثورة وسياستها العامة على المستويات الوطنية والقومية والخارجية ومن أهدافها :»
1- القضاء على الحكم الفردي المطلق والقضاء على النفوذ الأجنبي في اليمن
2- إنهاء الحكم الملكي وإقامة حكم جمهوري ديمقراطي إسلامي أساسه العدالة الاجتماعية في دولة موحدة تمثل إرادة الشعب وتحقق مطالبه.
وتحت عنوان فرعي»السياسة العامة للجمهورية اليمنية : – في المجال الداخلي : أ/احياء مبادئ الشريعة الإسلامية الصحيحة بعد أن أماتها الحكام الطغاة الفاسدون وإزالة البغضاء والأحقاد والتفرقة السلالية والمذهبية والقبلية.
ب/ تنظيم جماهير الشعب في هيئة شعبية موحدة تشارك في عملية البناء الثورية وتمكينها من مراقبة أجهزة الدولة مراقبة تامة تمنعها من الانحراف عن أهداف الثورة.
ج/إعادة تنظيم الجيش على أساس حديث بحيث يصبح قوة لحماية الشعب وحماية الثورة
د/إحداث ثورة ثقافية وتعليمية تقضي على مخلفات العهود البالية التي عمقت الجهل والتأخر الفكري.
هـ/ تحقيق العدالة الاجتماعية وذلك عن طريق نظام اجتماعي يتلائم مع واقع شعبنا ومع روح الشريعة الإسلامية والتقاليد الوطنية الصالحة.
و/ تشجيع الرأسمال الوطني على إلا يتحول إلى احتكارات واستغلال آخر يحول دون سيطرة الدولة وتوجيهها لمقدرات البلاد الاقتصادية
ز/ تشجيع عودة المهاجرين إلى الداخل والاستفادة من خبراتهم وأموالهم
2- في المجال القومي العربي:
أ/ الإيمان بالقومية العربية والعمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة في دولة عربية واحدة على أساس شعبي ديمقراطي.
ب/ التضامن الكامل مع جميع الدول العربية فيما تتطلبه المصلحة القومية.
ج/ العمل على تدعيم الجامعة العربية وزيادة فعاليتها لمصلحة الأمة العربية.
د/ إنشاء علاقات اقتصادية مع جميع الدول العربية بلا استثناء.
هـ/ إيجاد روابط أوثق مع الدول العربية المتحررة لتحقيق الوحدة العربية.
3- في المجال الدولي:
أ/ التزام سياسة عدم الانحياز.
ب/ مقاومة الاستعمار والتدخل الأجنبي في جميع أشكاله وصوره.
ج/ التقيد بميثاق الأمم المتحدة وتأييده مواقفها من اجل السلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرحة الجماهير اليمنية بقيام الثورة فقد تلقت قيادة الثورة في صنعاء برقيات من القيادات العسكرية في الألوية ومن رجال القبائل ومشائخها تعلن تأييدها للثورة.
وقالت: «الأيام»: ارسل المؤتمر العمالي برقية إلى القيادة العليا للجيش اليمني جاء فيها:»باسم العمل وكافة شعب الجنوب اليمني المحتل نؤيد قيام اليمن الطبيعية لقد غمرت الشعب في الجنوب اليمني فرصة كبرى وهاهو الشعب وكأنه شعب واحد يقف بكل امكانياته لحماية الجمهورية العربية اليمنية.. وأنه على استعداد ليقوم بأي خدمة لإرساء جمهوريتنا الحبيبة التي سنفديها بدمائنا.
ونشرت الايام اسماء مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء تحت عنوان فرعي (قيادة الثورة يعلنون عن تشكيل مجلس لقيادة الثورة ومجلس للوزراء) قالت: تعلن راديو صنعاء ان القيادة العليا للجيش اليمني شكلت مجلسا لقيادة الثورة برئاسة عبد الله السلال وعضوية الضباط: حمود الجائفي عبد الله جزيلان محمد سعيد سيف محمد المأخذي علي عبد المغني ومحمد مفرح وكلهم من رجال الجيش.
