
إعداد/ فايز البخاري –
رغم أن أعلام النضال والكفاح الوطني المنتمين لمحافظة إب كانوا بالمئات والألوف إلا أننا سنحاول في هذا الاستطلاع الذي جمعنا مادتِهْ من أفواه وكتابات العديد من المناضلينºأنú نبرز أهم تلك الشخصيات الوطنية التي كان لها دور مشهود في مسيرة النضال الوطني بدءاٍ من ثلتثينيات القرن العشرين أيام حكم الإمام يحيى حميدالدينº مروراٍ بثورة 1948مº وحتى اندلاع ثورة 26سبتمبر عام1962م والدفاع عنها طوال الثمان السنوات التي أعقبتú اندلاعها أثناء الحروب مع القوات الملكية والمرتزقة الأجانب. وعذرْنا في عدم إلمامنا بكل الشخصيات هو ضيق الوقت أولاٍ وشحة المبلغ المالي المخصص لذلكإضافة إلى توزْع مناضلي إب في مناطق شتى ومتباعدةفضلاٍ عن عدم توثيق الغالبية العظمى منهم لأدوارهم من خلال مذكرات ووثائق كما فِعِلِ الآخرون. وأتمنى أنú يتواصل معنا مِنú تبقى منهم أو ورِثتْهْم لنوثق لهم في أعداد ومناسبات مستقبلية.
وسنبدأ بالتعريف بأهم مِن حصلنا لهم على نْبِذ تعريفية خلال هذه الفترة الوجيزة:
إعداد/ فايز البخاري
من أعلام النضال الوطني بمحافظة إب
أسماء متفرقة
< ومن الأعلام الذين لم يتسنِ لنا الحصول على معلومات كافية عنهم من المناضلين والشهداء سنكتفي بذكر أسمائهم كالتالي:
– المناضل الآستاذ محمد أحمد عبود باسلامة- عبدالحفيظ بهران- يحيى بهران- محمد بن علي الأكوع الحوالي- يحيى محسن سلام- اسماعيل بن علي الأكوع- القاضي أحمد بن علي العنسي- يحيى أحمد العنسي- القاضي عبدالرحمن الحداد- الشيخ محمد أحمد الصبري- الشيخ المناضل درهم بن ناجي أبو لحوم- الشيخ أحمد بن علي الصبري- الشيخ محمد صالح قعشة- الشيخ أمين القادري- القاضي المؤرخ محمد بن يحيى الحداد- الشيخ محمد عايض الحميري- الشيخ عبدالحميد أبو أصبع- المناضل أحمد منصور أب أصبع- السيد محسن باعلوي- السيد محسن باعلوي- النقيب نعمان قائد بن راجح- المناضل الشاعر علي عبدالله الكهالي- المناضل الأستاذ جار الله عمر الكهالي- الشاعر عقيل عثمان عقيل- الشيخ شايف مخارش- عبدالوهب الزبيري- الشيخ محسن ذمران- الأستاذ المناضل عبدالحميد الحدي- الأستاذ محمد نجيب الحزمي- الأستاذ عباس النهاري- الأستاذ محمد محمد قحطان- الشيخ قاسم دماج- الشيخ مطيع دماج- الشيخ قاسم أبو راس- الشهيد محمد سري شائع الذي كان أحد الثلاثة المكلفين بقتل ولي العهد أحمد حميدالدين في ثورة 1948م. وقد أعدمه الإمام أحمد في سجن حجة- الشيخ محمد حفظ الله الزوم- المناضل يحيى محمد الشامي- الشيخ عبدالعزيز منصور بن نصر- الشيخ أحمد منصور بن نصر- يحيى منصور بن نصر أول وزير للزراعة عقب قيام الثورة في أول حكومة-وعضو مجلس قيادة الثورة – المناضل أحمد نعمان البارقي الذي حارب مع سنان ابولحوم فلول الملكيةعام67م بتهامة ج2 ص283- القاسم الشيخ قاسم بن محمد بن علي آل قاسم – الشيخ محمد مصلح عبدالرب – الشيخ حمود عبدالرب سنان- العلامة أحمد الشرعبي وأخوه العلامة عبدالرحيم الشرعبي- المناضل محمد حاتم الخاوي- الأستاذ علي عبدالقوي الغفاري- الشيخ علي بن عبدالله أحمد صلاح- الأستاذ محمد حسين الفرح- الشيخ يحيى محسن الشعيبي
– محمد بن أحمد الحجري الذي تعين رئيساٍ لديوان المحاسبة بحكومة ثورة 1948م – الشهيد عبدالله محمد الارياني تولى عدداٍ من الوزارات واستْشهدِ وهو وزير للإدارة المحلية.
مِن أوردِهم الشيخ سنان
< وهنا أيضاٍ نوردْ بعض الأسماء التي أوردها الشيخ سنان أبو لحوم إجمالاٍ:
( في سنة 44 ارتفع عدد المحابيس من لواء إب ليساوي نصف المحابيس في أنحاء اليمن كلها….أما إب فقد كان نصيبها أكبر في عدد المحابيس من وجهاء البلاد وعلمائها ومشائخها وهذه بعض أسمائهم وأعتذر مقدماٍ إنú لم تسعفني الذاكرة في ذكر كل الأسماء فقد كان في مقدمة محابيس إب الشيخ حسن محمد الدعيس,لسان اليمن,والقاضي أحمد بن علي العنسي والنقيب عبداللطيف قائد بن راجح والشيخ حسن محمد البعداني والشيخ منصور بن نصر البعداني والشيخ نعمان البعداني والشيخ محمد حزام خالدوابن عمه والشيخ محمد منصور الصنعانيوالشيخ محمد عبدالقوي الشعيبي والقاضي عبدالرحمن بن محمد الحدادوالقاضي محمد بن أحمد صبرة والقاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني والنقيب عبدالحميد أبو أصبع والقاضي أحمد عبدالرحمن المعلمي والشيخ عبدالعزيز منصور بن نصروالنقيب مرشد بن حسن أبو راس والنقيب قاسم عبدالله دماج وقايد عبدالله دماج وعلي مطلق دماج وناجي بن علي دماج والنقيب عبدالله بن حسن خرصانوالشيخ عبدالرحمن بن محمد باسلامة والنقباء عبدالعزيز الصلاحي وآل أبو راس وآل دماج ومحمد بن حسن أبو راس والنقيب عبدالله بن حسن أبو راس وقاسم بن حسن أبو راس والشيخ صالح مرشد المقالح والقاضي أحمد الجنيدن والقاضي عبدالرحمن بن عبدالله الجنيد وعبدالوهاب محمد الجنيد والقاضي محمد بن علي الأكوع والقاضي عبدالكريم العنسيوالشيخ عبدالعزيز بن صادق باشا وأحمد محمد باشاوالسيد محسن بن قاسم باعلوي )
الذين ذكِرِهم الإرياني
< وأسماء أخرى ذكرها القاضي الرئيس عبدالرحمن بن يحيى الإرياني إلى جانب ما ذكر سنان أبو لحوم وهي:
“الشيخ منصور البعداني والشيخ صالح مرشد المقالح والشيخ عبدالرحمن المجاهد وعبدالوهاب الجنيد والشيخ المتصوف محمد حسان والنقيب قاسم بن عبدالله دماج والد الأستاذ الأديب المناضل المعروف أحمد قاسم دماج وقائد بن عبدالله دماجوناجي بن علي دماجوعبدالله بن يحيى الدمينيوعبدالله بن سرحان خرصان وذلك بعد فرار النقيب مطيع بن عبدالله دماج إلى عدن ونشاطه المعارض ونشره مقالات ضد الوضع الإمامي في صحيفة(فتاة الجزيرة) فاجتهدِ ولي العهدأي أحمد حميدالدينبمحاولة استعادته فلم ينجح فاعتقل مِن ذكرنا من أسرته للضغط عليه” .
