مظاهر الفرح فرضت نفسها رغم أنف الحالة الاقتصادية


استطلاع/ محمد العزيزي –
منذ أول أيام العيد والعاصمة صنعاء وسائر المحافظات اليمنية تبتهج بالعيد رغم افتقار البعض للكثير من الالتزامات العيدية التي تدخل مشاعر الابتهاج والفرح ..ومع ذلك تحس بأن الناس خرجت بكل الحب لتمارس حقها في الابتهاج بهذه المناسبة الربانية تسمع الأطفال وهم يلعبون بالطماش وتشاهد الرجال يلبسون الأزياء الشعبية ويتبادلون الزيارات والتهاني بالعيد.
والنساء منقشات بالحناء .. فقد كانت المظاهر الاجتماعية للعيد حاضرة وفرضت نفسها في العيد رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها المواطن وتعيشها بلادنا منذ عامين.. في التحقيق التالي حاولنا رصد بعض المشاهد العيدية .. نتابع.
العيد في صنعاء يتميز ببساطة وتلقائية فلا تشعر أن سكانها خليط من الأسر والقبائل اليمنية فترى الناس يتعانقون ويتبادلون التهاني والهدايا.. أما الأطفال يرسمون في العيد لوحة البراءة والاخاء عنوانها «نحن صناع المستقبل وأمل الحياة والتطور والنماء» . ومع ذلك فإن للمجتمع الصنعاني أيضاٍ خصوصيته وإن تفاوتت ما بين أسرة وأخرى.. إلا أن هناك الكثير من الأشياء والعادات والتقاليد تكسب تفردها حيث تتباين وتتشابه بعض هذه التقاليد والعادات في الاحتفاء بالعيد في المجتمع اليمني وبين الأسر والأفراد باختلاف الثقافات والموروثات الشعبية المكونة لثقافة المجتمع ككل.. وهنا يرى الأخ جمال المترب أحد سكان صنعاء القديمة أن للعيد في صنعاء حضوراٍ خاصاٍ وطقوساٍ خاصة حيث أن للعيد أنماطاٍ اجتماعية تتغير فيه الكثير من السلوكيات والاهتمامات لدى المجتمع الصنعاني ويعتبر العيد بالنسبة للبعض فرصة سانحة ومحطة هامة للتزاور والتراحم وصلة الأرحام والأقارب والتسامح والتآخي وأزالت كل المآسي والجراح ليبدأ الجميع صفحة جديدة من التآزر والمحبة والتواد والرحمة والصفاء.

الحدائق…والملابس الشعبية
رغم قلة الحدائق والمتنزهات والمتنفسات في العاصمة صنعاء إلا أن العيد بالنسبة لسكان العاصمة صنعاء لا تخلو أيامه من زيارة الحدائق التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة وذلك بصحبة العائلة وعلى رأسها الأطفال وبالذات تلك الأسر التي تسكن صنعاء.. حيث يتوافد إلى هذه الحدائق أعداد كبيرة ومن كافة الأعمار وخليط من الرجال والنساء والتي تنتعش الحدائق أيام العيد والمناسبات البعض منهم يتجه نحو الألعاب المدفوعة الأجر مقدماٍ وآخرون مع أطفالهم يكتفون بالمدارهه وبعض الألعاب المجانية التي وضعتها أمانة العاصمة وتعاني الإهمال وعدم الصيانة.
الحناء
يقول الأخ محمد النهاري: العيد لحظات من الفرح الذي يجب على الفرد استغلاله فالعيد في صنعاء هذا العام قد جاء ومعه بشائر الخير والانفراج من الأزمات السياسية التي عايشناها العام الماضي إلا أن المواطنين ما زالوا يعانون من الحالة المعيشية والأزمات الخانقة إلا أن الناس تجاوزوا كل ذلك وعاشوا فرحة العيد والابتهاج به.. فالعيد في صنعاء بجوها وطيبة أهلها لا تدري متى دخل ومتى خرج.. أيامه تنقضي بسرعة ولا تشعر إلا وقد خلص العيد وبدأ الدوام وحان وقت العمل.. وأضاف النهاري والذي التقيناه في أحد الحدائق: معظم سكان صنعاء في العيد يلبسون الأزياء والملابس الشعبية حتى من هم من خارج صنعاء تراهم يفعلون ذلك حباٍ في جمال هذه الملابس وروعتها.. فيما النساء يتفنن استخدام الحناء للتعبير عن مدى فرحتهن بالعيد والمناسبة العظيمة كأحد وأهم الزينة النسائية باليمن.
ويواصل حديثه لنا بالقول: تتفاوت اهتمامات الناس في صنعاء بالعيد فالبعض يعتبره استحقاقاٍ للتزاور وصلة الأرحام وآخرون يحولونه إلى مناسبات للذبح والإسراف في التعبير عن فرحتهم في العيد من خلال المبالغة في الموائد والمأكولات إضافة إلى التباهي في الملبوسات والاستعراض بالسيارات والتي تلاحظها هنا وهناك في أكثر من مكان وزاوية من زوايا صنعاء يستفزون بها البسطاء.

الطماش
أما الأطفال فعيدهم هو الألعاب النارية التي انتشرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت للنظر وقد أفاد أحد الأطباء في المستشفى الجمهوري أن حالات الألعاب النارية الخاصة بالأطفال في تزايد مستمر حيث لايمر يوم إلا وتصل المستشفى عدد من الحالات المصابة بالحروق والإصابات بالأيادي والوجه والعين وهذا يدل على مدى انتشار هذه الألعاب في المدن فلا تمر من شارع إلا وتصادف مقالب الأطفال للكبار «بالقريح» فترى الأطفال يلعبون ويتقاتلون ويتشاحنون مع كل إطلاق للطماش حيث أصبح الطماش للأطفال عادة للتعبير عن الفرحة بالعيد في كل عيد والأسرة تستجيب لمطالب الأطفال في شراء الألعاب النارية فهم يرون أن فرحة الأطفال لاتكتمل إلا بالطماش حتى صارت من الأمور المزعجة والتي لا تطاق خصوصاٍ في الحارات والإحياء السكنية.

رقص ومزمار
في وادي ظهر أثناء زيارتنا له في يوم العيد رأينا الناس يتجمعون هناك يجمعهم العيد والطبل والمزمار رقص الكثير من الناس كباراٍ وصغاراٍ الكل يرقص والجنابي تتمايل في أيادي الراقصين.. يقول صالح زاهر: إن أيام العيد الثلاث الأولى يجتمع الناس في المحل – ويقصد في القرية – يلعبون ويرقصون حتى وقت صلاة الظهر ومن ثم يذهبون إلى الغداء جماعة أو كل أسرة مع بعضها البعض كما هي عادة اليمنيين.
يؤكد زاهر أن الطاسة «الطبل» ما تزال حاضرة في أرياف اليمن والناس لايمارسون الرقص إلا بوجودها فهي أداة تميز اليمنيين بها.. فهي عنون وهوية كل يمني.
أخيراٍ يبقى العيد لحظات من الفرح وربما الحزن في بعض الأحياء ولدى بعض الأسر وفي العيد أيضاٍ نتقبل الاعتذار والصفح عن أخطاء الأحباب والأصحاب فكثيراٍ ما نصفح ونعفو في العيد لأننا فيه نرى كل العيوب حسنات لأن الشعور بفرحة العيد عالية وربما مجنون في أحايين كثيرة.

قد يعجبك ايضا