كما شكلت القيادة العليا مجلسا لرئاسة مجلس الجمهورية برئاسة السيد محمد علي عثمان وعضوية محمد أحمد المطاع علي محمد الاحمدي محمد مهيوب ثابت ومحمد بن محمد المنصور.
كما شكلت أيضا مجلسا للوزارة برئاسة قائد الثورة عبدالله السلال والسيد محسن احمد العيني وزيرا للخارجية والدكتور عبد الرحمن البيضاني وزيرا للاقتصاد والثروة المعدنية والسيد محمد محمود الزبيري وزيرا للمعارف والسيد عبداللطيف ضيف الله وزيرا للداخلية والسيد عيد الغني مطهر وزيرا للتجارة والسيد علي محمد سعيد وزيراٍ للصحة والسيد عبد الرحمن الارياني وزيرا للعدل والسيد عبد السلام صبرة وزيرا للأوقاف والشئون الاجتماعية والسيد عبد الواسع نعمان وزيرا للدولة لشئون التاريخ والآثار والسيد أحمد حسين المروني وزيرا للإرشاد القومي.
«عاش الجيش البطل وعاشت الجمهورية العربية اليمنية»
وبدورها أولت صحيفة ”اليقظة» اليومية لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ عبدالرحمن جرجرة اهتماها بمتابعة أحداث الثورة السبتمبرية وابرزت أخبارها منذ اليوم التالي لإعلان قيام الثورة واستمرت خلال شهر اكتوبر تنشر الأخبار والتفصيلات والتحليلات التي تسلط الأضواء على التطورات والمواقف العربية والدولية.. ونشر البلاغات الصادرة عن قيام الثورة.
ولأن أعداد الصحيفة الأصلية أو صورة منها غير موجودة في المكتبات اعتمدت في هذا الجزء على دراسة مطولة للدكتور سيف علي مقبل المنشورة في مجلة الحكمة العدد رقم (155) وتاريخه سبتمبر 1982 السنة الثانية عشرة ص14.
نشرت اليقظة تقريراٍ عن أحداث الثورة ووصفتها بالانقلاب وليس بالثورة بحسب تعبير الصحيفة أبرزته كل من فتاة الجزيرة والأيام.
أذاع راديو صنعاء الخميس (27/9) عن سقوط الملكية وقيام الثورة.. حيث تم مساء أمس الأربعاء السادس والعشرين من سبتمبر الإطاحة بالإمام محمد البدر بعد توليه العرش بأيام قلائل {عدد 227 اليقظة}.
بعدها ظل راديو صنعاء مفتوحاٍ طوال يوم الخميس 27 سبتمبر يذيع عدداٍ من البلاغات العسكرية الصادرة من القيادة العليا التي أشعرت كافة قواد وضباط الجيش في مختلف المدن والقرى اليمنية بقيام الثورة وأمرتهم بالاستيلاء على كافة المباني والدور الحكومية في مناطقهم والمحافظة على استتباب الأمن والنظام وإعلان منع التجول وإقفال الحدود والمطارات حتى اشعار آخر وإلغاء القبض على كافة رجال وأعوان العهد البائد الذين يحاولون الفرار والافلات من المحاكمة العادلة.
وقالت الصحيفة أن الفرحة عمت المدن اليمنية حيث التفت حول الثورة منذ الوهلة الأولى لإعلانها وقالت الصحيفة في الوقت الذي فيه راديو صنعاء يوالي قراءة برقيات المساندة والتأييد من معظم قادة الجيش كان عدد كبير من رجال ومشائخ القبائل اليمنية يعلنون تأييدهم التام للقيادة العسكرية العليا كما أعلنت المنظمات والتجمعات والأحزاب السياسية الوطنية في عموم اليمن تأييدها المعنوي والعملي.