سجناء ثورة 1948م
< أما سجناء إب بعد فشل ثورة1948م كما يذكر سنان أبو لحوم فهم : ((عبدالرحمن بن يحيى الإرياني أحمد عبدالرحمن المعلمي محمد أحمد صبرة علي بن محسن باشا محمد حزام خالد عبدالله بن حسن أبو راس قاسم بن حسن أبو راس محمد حسن أبو راس القاضي محمد إسماعيل الربيعالشيخ حسن محمد الدعيس القاضي عبدالملك بن علي المفتي الأستاذ عقيل عثمان عقيلالقاضي أحمد بن علي العنسيالقاضي يحيى بن أحمد العنسي الشيخ لطف بن محمد الصباحي وابنه محمد لطف الصباحيعبدالكريم محمد الصباحيالحاج علي الحكيمالحاج علي حسن الورافيالشيخ محمد بن علي الصباحيالحاج حسن فارع العباديالقاضي محمد أحمد الحدادالحاج أبو بكر قايد صالحالعقيد محمد سري شايعأحمد بن علي الشويطرمحمد عبدالكريم الصباحي إسماعيل محمد المقدم القاضي أحمد عبدالله صبرة القاضي حسين بن أحمد العنسي عبدالدايم أحمد البريهي الحاج يحيى محسن سلام الحاج علي بن أحمد عقيل الأستاذ محمد أحمد عقيل اسماعيل محمد الصانع أحمد يحيى الخباني السيد محسن بن قاسم علويعبدالملك بن أحمد عبدالرحيمالقاضي محمد إسماعيل المقدموقد تمكن من الهروب القاضي عبدالكريم أحمد العنسي والقاضي عبدالرحمن بن محمد الحداد فيما استْشهدِ القاضي عبدالله بن أحمد الشويطر.
الشهيد محمد عبدالكريم الصباحي
> من مواليد مدينة إب التي نشأ وتلقى تعليمه فيهاوكان من أوائل الشباب المناضلين بمدينة إب الذين انخرطوا في صفوف الحركة الوطنية منذ البداية وكان له دور بارز في ثورة 26سبتمبر. ويصفه كل مِن عرفِه بالشجاعة المطلقة. وهذه الشجاعة هي التي دفعِتú به إلى ميادين القتال لتوعية الناس للالتفاف حول الثورة وتأييد النظام الجمهوري إلى جانب مطاردة الفلول الملكية. وهوما أدى في الأخير إلى استشهاده في منطقة خولان أثناء آدائه لواجبه الوطني المقدس الذي وهبِ نفسِه له وقدمِ حياته ثمناٍ لذلك.
الشيخ عبدالله محمد غالب محيي الدين
> من أوائل المستنيرين في منطقته البخاري بمديرية المخادر وكان له دور مشهود في الوقوف إلى جانب الشهيد الشيخ علي عبدالله عنان ضد صلف نائب الإمام بإب القاضي أحمد السياغي.. استْشهد مع الشيخ المعقلي وعدد من المشائخ في منطقة حزيز وكان على علاقة وطيدة بالمناضل القاضي الشهيد عبدالرحمن الحداد. ويصفه المناضل الشيخ عبدالعزيز الحبيشي بأنهْ كان من النجباء والشخصيات المثالية في المحافظة. فيما يقول عنه المناضل الأستاذ محمد زين العودي بأنهْ كان ذا قلمُ رشيق ومعنى دقيق وفصاحة متناهية وقد أْعجبِ به قبل أن يراهْ من خلال ورقة وقعت بيده وكانت بخط وتعبير الشيخ عبدالله محمد غالب محيي الدين. والشيء نفسه يؤكده الشيخ علي ناجي سليم الذي حدثني عن إعجابه الشديد بما اطلعِ عليه من أحكام شرعية بصياغته وخطه لا يستطيع مجاراتها كبار الحْكام والقْضاة في الوقت الراهن حسب قوله.. في حرب الدفاع عن الثورة السبتمبرية وبحكم مصاهرته وقرابته من آل عنان فقد كان له كبير أثر في دعم حملة الشيخ علي عبدالله عنان المكونة من الجيش الشعبي الذي تولى مطاردة فلول الملكية في منطقة المحابشة في محافظة حجة.
المناضل عبد الملك الطيب
> من مواليد مديرية النادرة محافظة إب وأحد المناضلين الأحرار الذين كان شغلهم الشاغل تغيير النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف والمستبد بنظامُ أكثر تقدْماٍ قادر على أن يحقق لليمن ولأبنائه كل ما يطمحون ويصبون له. وقد سبق انقلاب 1955م ثلاث محاولات لقتل الإمام أحمد قام بها المناضل عبدالملك الطيبº لكنها باءت بالفشل.
ويورد العميد محمد علي الأكوع في كتابه (أحداث ثورة 1962م) على لسان الطيب أنهْ رتبِ تلك المحاولات مع بعض أصدقائه من الحرس وعْكفِة الإمام أحمد في تعز ومنهم علي محسن هارون ومحمد القيري وأحمد الحنمي وحسين حمود سعدان وعبدالعزيز النشيري بالتنسيق أيضاٍ مع الأمير يحيى مطهر حميدالدين. وقام بتدبير المسدسات التي سيتم بها اغتيال الإمام القاضي المؤرخ محمد بن يحيى الحداد صاحب كتاب (التاريخ العام لليمن). وعلى إثر انكشاف أمر عبدالملك الطيب فرِ هارباٍ إلى عدن حيث التحقِ هناك بركب الأحرار المتواجدين منذ مطلع الأربعينيات. وعبدالملك الطيب هو صاحب الكتاب الشهير (التاريخ يتكلم) .
المناضل الدكتور عبدالعزيز المقالح
< من الشباب الثائر الذين كانوا على صلة وثيقة بقائد ثورة 26سبتمبر وديناموها الشهيد علي عبدالمغني وزميله الشهيد محمد مطهر زيد. وارتبطِ بصلات وثيقة مع كل الأحرار والمناضلين خاصة الرعيل الأول الذين كانوا زملاءٍ لوالده المناضل الشيخ صالح مرشد المقالح الذي كان أحد مِن زج بهم الإمام في سجون حجة الرهيبة. ومن والده استقى أولى رضعات النضال الوطني الذي تفجرِ على لسانه حمِمِاٍ تشوي أكباد الفلول الملكية منذ فجر الثورة السبتمبرية من خلال خْطبه ومقالاته وأشعاره التي كان يْلقيها من إذاعة صنعاء التي كان يعمل مذيعاٍ فيها إلى جانب ثْلة من الشباب المناضلين أمثال الأستاذ عبدالله حمران وعبدالوهاب جحاف ومحمد الشرفي والأب القدير الأستاذ أحمد حسين المروني رحمه الله.
