كانت الأقوى بين مثيلاتها في العالم .. وتحملت مسؤولية العمل الوطني من البداية حتى ال


حوار / وليد المشيرعي – حسن شرف الدين –

د. جميلة الرجوي : الطلاب والمثقفون انوا أثر القوى تنظيما◌ٍ وإدراا◌ٍ لقضايا المجتمع¡ واستطاعوا توين جبهة فاعلة للمطالبة بحياة دستورية

سياسة الإمام المتسلطة واحتكاره للتجارة عائليا◌ٍ دفع التجار داخليا◌ٍ وخارجيا◌ٍ للتعاطف مع مطالب التغيير ¡ وبذلوا الغالي والنفيس لإنجاح العمل الوطن

لجأ الإمام لبعض الإصلاحات الشكلية¡ وانضم إلى اتفاق جدة¡ وعضوية الاتحاد العربي¡ لضرب الحركة الوطنية في القاهرة¡ وتجميد جميع أنشطة الاتحاد اليمني

مارس الأحرار دورهم الوطني في السجون بزرع الفرقة بين الأسرة الحاكمة¡ عبر قضية (ولاية العهد) فوجهوا ضربة للنظام ومهدوا طريق الثورة مبكرا◌ٍ

لعب “الزبيري” دورا◌ٍ إعلاميا◌ٍ نشط◌ٍا بتزعمه فرع الاتحاد اليمني بالقاهرة¡ واتصالاته الواسعة وأحاديثه في “صوت العرب” لدعم نشاط المعارضة

{ بلا أدنى شك أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة 1962م جاءت تتويجا لمسيرة طويلة وشاقة من العمل الوطني خاضها أبناء الشعب اليمني بكافة شرائحهم وفئاتهم في سبيل التحرر من ربقة الحكم الإمامي المباد الذي تبنى سياسات التجهيل والإفقار والتجويع في سبيل البقاء على الحكم عشرات ومئات أخرى من السنين.
هذه المسيرة المشرفة التي بذل فيها الوطنيون الأحرار الغالي والنفيس لإنقاذ شعبهم من حكم الإمامة.. تستحق منا أن نتوقف عند محطاتها لنستلهم من تجربة روادها الدروس الخالدة التي دونوها على امتداد ربع قرن من النضال بدمائهم وأموالهم ومعاناتهم القاسية جراء القمع الإمامي الذي أنزل بهم أبشع صنوف القهر والتنكيل والنفي والملاحقة في أرجاء الأرض.
ولا نبالغ إذا قلنا إن الحركة الوطنية في اليمن وخلال عمرها المعدود بعشرات السنين قدمت للعالم أروع وأنصع صور النضال التي لا يتكرر مثلها في كل التجارب التحررية على المستوى العربي والعالمي.
وفي مقدمة هذه الملاحم الخالدة مسيرة الحركة الطلابية التي كان لها الدور الريادي والمتفرد في الانطلاق بالعمل الوطني والنهوض بمسئولية على مختلف المراحل النضالية ابتداء بتبني الطلاب العائدين من العراق ومصر قبل ثورة 1948م دعوات الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي وتوجههم لرفع لواء التنوير ونشر المعرفة بين صفوف الشعب وانتهاء بمرحلة الكفاح المسلح وتبني خيار الثورة الشاملة لاقتلاع النظام الإمامي وتخليص الوطن من شروره.
اليوم ونحن نحتفل بالعيد الذهبي لثورة السادس والعشرين من سبتبمر الخالد لنا أن نوجه التحية لأرواح المناضلين الذين تحملوا مسئولية العمل الوطني وهم يمثلون زعماء الحركة الطلابية.
ولنا أن نهدي أرواحهم هذه الصفحات المكرسة لتسليط الضوء على تجربتهم النضالية التي شكلت الأساس والمرتكز لمجريات العمل الوطني التحرري من بدايته حتى نهايته.. آملين أن نكون قد وفقنا في إجلاء الحقائق المهملة عن هذه التجربة والتذكير بمآثرها الجليلة التي قدمها الطلاب الأحرار بكل تفان وحب لهذا الوطن وحق لهم إزاءها أن تكون محط اهتمام الباحثين والدارسين بعد طول عهد من الإهمال والتناسي.

حوار / وليد المشيرعي – حسن شرف الدين

توفيق من الله
أن تبدأ رحلتك في إجراء تحقيق صحفي حول قضية مهمة ولا تلبث أن تعثر على كنز من المعلومات والوثائق حول تلك القضية.. فهذا ليس من باب الحظ بل هو التوفيق من الله الخالق القدير الذي نشكره ونحمده في كل حين فقضيتنا كما أسلفنا كانت عن الحركة الطلابية وإسهاماتها في مسيرة العمل الوطني على طريق الثورة أما الكنز المعلوماتي فكان لقاؤنا بالدكتورة جميلة الرجوي أستاذة التاريخ بكلية التربية جامعة صنعاء والتي فرغت قبل عامين من إنجاز دراسة قيمة حول الحركة الطلابية بعنوان «الحركة الطلابية اليمنية في مصر ودورها في الحياة السياسية اليمنية 1962 – 1940م.» والتي نالت من خلالها على درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف من جامعة أسيوط كلية الآداب قسم التاريخ.
ومما زادنا توفيقا تلك الروح الوطنية العالية التي أبدتها الدكتورة جميلة وهي تنير لنا الطريق إلى هدفنا المنشود ولم تكن أسئلتنا سوى تحصيل حاصل حيث قدمت لنا مشكورة كل المعلومات والتفاصيل والأحداث والوثائق النادرة التي تضمنتها في رسالتها للدكتوراه¡ وفي الصفحات التالية نقدم للقارئ حصيلة هذه الرحلة الرائعة في مسيرة الحركة الطلابية:
مدخل

قد يعجبك ايضا