كيف للبرلمان والحكومة الاستفادة من أفكار المانيا

 - فها نحن نحاول الخروج إلى مستقبلنا‮ ‬وها هي‮ ‬سياسة البلد البعيد تعرف أين تكون حاضرة‮ ‬تعرضت مدارسنا إلى القصف الشديد بعد أن أصبحت متاريس حرب خلال السنة الماضية ولم‮ ‬يلتفت إلى هذه النقطة‮ ‬غير التلاميذ الذين‮ ‬يرتادونها ويرون جدرانها المشوهة
صقر الصنيدي –
مجموعة صغيرة من الجند‮ ‬يصلون منهكين إلى ميناء الحديدة البائس تبادر الطيبة اليمنية لمعاملتهم كضيوف جاءوا من مكان بعيد وتم تزويدهم باحتياجاتهم البسيطة حتى تمكنوا من العودة إلى الوطن ألمانيا وهناك تم التعامل مع موقف اليمنيين كدعم لوجستي‮ ‬وأن هذا البلد الغريب عامل جنودهم بألفه ولطف وعلى إثر ذلك أسست علاقة متينة بين الأمتين البعيدتين جغرافيا وتقدما‮.‬
لقد خلق موقف قديم حدث صدفة منتصف خمسينات القرن الماضي‮ ‬صلة‮ ‬يصعب تجاوزها أو عدم النظر إليها بتقدير‮ ‬يهب الألمان كلما شعروا أن اليمن محاصرا بمحيطات الفوضى والقلق ولا‮ ‬يتأخرون أيضا عندما‮ ‬يكون الوضع طبيعيا أو‮ ‬يريد أن‮ ‬يصير كذلك‮.‬