ولا تزال الأجيال تتناقل قصائدِهْ التي كتبها منذ اندلاع الثورة مرحبةٍ بقيام الثورة ومعلنةٍ من خلالها ميلاد عهدُ جديدُ طالما انتظرِهْ اليمنيون. ومن ذلك قوله في يوم اندلاع الثورة 26 سبتمبر 1962م:
وثأرت يا صنعاء رفعت رؤوسنا بعدِ انكسارú
أخرجت من ظْلْماتك الحْبلى أعاصيرِ النهارú
وولـدت هذا اليـومِ بعـدِ ترقْـبُ لك وانتظـارú
وهو نفسْه الذي تتداول الأجيال أشعارِهْ التي ألهبِ بها حماس اليمنيين للدفاع عن الثورة وحماية العاصمة صنعاء من فلول الملكية أثناء حصار السبعين عام 1967م في قصيدته التي يشبه بها فلول الملكية التي أرادت اقتحام صنعاء لتبيحها للقبائل المناصرة لها كما فعل الإمام أحمد في 1948م بـ(جنكيز خان والمغول قادمون) وكان لها أثر فعال في استثارة اليمنيين وأهل صنعاء والجيش المرابط فيها للاستبسال في الدفاع عنها ودحر الفلول الملكية المحاصرة لها والمدعومة من عدد من الدول المعادية بأسلحة متطورة وحديثة.
والدكتور المناضل عبدالعزيز المقالح كان له شرف العمل في إذاعة صنعاء منذ الساعات الأولى للثورة السبتمبرية كما كان له شرف التواجد إلى جوار والده والعديد من رجالات اليمن الأحرار من العلماء والقضاة والشعراء والمؤرخين الذين سجنوا في حجة عام 1948م أمثال القاضي الشاعر والمحقق الرئيس عبدالرحمن بن يحيى الإريانيوالقاضي المناضل العِلِم عبدالسلام صبرةوالمؤرخ الكبير محمد علي الأكوع الحوالي وغيرهم. ومنهم استفاد كثيراٍ في مجال العلوم والتضحية لأجل الوطن.
ومنذ غادرِ اليمن للدراسة الجامعية والماجستير والدكتوراة وحتى عودته عام 1978م كان لسان اليمن في الخارج وصوتها الذي وصلِ إلى كل محفلُ دولي. وكثيراٍ ما أصبح اسمْ اليمن في المحافل العربية والدولية يقترن باسم الدكتور الشاعر عبدالعزيز المقالح. وهذا ما يلمسْهْ ويقر به كل أديب وشاعر يمني يغادر الوطن على أية دولة أخرى.
وقد واصلِ الدكتور المقالح ولا يزال رسالته الوطنيه من خلال منبري جامعة صنعاء التي ترأسها لحوالي عقدين من الزمن ومركز الدراسات والبحوث اليمني الذي لا يزال يرأسه حتى اليومومن خلاله قام بإحياء معظم كتب التراث اليمني وتوثيق مراحل النضال الوطني ضد الحكم الإمامي. ولولا جهوده تلك لذهب معظم تاريخ النضال الوطني سْدى.
الشيخ المناضل صالح مرشد المقالح
< من اوائل المناضلين ضد حكم الإمامة منذ عهد الإمام يحيى. وكان له دور في إقناع سيف الحق إبراهيم بن الإمام يحيى في الانسلاخ عن والده ومطالبته بإصلاح أوضاع البلاد كما أنهْ الذي أقنعِ أخاه سيف الإسلام إسماعيل بالهروب إلى عدن والالتحاق بأخيه سيف الحق إبراهيم والأحرار الذين فروا إلى عدن وأمدهْ بالمال والعتاد لكن تلك المهمة انكشفتú وتم إلقاء القبض على السيف إسماعيل وإعادته إلى مدينة إب التي استْقبلِ بها استقبال الفاتحين. وبعد أن عرفوا أن الشيخ صالح المقالح هو الذي سهلِ له عملية الهربºأْلقي القبض عليه ضمن أحرار محافظة إب الذين شكلوا جمعية الاصلاح لمناهضة الحكم الإمامي عام 1944م.
كما كان له دور في العمل مع الشريف الدباغ أحد أشراف الحجاز الذي كان يريد إنشاء دولة في جنوب الوطنº واتخذ من يافع مقراٍ له. وقد حورب من قبل الإنجليز ومن قبل الإمام يحيى معاٍ. وأثناء هروب الشيخ صالح المقالح من سجن القلعة بصنعاء ومحاولته الالتحاق بالشريف الدباغ بيافع أْلقيِ عليه القبض في البيضاء وتم إرساله إلى قعطبة ومنها إلى مدينة تعز حيث أْلحقِ بزملائه المناضلين أمثال حسن الدعيس وعبدالرحمن الإرياني والشهيد عبداللطيف بن راجح ومحمد حزام خالد وحسن بن محمد البعداني الذي مات في السجن. ومن هناك سيقِ الشيخ صالح المقالح إلى سجن نافع بحجة الذي ظل فيه إلى بعد قيام ثورة 1948م حيث كان من المغضوب عليهم بشدة من قبل الإمامين يحيى وولده أحمدنظراٍ لأدواره الشجاعة في مواجهتهم ومحاولة تفتيت ملكهم ونظامهم المستبد.
وعنه يذكر الشيخ سنان أبو لحوم في ج1 ص51من كتابه” اليمن حقائق ووثائق عشتها” ما يلي: (تمكن سيف الإسلام إسماعيل من الهروب إلى عدن وساعده في ذلك الشيخ صالح مرشد المقالح إلا أن رحلة إسماعيل في الهروب لم تتم حيث أْلقيِ عليه القبض وهو في طريقه إلى عدن وعندما عرفتú السلطة بالذي ساعد إسماعيل على الهروب صبت جام غضبها عليه).
وهو أحد أبرز مناضلي ثورة 1948م. تولى مناصب عديدة منها عاملاٍ لقضاء بيت الفقيه في محافظة الحديدة في عهد الإمام أحمد حتى قيام الثورة السبتمبرية وفيها التقى بالشهيد علي عبدالمغني أثناء زيارته التمهيدية للثورة لعدد من المناضلين في مناطق مختلفة من البلاد لاطلاعهم عن قرب قيام الثورة التي سيفحرها الضباط الأحرار وضرورة الاستعداد لذلك. وكان معه في زيارته للشيخ صالح المقالح زميله الشهيد محمد مطهر زيد.
القاضي عبدالكريم أحمد العنسي
< من مواليد مدينة إب مطلع القرن العشرين الميلاديº وأحد أبرز المناضلين الذين لعبوا دوراٍ بارزاٍ في التحضير لثورة 1948م التي أطاحت بلإمام يحيى. نشأ وتلقى تعليمه في مدينة إب هو وأخوه المناضل القاضي يحيى بن أحمد العنسي.
من مناضلي وسجناء محافظة إب الأوائل الذين أْودعوا سجون حجة عام1944م مع الأرياني والدعيس والمقالح والبعداني ومحمد منصور الصنعاني ومحمد أحمد صبرة وغيرهم. وقد تأثرِ كثيراٍ بوالده المناضل القاضي أحمد بن علي العنسي الذي يصفه الشيخ سنان أبو لحوم بأنهْ كان أبرز علماء إب وأنهْ ارتبطِ به وتعلمِ منه كثيراٍ.