وفي عددها رقم (227) تنشر خبراٍ عن تحركات أفراد العائلة عبدالرحمن بن يحيى حميد الدين ومن معه تمكنوا من الفرار إلى عدن واتصلوا بالأمير السابق الحسن بن يحيى حميد الدين في أمريكا وابلغوه التطورات والمواقف ومن جهته قام بنصح هؤلاء بالتوجه إلى أحد الأنظمة التي شكلت بعد المعتقل السياسي للقوى المضادة للجمهورية والثورة.
كما وصف القائمين بالانقلاب بأنهم جماعة من المتمردين الخارجين عن النظام وأعلن نفسه كحاكم شرعي بعد تردد الأخبار الغامضة عن مصير البدر.
وفي عدد رقم (228) تواصل اليقظة متابعتها لفرار بعض أفراد الأسرة المطاح بها وتشير إلى وصول عبدالرحمن بن حميد الدين إلى عدن مع مرافقيه.. وفي نفس العدد تنشر اليقظة خبراٍ آخر حول التدابير السريعة التي اتخذتها قيادة الثورة لتنظيم الدول جاء فيها (أذاع راديو صنعاء بلاغاٍ باسم الزعيم عبدالله السلال رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ذكر فيه بأنه قد اختار دار الوصول مقراٍ للرئاسة الجمهورية والقيادة العامة للجيش كما أذاع الراديو في وقت لاحق بأن القيادة العامة للقوات المسلحة للجمهورية وقد شكلت محكمة الشعب لمحاكمة كافة الخونة وأعوان وأنصار العهد البائد).
وأشار الخبر إلى أن المحكمة تتألف من ثلاث أعضاء عسكريين هم عبداللطيف ضيف الله رئيساٍ وعلي عبدالمغني عضو أول وهادي عيسى عضو ثان وعضوين مدنيين هما محمد سعد والقاضي محمد القاري في نفس العدد والصفحة وصول الأمير الحسن يوم السبت 29 سبتمبر الذي أعلن نفسه ملكاٍ جديداٍ للشمال إلى مدينة الخرطوم على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية البريطانية وقد تساءلت الصحيفة هل سيواصل الحسن سفره من الخرطوم إلى عدن أو إلى عاصمة أخرى مجاورة.
وفي الثلاثين من سبتمبر العدد (229) نشرت الصحيفة أخباراٍ جديدة عن النجاحات التي حققتها الجمهورية على الصعيد السياسي والدبلوماسي وتمثل ذلك في اعتراف الجمهورية العربية المتحدة رسمياٍ بنظام الحكم الجديد وذلك في رسالة بعث بها الرئيس جمال عبدالناصر رداٍ على رسالة تسلمها من قائد الثورة اليمنية.
كما أعلن راديو موسكو اعتراف الاتحاد السوفيتي بالجمهورية العربية اليمنية ولم يفت الراديو أن يحذر الاستعماريين من مغبة التدخل في شئون اليمن الداخلية.
ومن أخبار اليقظة في عددها (230) وتاريخ 2/10/1962م أن الجماهير في عدن أعلنت تجمعات صاخبة عن استعدادها ورغبتها في الانضمام لتشكيل جيش وطني للدفاع عن الجمهورية وتابعت الصحيفة ردة الفعل الايجابية للجماهير في عدن وانخراط الشباب اليمني في الحرس الوطني وبهذا أبرزت وفي عدد رقم (235) «نشرت اليقظة خبراٍ جديداٍ مفاده المواطنون في عدن يواصلون قيامهم بالتبرع لصالح دعم وتقوية الحرس الوطني فقد بلغ ما جمع في مدينة تعز وحتى 17 اكتوبر ما يزيد عن خمسين ألف ريال فيما تتولى حملة التبرعات لصالح الحرس الوطني.
المراجع التي اعتمد عليها في اعداد المادة/
– كتاب( فتاة الجزيرة افتتاحيات ومقالات) صفحة 396
– دراسة مطولة للدكتور سيف علي مقبل المنشورة في مجلة الحكمة العدد رقم(100) سبتمبر 1982 السنة الثانية عشرة صفحة 14