فها نحن نحاول الخروج إلى مستقبلنا‮ ‬وها هي‮ ‬سياسة البلد البعيد تعرف أين تكون حاضرة‮ ‬تعرضت مدارسنا إلى القصف الشديد بعد أن أصبحت متاريس حرب خلال السنة الماضية ولم‮ ‬يلتفت إلى هذه النقطة‮ ‬غير التلاميذ الذين‮ ‬يرتادونها ويرون جدرانها المشوهة بالرصاص وقلوبها المثقوبة والدعم الألماني‮ ‬الذي‮ ‬انطلق من المدرسة لاعادة تأهيلها وخصص‮ ‬20‮ ‬مليون‮ ‬يورو لتطوير التعليم ومبانيه الذي‮ ‬عانت كثيرا لم تقدم جهة أخرى على النظر حيث نظر الألمان والمنحة ليست مجرد أوراق نقدية واسمنت بل أوسع من ذلك‮ ‬رسالة واضحة أن الترميم والتغيير والانطلاق نحو الأمام‮ ‬يبدأ من التعليم ثم‮ ‬يتفرع إلى باقي‮ ‬الأشياء المهمة‮.‬
ولا تبتعد تصريحات السياسيين الألمان كثيرا عن تطلعات قد نغض الطرف عنها السفير الألماني‮ ‬هولجرجرين تحدث في‮ ‬مقابلة مقتضبة إلى الزميل محمد راجح منذ أسابيع وظهر أكثر تشخيصا لواقعنا التقنية العالية في‮ ‬أجهزة التشخيص الألمانية‮ ‬يقف خلفها تقنية بشرية‮ ‬قال السفير إنه ليس من المهم التركيز على الدعم والمبالغ‮ ‬المقدمة ولكن المهم هو الخطط التي‮ ‬سنقدمها لاستيعاب هذا الدعم وجعله فاعلا ومقبولا‮.‬
إنه‮ ‬يتحدث عن مشكلتنا التاريخية واليومية أيضا نعيش دون أن نمتلك خطة لا للسنة ولا الشهر ولا حتى العمر وكلما نسأل عن خطتنا نركز أصبعنا السبابة نحو السماء ونردد‮ (‬عليه‮) ‬تربينا وتعلمنا على هذا السلوك النظر نحو السماء‮.‬
كأننا في‮ ‬انتظار أن تهبط علينا خطط جاهزة لنمضي‮ ‬عليها وهو حال‮ ‬يختلف كليا عن ألمانيا التي‮ ‬يعد أبناؤها أجندة لإدارة حياتهم كأفراد وكمؤسسات ما الذي‮ ‬يشغل ألمانيا الآن‮ ‬غير خطة انقاذ لدول اليورو المهددة ولدى الجميع إحساس أن المأزق لن‮ ‬ينفرج ما لم تتدخل صاحبة فكرة الاتحاد الاوروبي‮ ‬والدولة الأولى إنفاقا على ميزانية استمراره والدولة التي‮ ‬تمتلك حلماٍ‮ ‬دائما‮.‬
قبل ثلاث سنوات كانت أن كرستين وهي‮ ‬ألمانية بعثها الاتحاد الاوروبي‮ ‬لإصلاح الوضع الصحي‮ ‬في‮ ‬وزارة الصحة تنطر نحو البقعة التي‮ ‬يصدر عنها الخلل ووضعت أمامها مشكلة الإدارة الصحية لم تقل إن المشكلة في‮ ‬الأطباء أو الممرضين أو المرضى أو المباني‮ ‬ولكن وضعت‮ ‬يدها على الادارة وسعت أولا لمعرفة مدى الرضا الوظيفي‮ ‬عند العاملين في‮ ‬الصحة وعبر ذلك رأت كل شيء تقريبا‮.‬
قالت في‮ ‬حوار أجريته معها‮: ‬ما لم‮ ‬يكن هناك إدارة جيدة في‮ ‬المستشفى فلن‮ ‬يلتقي‮ ‬الطبيب الجيد بالمرضى ولن‮ ‬يتمكن من خدمتهم لأن العشوائية تقتل كل شيء‮.‬
حاولت تلك المرأة معالجة الصحة وبالأخير كانت دائما تضع‮ ‬يديها على جانبي‮ ‬رأسها كانها تريد التخلص من صداع تسبب فيه وضع عصي‮ ‬عن العلاج‮ ‬لم تستفد وزارة الصحة من وجود فكرة كرستين بكل تأكيد فوضع هذا القطاع في‮ ‬سباق مع الفشل والاغلب أنه‮ ‬يصل أولا‮.‬
ونخشى أن تذهب أفكار سفير ألمانيا أيضا إلى الاهمال وأن نذهب نحن بلا خظة إلى مستقبلنا فدائما لا تأخذ السياسة منه كل الاهتمام ويطرح لنا رؤية لا تقل أهمية عن اي‮ ‬رؤية أخرى نريد استيرادها لنصنع مستقبلنا الذي‮ ‬نصل إليه دون أن نضع خطة حياة جيدة نرفع شعارها ثم نهتف ونعود للنوم في‮ ‬الحاضر منتظرين صباحا قد لا‮ ‬يأتي‮.‬
وفي‮ ‬الناحية التشريعية شهد البرلمان اليمني‮ ‬والالماني‮ ‬تبادلات للزيارات والنظر في‮ ‬بعض لكن برلمان اليمن لازال أبعد عن أي‮ ‬خطة لعمله‮ ‬كل عضو في‮ ‬واد وكل نائب في‮ ‬سؤال والتشريعات التي‮ ‬تطرح كأنها تعالج قضايا دولة أخرى‮.‬
إنها نصحية إلى كل جهة هناك تنفيذية أو تشريعية أو خدمية تتأمل في‮ ‬أفكار المانيا ثم تحاول تقليدها أو محاكاتها أو حتى طلب الدعاء للوصول اليها‮ ‬وهناك فكرة أخرى أن‮ ‬يناقش البرلمان ما تقول لنا المانيا إنه مشكلة وأن‮ ‬يشاهد الأعضاء جلسات برلمان برلين بدل أن‮ ‬يشاهد جلساته على التلفزيون‮.‬

قد يعجبك ايضا