تولى بعد قيام الثورة السبتمبرية في 18ديسمبر عام 1962م وزيراٍ للدولة لشئون جنوب الوطن المحتل في عهد الرئيس المشير عبدالله السلال. وفي 10 فبراير عام 1964م تعين وزيراٍ للإعلام. ثم تعين وزيراٍ للأوقاف بتاريخ 3مايو عام 1964م إلى 5يناير عام 1965م. وفي حكومة الأستاذ أحمد محمد نعمان التي تشكلت بتاريخ 20 أبريل عام 1965م تعين القاضي عبدالكريم العنسي وزيراٍ للتربية والتعليم ثم وزيراٍ للمواصلات. وفي عهد الرئيس القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني تعين بتاريخ 21ديسمبر وزيراٍ للإدارة المحلية في الحكومة التي شكلها الفريق حسن العمري. وفي 29 سبتمبر عام 1968م صدر القرار الجمهوري بتعيين القاضي عبدالكريم أحمد العنسي وزيراٍ للدولة. وفي 3 أبريل عام 1969م تعين وزيراٍ للدولة لشئون الرئاسة. وفي 2 سبتمبر عام 1969م تعين وزيراٍ لشئون الرئاسة والمجلس الوطني وأْعيدِ تعيينه في نفس المنصب بتاريخ 5فبراير عام 1970م في الحكومة التي شكلها ورأسها الأستاذ محسن العيني. ومن 21 يونيو عام 1974م إلى 25 يناير عام 1977م تعين وزيراٍ للدولة في حكومة الأستاذ محسن العيني في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي.ثم وزيراٍ للدولة في حكومة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني التي ظلت حتى مقتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي. كما تعين محافظاٍ لمحافظة تعز.
محمد علي الربادي
< محمد علي حسن الربادي. تاريخ الميلاد 29 /10/ 1935 م
تاريخ الوفاة 5 /7 /1993 م
وْلد وتوفي ودفن في مدينة إب وفيها تلقى بعض مبادئ القراءة والكتابة في بعض كتاتيبها ثم التحق بحلقات العلم في الجامع الكبير في مدينة إب فدرس عددٍا من العلوم الشرعية واللغوية ولازم القراءة والاطلاع فنمت ثقافته وتوسعت معارفه.
بدأ العمل تاجرٍا في دكان صغير لبيع القمح ثم عمل بالتدريس فترة ثم عمل إداريٍا في دار المعارف وبعد قيام الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي عام 1382هـ/ 1962م تنقل في أعمال عديدة إذ تعين عام 1385هـ/ 1965م نائبٍا لوزير التربية والتعليم ثم عمل في المجال الإعلامي وتعين مديرٍا لمكتب الإعلام في مدينة تعز ثم تعين وكيلاٍ لوزارة الإعلام عام 1386هـ/ 1966م ثم رئيسٍا لمصلحة الإذاعة ثم وكيلاٍ لوزارة الإعلام للمرة الثانية ثم رئيسٍا للجنة النشر والتأليف في وزارة الثقافة وكان آخر عمل رسمي له تعيينه وكيلاٍ للمجالس المحلية.
وبعد قيام الوحدة اليمنية عام 1410هـ/ 1990م انتخب رئيسٍا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ثم رشح نفسه بصفة مستقلة في الانتخابات النيابية عام 1413هـ/ 1993م عن إحدى دوائر مدينة إب ففاز واختير رئيسٍا للجنة المستقلين في مجلس النواب.
من أوائل المناضلين الشباب في محافظة إب الذين جاهروا بعدائهم للكهنوت الإمامي وخرجوا في مظاهرات حاشدة ضد سياساته المنغلقة والمستبدة وشارك في توزيع وكتابة المنشورات السرية في العهد الإمامي لتوعية الجماهير وإلهاب حماسها من أجل الانتفاضة والثورة على الكهنوت الإمامي والانتقال إلى نظامُ جمهوريُ عادل يساوي بين كل أبناء الشعب وينظر لهم بعين السوية. وهذا ما عرضِهْ للسجن والاضطهاد. لكنه لم يستسلم كغيره من شباب إب – حسب المناضل اللواء محمد عبدالله الفقيه- الذي قال أنه وزملاءهْ الشباب في إب كالشيخ عبدالعزيز الحبيشي والأستاذ محمد زين العودي والأستاذ عبدالحفيظ بهران والأستاذ يحيى بهران كانوا أكثر تماسكاٍ وتمسْكاٍ بقضيتهم الوطنية ولم يزدهم السجن إلا إصراراٍ على المْضي قْدْمِاٍ في طريق النضال الوطني الذي تتوج باندلاع الثورة المباركة عشية السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.
عْرف الربادي باتجاهه القومي واشترك في بعض المظاهرات المناصرة لبعض التكتلات القومية فسجن بسبب ذلك ووقف إلى جانب الثورة الجمهورية وشارك في مؤتمرات عديدة لمناصرتها مثل: مؤتمر (عمران) ومؤتمر (الجند) ومؤتمر (حرض) وجعل من خطبته الأسبوعية التي يلقيها على منبر الجامع الكبير بمدينة إب محاضرة تنويرية يعرض فيها العديد من حقائق الإسلام برؤى عصرية كما شارك في كثير من الفعاليات الشعبية بكلمات سياسية وعمل وكيلاٍ لوزارة البلديات لشئون المجالس البلدية وعْرف بصراحته وجرأته وتناقل الناس بعض شعاراته الثورية مثل قوله: (لاحرمة لثراء غير مشروع).
كان محبٍا للقراءة والاطلاع ينزع منزعٍا صوفيٍا مجالسه مجالس علم وأدب وقد توفي إثر ذبحة صدرية ألمت به وصدر عنه كتاب بعد وفاته بعنوان: (الربادي الشجرة الطيبة) أصدرته كتلة المعارضة في مجلس النواب والأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
محمد حزام خالد
> من المناضلين الذين شاركوا في جمعية الاصلاح التي تأسست عام 1944م برئاسة الأكوع وعضوية الدعيس والنقيب عبداللطيف راجح والقاضي عبدالرحمن الإرياني. وسجنوا في سجن نافع بحجة. وقد ذكره الشيخ سنان أبو لحوم في الجزء الأول من كتابه كما ذكره القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني في كتاب (وثائق أولى عن الثورة اليمنية) والمناضل الشيخ محمد هاشم عبادي صاحب ماوية في لقاء صحفي بصحيفة الجمهورية والمناضل الشيخ محمد أحمد باشا في حديث إذاعي بإذاعة عدن عام 1993م وقال عنه المناضل الدكتور عبدالعزيز المقالح في حديثُ لي معه حين سألتْه عن الشيخ محمد حزام خالد وانتقدتْ كتاب”ثورة 1948م ” الذي طبعه مركز الدرسات والبحوث اليمني بإشراف الدكتور المقالححيث لم يرد ذكر محمد حزام خالد إلا مرة واحدة على لسان المناضل محمد الصباحي فقال لي الدكتور المقالح: الشيخ محمد حزام خالد كان مناضلاٍ جسوراٍ وقد كان من أوائل المناضلين وكانت تربطه بوالدي – أي الشيخ المناضل صالح مرشد المقالح- صداقة متينة وقد زرتْه مرة بمعية الوالد وكان معه كريماٍ للغاية).
علي بن محسن باشا
> أحد المناضلين الأوائل الذين واجهوا وناهضوا الظلم الإمامي وكانت له مواقف مشهودة هو والعديد من أبناء عمومته من آل باشا الجْماعي. وكان له موقف مشهود ومشرف في ثورة 1948م حيثْ قادِ مجاميع المقاتلين الذين تجمعوا من محافظة إب لنصرة الثوار في صنعاء في ثورة 1948م بالتنسيق مع الأستاذ أحمد محمد نعمان الذي سبقهم وتم إلقاء القبض عليه في ذمار بينما تم التقطع لعلي بن محسن باشا والمقاتلين المؤيدين للثورة في المخادر وحوصروا فيها إلى أن دخل الإمام أحمد صنعاء وقبض على الإمام الدستوري عبدالله بن أحمد الوزير ومجموع ثوار48م فتدخل عندها بعض وجهاء ومشائخ المخادر وتم فك الحصار عن علي بن محسن باشا ومن معه شريطة العودة إلى مناطقهم لكنه بعد ذلك أْلقي القبض عليه ضمن مجموع ثوار 48م الذين أودعوا سجن نافع وقلعة القاهرة بمدينة حجة.
الشيخ أمين أبو راس
> ولد بقرية الحوري قريباٍ من مدينة ذي السفال. وكان من المناضلين الأفذاذ الذين لعبوا أدواراٍ بطولية في النضال الوطني والدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م. وقد كان متأثراٍ بأخيه الثائر الجسور قاسم بن حسين أبو راس الذي كان ضمن الرعيل الأول لمناضلي محافظة إب الذين أبلوا بلاءٍ حسناٍ في ثورة 1948م والاعداد لها. زارِهْ الشهيد علي عبدالمغني قبل فترة وجيزة من تفجير ثورة 26سبتمبر إلى منزله في ذي السفال بمحافظة إب ومكثِ لديه مدة ثلاثة ايام تم خلالها إطلاع الشيخ أمين أبو راس عن قرب قيام ثورة ذات نظام جمهوري وأن على الشيخ أمين إعداد العْدة لها وعمل اللازم من أجل توعية الناس بأهميتها وحشد الجماهير لتأييدها والمقاتلين لمناصرتها والدفاع عنها. وهذا ما تم منه بعد اندلاع الثورة حيث بذل لأجل ذلك جْلِ وقته وجهده وماله بتضحية يعرفها ويشهد بها كل مِن عايش فترة الثورة ومراحل الدفاع عنها. وقد قدم معونات مالية للشهيد علي عبدالمغني الذي غادر منزل الشيخ أمين باتجاه تعز التي كان يعيش فيها الإمام أحمد على فراش الموت متأثراٍ برصاصات زملاء الشهيد عبدالمغني وهم الشهداء اللقية والعلفي والهندوانة الذين أطلقوا الرصاص على الإمام أحمد بمستشفى الحديدة. وهناك في تعز نسقِ مع زملائه الضباط الأحرار للتجهيز لتفجير الثورة السبتمبرية في سرية تامة لم يطلع عليها أحد حتى كبار المناضلين.
تولى العديد من المناصب الحكومية ومنها وزير الدولة في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي في الحكومتين التي رأسهما الأستاذان محسن العيني وعبدالعزيز عبدالغني.
الشهيد عبداللطيف قايد بن راجح
> من مواليد قرية القْطعة عزلة الحِرِثبمديرية بعدان محافظة إب. اشتهرِ بنبوغه المبكر وشجاعته النادرة في مقاومة الطغيان الإمامي. نارَ على عِلِموأشهر الأبطال الذين خاضوا الكفاح والنضال ضد حكم آل حميدالدين الكهنوتي البغيض. يْجمعْ مِن أرخوا للثورة أنه كان يتمتع بشجاعة منقطعة النظيروذكاءُ حادوعقلية راجحة. وقد وصفِهْ أحدْ رفاق نضاله المؤرخ محمد بن علي الأكوع الحوالي بأنه كان ثورةٍ بمفرده. ويذكر سنان أبو لحوم أن الشهيد عبداللطيف قائد بن راجح كان حصيفاٍ وذا قْدرةُ كبيرة على التلاعب في الألفاظ وتتطويعها للإبانة عما يريد قوله بقوالب أدبية فصيحة وأسلوب كاتب متمكن.
وأول ما أْودعِ السجن عقب انكشاف أمر جمعية الاصلاح بإب عام 1944م هو ورفاقه الدعيس والأكوع والإرياني ومحمد حزام خالد وغيرهم ممن زْجِ بهم في سجون حجة الرهيبة. وعقب خروجه من حجة واصلِ مسيرة النضال وكان أحد أبرز القيادات الوطنية الجسورة التي تعمل دون خوفُ على إسقاط نظام الإمامة وإلى الأبد.
وفي عام 1959م كان أبرز قادة الثورة الريفية التي انطلقتú من صميم الريف لإسقاط الإمامة إلى جانب رفيقيه الشهيدين حسين بن ناصر الأحمر وولده حميد بن حسين الأحمر.
وعقب فشل ثورة 1959م أْلقيِ القبض عليه وأْعدمِ مع الشهيدين الأحمر.
عبدالرحمن بن يحيى الإرياني
> الرئيس المناضل القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني. وْلدِ في يونيو1910م في حصن ريمان بعْزلة بني سيف العالي مديرية القفر محافظة إب.. بدأِ دراستِهْ على يد والده العلامة يحيى بن محمد الإرياني الذي توفي سنة 1362هـ وكان يشغل منصب رئيس المحكمة الاستئنافية العليا. وقد رثاه أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري في قصيدته التي يقول فيها:
ولى عمادْ الهدى يحيى تشيعْهْ
الدنيا بأجمعها والعلمْ والنورْ
تعين عام 1355هـ قاضياٍ لقضاء النادرة وهو في السابعة والعشرين من عمره نظراٍ لنبوغه المبكر في مختلف العلوم الشرعية والأدبية. وكان شاعراٍ مطبوعاٍ ومجيداٍ. ألهبِتú قصائدْهْ حماس الكثيرين وكانت سبب للزج فيه بسجون الإمامة في عهدي الإمامين يحيى وأحمد.وبعد ذلك عْينِ في قضاء العْدين. في عام1363هـ الموافق 1944م اعتْقلِ مع بقية مناضلي محافظة إب الذين أسسوا جمعية الإصلاح لمناهضة الإمامة وظلمها وكهنوتها أمثال الشيخ حسن الدعيس ومحمد الأكوع والنقيب عبداللطيف راجح. بعد خروجه من السجن عام 1364هـ عْينِ عضواٍ في الهيئة الشرعية التي شكلها ولي العهد أحمد حميدالدين في تعز كفرع للاستئناف. اعتْقلِ مرةٍ أْخرى عقب فشل ثورة 1948م الموافق 1367هـ واقتيدِ إلى سجون حجة التي لم يخرج منها إلا عام 1374هـ بعد سبع سنوات قضاها في سجون الإمامة الرهيبة هو والثلة الأحرار من الرعيل الأول الذين فجروا وقادوا ثورة 1948م. بعد خرجه من سجن حجة تعينِ نائباٍ لرئيس الهيئة الشرعية العلامة أحمد محمد زبارة. وحين تشكلتú أول حكومة صورية في عهد الإمام أحمد بن يحيى حميدالدين برئاسة ابنه ولي العهد محمد البدر تعين القاضي الإرياني وزيراٍ فيها إلى جانب عمله في الهيئة الشرعية. حيث كان منصب الوزير صورياٍ – كما يذكر الرئيس الإرياني- حتى لا يْقال بأن كْلِ الوزراء هم من طبق الهاشميين وآل حميدالدين بالذات. بعد قيام الثورة السبتمبرية تعين فيها ومنذ أول حكومة وزيراٍ للعدل. ثم تعين في عدد من المناصب منها رئيساٍ للوزراء ونائب رئيس وزراء وعضواٍ في قيادة الثورة ورئيساٍ للمجلس التنفيذيوعضواٍ في المجلس الجمهوري وفي 5نوفمبر 1967م وعقب الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس للجمهورية المشير عبدالله السلال تعين القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيساٍ للجمهورية حيث انتخبته كل القوى التي قامت بالانقلاب رئيساٍ للمجلس الجمهوري بالاجماع.وظل في منصبه إلى 13يونيو 1974م حين تنازل عن الحكم طواعية لمجلس القيادة برئاسة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي. في عهده تم التأسيس الفعلي للدولة اليمنية الحديثة من خلال بناء وإقامة العديد من المؤسسات الحكومية ورسم الهيكلة الرئيسية للدولة وإقرار تشريعاتها وفي المقدمة الدستور الدائم. ومن تلك المؤسسات الهامةú جامعة صنعاء وآلاف المدارس ومطار صنعاء الدولي.
– وهذه بعض نماذج من شعره:-
قصيدة للارياني والمعلمي:
سادِ الفسادْ فلن ترى
غيرِ الخليع موقرا
فـي دولةُ أوهى الزمـا
نْ مِليكِها المْتكبرا
وبــنوهْ كْــلَ منــهمْ
ثـوبِ الشقاء تأزرا
هبوا بني اليمن السعيد
فأنتمْ أْسدْ الشرى
واستيقظوا من نومكم
فإلى متى هذا الكرى
هبوا لمِن أمسى يسو
مكمْ العذابِ الأكبرا
وغدا يراكم يابني
وطني بعين الازدرا
حتى كأنكم العبيـــــــــدْ
وأن والـتدِهْ اشـــترى
هذي نصيحةْ مْشفقُ
بكمْ حداهْ ما جرى
ولقد رأيتْ بقاءِكم
في الهون أمراٍ أخطرا
• وفي منشورُ آخر يقول الإرياني:
أرقتْ وما شوقاٍ لسلمى وزينب
سهادي ولا دعوى الغرام تليقْ بي
ولكنني ألقيتْ في الشعب نظرةٍ
وفكرتْ والتفكيرْ شأنْ المْهذب
رأيتْ المليكِ المستبدِ وقد دنتú
إليه المنايا بالحسام المشطب
وفي الشعب من أبنائه كْلْ أرعِـــنُ
قليلْ اطلاع العلم غيرْ مهذِب
فمِن ذا الذي يرضى به الشعبْ
منهمْ ليحكمِهْ والكْلْ غيرْ مْدرِب
أذاك وليْ العهد وهو الفتى الذي
عرفتم له رأيَ سريعْ التقلْب
أم الحِسِنْ الموصوفْ بالزْهد وهو مِنú
غدا رأيْهْ بالظلم أفضلِ مكسِب
أم السيفْ عبدالله وهو الذي غدِتú
تجارتْهْ فيكم بشرقُ ومغرب
وإخوتْهْ الباقون غير الحسين لم
نجدú فيهمْ كفؤاٍ لأحقر منصب
– وهذه أبيات من قصيدة الارياني عام 1363هـ والتي قادته للسجن عقب انكشاف أمر جمعية الاصلاح:
إنما الظلمْ في المعاد ظـلامْ
وهـو للمْـلك مـعـولَ هـدامْ
كم عروشُ قد قوضِ الظلمْ
والعسفْ وكم دمرتú به الأيامْ
آه ما لي أرى الرعيةِ قد
أضحِتú بهذا اللواء خسفاٍ تْسامْ
قد تولى شؤونِها الحاكمْ المطلقْ
فهو الأميرْ وهو الإمامْ
فأتاها بصْبرةُ يقشعـرْ العدلْ
منــها ويـصرخْ الإســلامْ
ثم يأتي منهم لتحصيلها قومَ
لهم في عروضنا احكــامْ
إذú أتى من جنودهم كْلْ فِظُ
لم تزنúهْ مروءةَ واحتشامْ
والعصيماتْ ما لنا من أذاهم
قطْ في هذه البلاد اعتصامْ
والإمامْ الإمامْ قد صِمِ أْذنيه
وأعمى عينيـه عِنــا الحسـامْ
فاصدقوهْ بالنْصح منكم وقولوا
قْمú تفقدú ما يشتكيه الأنامْ
أنصف الناسِ من بنيكِ وإلا
أنصِفِتúهْم من بعدكِ الأيامْ
هــذه صرخـــةَ أتـــتú من لـــواء
إب إليــكم وكْلْـــها آلامْ
أملِتú نصرِكم وأنكــمْ لا
يعتريكم عن نصرهــا إحجـامْ
فإذا لم تجد من العدل ما تبغي
وأضحى لما تعاني دوامْ
فعلى الدين والشريعة والعدل
وهذا اللواء منا السلامْ!!!
القاضي الشهيد
عبدالله الحجري
< من مواليد قرية هجرة الذاري بمديرية الرضمة محافظة إب. درسِ في المدرسة العلمية بصنعاء وبعض مساجدها. تقلدِ بعض الأعمال الحكومية أثناء حْكم الإمام يحيى حميدالدين منها: وزيراٍ للصحةº وزيراٍ للمواصلاتº وزيراٍ للمعارفº عضواٍ في لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. اشترك مع الوزير محمد راغب آنذاك في الوفد الذي كلفه الإمام يحيى للتفاوض مع الوفد الأمريكي لتوقيع المعاهدة بين اليمن والمكلا.
عضو في الوفد المرافق للإمام أحمد حميدالدين إلى مدينة جدة بالسعودية عام 1956م لتوقيع الحلف العسكري الثلاثي بين اليمن والسعودية ومصر.
عْينِ في العهد الجمهوري سفيراٍ لليمن في الكويت ودول الخليج. ثم اختارِهْ مجلسْ الشورى عضواٍ في المجلس الجمهوري الذي يرأسه الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني عام 1972م.
خلال زيارته للسعودية في مارس 1973م تم التوقيع على تجديد معاهدة الطائف بين البلدين. عْينِ رئيساٍ للجنة العليا للانتخابات ونائباٍ لرئيس مجلس القضاء الأعلى. عضواٍ في الاتحاد اليمني عام 1973م.
تعينِ رئيساٍ للوزراء في31 ديسمبر عام 1972م. وفي 10 أبريل عام 1977م اْغتيلِ ومعه زوجته والوزير المفوض عبدالله علي الحمامي في مدين لندن ببريطانيا.
يْعِدْ أول رئيس وزراء يتم اغتياله على مستوى اليمن في جريمة سياسية لما تزل حتى اليوم طي الكتمان ولا أحد يعرف مِن يقف وراءها.
عبداللطيف ضيف الله
< من مواليد قرية حرية بمديرية النادرة محافظة إب عام 1932م. تلقى تعليمِهْ الأولي بالقرية ثم في مدينة صنعاء. سافرِ إلى لبنان ضمن البعثة التعليمية التي انتقلتú فيما بعد إلى بني سويف بجمهورية مصر العربية عام 1948م وتخرجِ من الكلية الحربية.
أول وزير للداخلية في أول حكومة عقب قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م. ثم رئيساٍ للوزراء 25أبريل 1963م. شغلِ العديد من المناصبمنها نائباٍ لرئيس الوزراء لشئون الصحة والزراعةº وزيراٍ للأشغال والمواصلاتº وزيراٍ للأشغال والبلدياتº وزيراٍ للأشغالº وزيراٍ للمواصلاتº نائباٍ لرئيس الوزراء للشئون الداخليةº سفيراٍ لليمن في عدد من الدولº عضو المجلس الاستشاري من عام 2001م عضو مجلس الشورى.
كان أحد الضباط الأحرار المستنيرين الذين لعبوا دوراٍ بارزاٍ وحاسماٍ في تفجير ثور 26سبتمبر 1962م. وواحداٍ ممن أبلوا بلاءاٍ حسناٍ في تدعيم النظام الجمهوري بشهادة معظم المناضلين. ونظراٍ لتفانيه وإخلاصه في عمله وعدم المِن في نضاله أصبح مضرب المثل للمناضل المتفاني المْتجرد من الأنانية رغم أدواره المشهودة.
الشهيد علي عبدالمغني (دينامو الثورة)
< علي محمد حسين عبدالمغني من مواليد قرية محل بيت الرداعيعزلة وادي الحبالي مديرية السدةمخلاف خْبان محافظة إب عام 1357هـ الموافق 1937م. توفي والده وعمره أربع سنوات فربتهْ عمتْهْ وكفِلته وأشفقتú عليه تحت إشراف وملاحظة وعناية خاصة من خاله الحاج محمود علي مجمل الياجوري وكذا عمه شقيق والده الشيخ عبدالفتاح حسين أحمد عبدالمغني الذي يسكن في مدينة(كتاب) الواقعة في قلب قاع الحقل الزراعي الشهير على الطريق الإسفلتي الواصل بين صنعاء وإب وتعز. في سن السادسة من عمره أدخله خاله وعمته مكتب قرية تيعان في نفس العزلة للدراسةوفيه أتم حفظ القرآن والتجويد وعلوم الدين والحساب. في شوال 13365هـ وصل الشهيد علي عبدالمغني إلى صنعاء التي واصل فيها دراسته بمدرسة الأيتامثم المدرسة الثانوية.
نظم وشارك في أول مظاهرات طلابية في مدينة صنعاء مناهظة للإمامة ومطالبة بتحسين أوضاع التعليم في البلاد والاستفادة من الأشقاء العرب في هذا المجال. وقد تم سجنه مع بعض زملائه ومنهم علي صالح الشيبة وزيد علي الشامي. وكان من أوائل الطلاب الذين التحقوا بالكلية الحربية-الدفعة الثانية عام 1957م ومعه من زملائه ناجي علي الأشول والشهيد محمد الشراعي وعلي بن علي الجائفي وعلي الحيمي وعلي محمد الشامي ومحسن السراجي وعبدالوهاب الشامي وغيرهم ممن كونوا فيما بعد تنظيم الضباط الأحرار وكان على عاتقهم تفجير الثورة السبتمبرية والانتقال باليمن إلى النظام الجمهوري العادل على أنقاض النظام الإمامي الكهنوتي المستبد. كان هو دينامو الثورة السبتمبرية بإجماع كل زملائه من الضباط الأحرار مفجري الثورة وقادتها وكان ينسق لها من وقت مبكر مع بعض زملائه أمثال الشهيد محمد مطهر زيد وناجي الأشول وأحمد الرحومي ومحسن الأكوع ويوسف الشحاري وغيرهم. وكانوا دائمي التردد على منزل المناضل الكبير القاضي عبدالسلام صبرة – رحمه الله- من أجل تدارس الموقف الوطني إبان الحكم الإمامي والتخطيط لتوحيد جهود النضال والإطاحة بحكم الإمامة وتغييره بالنظام الجمهوري الذي آمن أنه الحل الوحيد لنهضة ورفعة اليمن ووافقه على ذلك كل زملائه من الضباط الأحرار وباركِه الرعيل الأول من المناضلين امثال صبرة والإرياني والسلال.
وتعتبر أهداف الثورة السبتمبرية وبيانها الأول اللذان أعلنا من إذاعة صنعاء صبيحة اندلاع الثورة من صياغة الشهيد علي عبدالمغني الذي كان على تواصل من وقت مبكر مع قيادة ثورة 23يوليو 1952م بمصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي قرأ أهداف الثورة السبتمبرية التي صاغها الشهيد بالتشاور مع زملائه ورافاق دربه من الضباط الأحرار ووافق عليها ووعد بدعمها عقب قيامها. وكان الشهيد على علاقة وطيدة بمحمد عبدالواحد القائم بأعمال السفارة المصرية بصنعاء والذي قدم له العون في التواصل وأخذ الوعد من عبدالناصر بدعم الثورة.
عقب قيام الثورة انتْخبِ عضواٍ في مجلس القيادةوحين رأى المناطق اليمنية بدأت تتهاوى تحت نيران وقوات الملكية أبى إلا أن يكون في مقدمة المقاتلين والمدافعين عن الثورة رغم انتخابه في مجلس القيادة وإصرار زملائه على بقائه في القيادة إلى جانب عبداللطيف ضيف الله وعبدالله جزيلان يؤازرون الرئيس المشير عبدالله السلال. ولكنه وبشهادة كل زملائه رفض وأصرِ على خروجه إلى ميادين الشرف والبطولة والقتال فتجهزِ على رأس حملة للخروج إلى مأرب عن طريق خولان بعد أنú بلغِهْ أنها محاصرة من قبل القوات الملكية. وهناك سقط شهيداٍ في يوم الـ 8 من أكتوبر عام 1962م أي بعد اثني عشر يوماٍ فقط من قيام الثورة السبتمبرية التي كان ديناموها وعِصِبها الرئيسي. مْسجلاٍ بذلك التفاني أروع وأنصع صفحات البطولة والشجاعة والتفاني والإخلاص في حب الوطن والموت من أجله.
حسن محمد الدعيس
* إضافة إلى ذلك يْجمع مِن أرخِ للثورة اليمنية ضد الإمامة أن فيلسوف الثورة الشيخ حسن محمد الدعيس كان من أول مِن وقفِ في وجه الإمام يحيى وأبنائه الذين كانوا يلقبون أنفسهم بـ(سيوف الإسلام) وعلى رأسهم الأمير الحسن بن يحيى الذي كان أميراٍ للواء إب واشتهرِ ببخله الشديد وجوره وظلمه للرعية في جمع ماكان يْسمى بـ(الصْبِر) ومفردها (صْبرِة) وتعني زكاة المثلوتقضي بإلزام المزارعين دفع زكاة المحصول كأفضل سنة جادتú بها الأرض ما كان يرهق المزارعين ويكلفهم فوق طاقتهم إذا لم يكن المحصول وفيراٍ بل ويجعلهم يدفعون الزكاة قمحاٍ إذا كانت السنة التي اختارها الأئمة تزرع قمحاٍ حتى ولو كان المحصول شعيراٍ أو غيره. وسواء جادت الأرض أم كانت شحيحة!!
وقد كان للدعيس تواجد حتى في العاصمة صنعاء منذ ثلاثينيات القرن العشرين وكان يجتمع بالشهيد أحمد المطاع والمناضل محمد المحلوي الذين كانوا من أوائل من واجهوا الإمام يحيى وسجنهم بْحجة أنهم يدعون لاختصار القرآن. وهذا ما يؤكده المناضل العزي صالح السنيدار في كتابه (الطريق إلى الحرية) والقاضي عبدالسلام صبرة في كتاب (وثائق أولى عن الثورة اليمنية) صفحة181. ويقول أيضاٍ: “بعد سنة 1355هـ أي1936م كان مسجد الجديد في صنعاء هو الذي يجتمع فيه الأحرار الأولون أمثال المحلوي والدعيس وأولاد المطاع والعزب وعلي الشماحي والعزي صالح السنيدار وغيرهم”.
وهنا يصف صبرة الشيخ حسن الدعيس ضمن المناضلين الأوائل إلى جانب شهادته السابقة عن إب وتعز ليؤكد دور أبناء إب في ريادة العمل الوطني. ودور الدعيس وبسالته وشجاعته في مواجهة الإمامة وتضحيته بمشيخه وجاهه وأملاكه في بعدان ينص عليه أيضاٍ أحد المناضلين الأوائل –حسب وصف صبرة- وهو المناضل العزي صالح السنيدار في كتابه سابق الذكر.
ويقول عنه عبدالسلام صبرة في صفحة 192 وما بعدها من الكتاب نفسه: “ومن أهم الشخصيات المعارضة المناضل ذو العقلية الناضجة واللسان الفصيح حسن الدعيس رحمه الله والذي لو سردتْ ما حفظتْ عنه في السجن وخارجه من نقد ونكت وقصص وتحليل علمي للكثير من القضايا العامة والخاصة لأطلت في التسطير وغطيت كثيراٍ من الصفحات..
ويذكر سنان أبو لحوم موقفاٍ لفيلسوف الثورة حسن محمد الدعيس أو (لسان اليمن) كما أسماه وهو يواجه الحسن بن الإمام يحيى حميدالدين أمير لواء إب أثناء زيارته لمديرية بعدان ويذكره بالمظالم التي يرتكبها ضد المواطنين كما ذكره ببخله -الذي كتب عنه الشاعر محمد الشرفي مسرحية “موتى بلا أكفان” – واستغلاله للشعب: أنا حسن محمد الدعيس كنتْ شيخاٍ لعزلة الدعيس والناس تقصدني من برط إلى عدن وأتقيهمأي أعينهم بينما أنت لا تحول سوى ربع ريال وتتعامل مع المواطنيين اليمنيين بقسوة وأنا كنتْ آخذ ما يعطونني عن طيبة نفس.. وكان وقع هذا الكلام على الحسن كالصاعقة فقال للدعيس: إنك تأخذ مننا مائة ريال شهرياٍ..لماذا¿ فرد عليه: من أجل أن أسكت).
ويضيف سنان أبو لحوم: “عقب انكشاف أمر (جمعية الإصلاح) بإب عام 1944م وسجن أعضائها كان حسن الدعيس الوحيد الذي سْمحِ له بركوب الدابة أثناء المسير بهم من إب إلى تعز”. وهذا نظراٍ لجلالة قدره ومهابته حتى عند حرس وعكفة الإمامة الأجلاف الذين لا يرون أبعد من أنوفهم.
فيما يصفه القاضي محمد أحمد السياغي في كتاب(ثورة48)الصادر عن مركز الدراسات والبحوث اليمني بطبعته الثالثة صفحة398 بقوله:”ثم جاء الشيخ حسن الدعيس رحمه الله وما أدراك ما حسن الدعيس¿ شعلةَ من الذكاءºوبحرَ من العلمºوجبلَ شامخَ من الفطنة والدراية والتفكير فكان هو الذي سمى المجموعة بـ[الأحرار].
ويقول عنه القاضي المؤرخ الشهير محمد بن علي الأكوع الحوالي: “كان أحد القادة الأذكياء وأحد زعماء الأحرار الممتازينوالفيلسوف الفطري الذي لم يأخذ الفلسفة عن دراسة وتعلْم بل كان فطرةفصار نابغة عصره وباقعة دهره وأحد الساسة النبلاء وكان هو الذي يدير كافة المذاكرة والنقاش في المجلس ويعمر مقيل الأمير إسماعيل با سلامة كما يأتي ذكر ذلك لا سيما في تفسير القرآن الكريم فقد كان يعجب ويغرب إذú كان يبرهن عن جدارة فائقة ويظن به الظنون فيرجع إلى الكْتْب وعلم التفسير فيجد الحق في جانبه وكلامه الصائب وكذلك أراؤه الفلسفية. وكان يهدف إلى موافقة الشيخ محمد عبده وتلميذه محمد رشيد رضا حتى كنتْ أظن أنهْ يطالع تفسيرهما وكْتْبهما فسألتْهْ يوماٍ: هل لديك تفسير المنار لمحمد رشيد رضا أو تفسير محمد عبده¿ فأجابني بالنفي. كما كان يميل إلى آراء ابن تيمية وآراء تلميذه ابن قيم الجوزية في الأحاديث والتأويل والفقه الإسلامي ويشدد النكير على من يعتقد في القبور أو يقول بكرامة الأولياء إلى غير ذلك من الآراء الحْرة التي لا تقبلها العامة. والخلاصة أنهْ كان عبقرياٍ كما كان سياسياٍ حاذقاٍ إلا أنهْ لم تْتِحú له الفرصة ” .
الشهيد علي عبدالله عنان
> من مواليد قرية العراهد التاريخية الواقعة إلى الشرق من منتصف سهل السحول الشهير بمديرية المخادر محافظة إب حوالي عام 1915م.
ويْعتِبر من أبرز الشخصيات الاجتماعية بمحافظة إب وأشهر مْلاكها. ولا يزال يتذكره المواطنون بطيب الأخلاق والجود وكرم الطباع. احتك ودخل مع الإمامة في صراع منذ بدأ نائب الإمام بلواء إب القاضي أحمد السياغي وقبله الأمير الحسن بن الإمام يحيى بتوسيع أطماعهما في نهب أراضي المواطنين البسطاء بسهل السحول أو شرائها تحت الترغيب والترهيب بأبخس الأثمان. وكان يْعتِبر العدو اللدود للقاضي السياغيوهو الذي تسبب في فراره من إب عقب فشل ثورة 1948م خشيةٍ من سطوته كما ذكر ذلك الشيخ سنان أبو لحوم والقاضي الرئيس عبدالرحمن الإرياني.
حين قامت ثورة 26 سبتمبر 1962م كان من أوائل مِن أعلن التأييد لها وحشد الحشود لمناصرتها.
وهو الذي قاد حملة القوات الشعبية التي تجهزت من مديرية المخادر وما جاورها من مديريات محافظة إب للدفاع عن الثورة السبتمبرية ضد القوات الملكية التي كانت تحتل معظم المناطق الشمالية. وقد تم تكليفه من قيادة الثورة بصنعاء بتصفية وتمشيط منطقة المحابشة التي كان للقوات الملكية فيها تواجد كبير. ويشهد من أرخ لتلك الفترة ومِن تواجد في منطقة المحابشة ومحافظة حجة بالدور البطولي الذي قدمه الشهيد الشيخ علي بن عبدالله عنانوبكرمه المعهود وتواضعه الجم الذي ما زالت تتناقله الأجيال حتى يومنا الحاضر.
” ” “
المناضل اللواء علي محمد السعيدي
> وهو من أوائل الشباب المناضلين بإب واشتهرِ في معارك الدفاع عن الثورة السبتمبرية من خلال قيادته لمحور قعطبة والضالع وانخراط العديد من مناضلي ردفان والضالع والحبيلين في صفوف حملته التي شاركت في الدفاع عن العاصمة صنعاء ضد الفلول الملكية. وهو الذي قاد حملة (طلحامة والوثن) لفتح طريق صنعاء إب تعز في يناير1963م والتي شارك فيها رموز من مناضلي الجنوب على رأسهم الشهيد راجح بن غالب لبوزة مْفجر ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام1963م ضد الاستعمار البريطاني من أعالي جبال ردفان الشماء وأول شهدائها الأبرار. ولعبِ اللواء السعيدي دوراٍ بارزاٍ في دعم مناضلي وثوار 14 أكتوبر من خلال إمدادهم بالمال والسلاح والطعامºبحكم موقعه ومنصبه قائداٍ لمحور قعطبة المحاذي للضالع والقريب من ردفان. وكان حلقة الوصل بين أولئك المناضلين والثوار وبين قائد لواء إب الشهيد أحمد الكبسي الذي تعهد بدعمهم بكل ما هو متاح.