أعشق الفن التراجيدي في لوحاتي ويقتلني التهميش والبيئة الساخرة


لقاء/ أسماء حيدر البزاز –
35 عاماٍ مرت من عمره لم يحتفى فيها سوى عالم الفن التشكيلي ولم يعرف إلا علومه ونظمه وأنواعه فعاش به وعاش له ومنه تعلم وبه علم يقف هناك أمام بوابة جامعة صنعاء ومعرضاٍ لوحاته ورسومه الفنية التي تنم عن إبداع مقتطع النظير وعن دلالات توحي للنفس الحيرة والعجب وتثير إحساس حزين وتعبيرات جياشة للعاطفة والذوق الرفيع كلهم هناك يمرون بجانبه يقابلونه بمشاعر الفخر والإعجاب والتقدير.. ثم ينصرفون إلا هو يبقى هناك وحيداٍ برفقة موهبته التي مرت عليها السنون من دون ذكر أو اهتمام أو أي دعم من أحد.. (فنون الثورة) كان لها شرف اللقاء مع هذه القامة الفنية في الساحة اليمنية فإلى التفاصيل:

مشروع وتان
* الفنان المحترف محمد العنسي.. بداية (كيف تعرف بنفسك للجمهور)¿
– فنان متواضع أعشق الفن التشكيلي والخط والرسم بأنواعه ففيه أجد حياتي وأرى صورة نفسي وواقعي من مواليد 1975م من اللواء الأخضر محافظة إب أعمل في الدعاية والإعلان وأطمح إلى التحليق بفني دولياٍ وعالمياٍ..
* انطلاقتك الفنية كانت من لوحتك المجسدة لشخصية الزعيم الحمدي الراحل.. أليس كذلك¿
– بلى فقد كنت منذ طفولتي شغوفاٍ بمتابعة أغلفة المجلات والجرائد والصحف كثير التدقيق بصورها الخارجية من شخصيات ومناظر.. إلا أنني أعجبت كثيراٍ بشخصية زعيم اليمن الراحل الحمدي ومع إن الإمكانيات لم تكن متاحة أو متوفرة لي لعمل لوحة تليق بعظمة تلك الشخصية ولهذا لم أجد أمامي إلا تلك الأوراق العادية بقلم الرصاص إلا أنني لم أتصور إن تلك الرسمة ستنال إعجاب وتقدير كل من حولي واعترافهم لي بأني مشروع فنان كبير..
المرأة الحنون والذئب
* وإزاء مشوارك الفني من أكثر الشخصيات قرباٍ وتأثيراٍ عليك¿
– الفنان التشكيلي وليد دلاك والفنان العالمي بانجو وداك اتشيني في الرسم الفني التراجيدي الذي يعتبر نوعاٍ من الفن التشكيلي أجد فيه صدق التعبير والتأثير على الآخرين مع أنه تعبير صامت ولكنك ما إن تنظر إليه حتى تراه ينطق ويعبر بكل اللغات العالمية.
* ما أكثر اللوحات الفنية التي ترى بأنك أبدعت فيها¿
– لوحة المرأة الحنون في جلد ذئب.. مع إن الكثير والكثير من الزوار يلح على شرائها إلا أنني رفضت أن أبيعها لأن هذه اللوحة أشعر بأنها قطعة مني أضف إلى لوحات صور الشهداء شهداء الثورة اليمنية والثوار الأحرار لا أظن أبداٍ بأني سأبيعها ولو قدرت بكنوز الدنيا كلها لأنها أغلى وأثمن من ذلك كله.
تعليقات سخيفة
* هل الفن في مجتمعنا مصدر رزق وعيش وإبداع أم أنه عبء وأثقال على كاهل صاحبه¿
– الفن قبل هذا وذاك من أعظم الرسالات السامية وأصدق حديث (للمشاعر والأحاسيس الوجدانية.. الفن أن تعطي ولا تنتظر من الآخرين المقابل لأنه في حقيقته عطاء لا يقدر ولا يثمن تخيلوا أن الرسمة أو اللوحة مهما بلغت عظمتها ودلالاتها وجهد الفنان الكبير في إنجازها وإبداعها قد لا تتجاوز العشرة آلاف ناهيك عن تلك اللوحات التي بيعت بالخمسة والثلاثة آلاف ريال!! إنها مأساة مع أنه إن تم عرض لوحاتي خارجياٍ وعالمياٍ مقارنة بالفنانين المشهورين والله لثمنت بالملايين!!
* بلا شك لأن مجتمعنا لا يزال يفتقر إلى ثقافة الفن والإبداع!!
– هذا صحيح فبالرغم من وجود كم هائل من المبدعين والموهوبين إلا أن ثقافة المجتمع المحبطة والبيئة المهمشة وغياب ثقافة الفن وأهميته كل ذلك ساهم في دفن مشوارها الفني أو عزفها عنه تحت وطأة مجتمع لا يزال يجهل رسالة هذا الفن التشكيلي إلا من البعض خاصة من اولئك الذين يسخرون من التعبيرات الفنية لأي لوحة ويضحكون منها بمختلف التعليقات التي تنم عن صغر عقولهم وأفكارهم وثقافتهم.
بالملايين!!
* ما نوع الصعوبات والعوائق التي تواجهك¿
– صعوبات مادية وصعوبات معنوية على حد سواء فبعد نجاحي وتميزي في مهرجان دبي للتسوق ظننت بأن الجهات المعنية ستتكفل في بناء موهبتي الفنية ودعمها ولكن لا حياة لمن تنادي وسنظل نحن الفنانون نعيش في أحلام ولا ندري إلى متى!! ما نحتاجه منكم هو أن توفروا لنا الإمكانيات لوحات وألوان وريشة لأننا إن نجحنا وتفوقنا فنحن سفراء اليمن في مختلف المحافل العربية والدولية ولا أخفيكم بأن أحد الطلاب الذين علمتهم أصول الفن والرسم على مختلف اللوحات ما لبث إن سافر حتى تم بيعها بمئة آلاف الدولارات.
* ما أبرز القضايا المجتمعية التي تتطرقون إليها في لوحاتكم¿
– قضايا الإرهاب وتداعياته الخطيرة على الفرد والمجتمع – الشباب ومشاكلهم – الشعوب والثورات العربية – العدالة والبناء والسلم المجتمعي وما إلى ذلك من قضايا إنسانية وشعورية مرتبطة بمفهوم الأنا والواقع.
دعم وشكر
* ألديك من رسالة تخطها في نهاية هذا اللقاء¿
– رسالتي إلى الجهات المعنية إلى كل من يقرأ مقابلتي بأن يهتموا ويدعموا المبدعين خاصة في هذا المجال لكونه أكثر تهميشاٍ من المواهب الأخرى..
ثقوا بأننا نملك مواهباٍ عالمية جمة وما نحتاجه فقط هو دعمكم لنا عبر صفحتي بالفيسبوك باسم محمد العنسي ورقمي 712225201 مع شكري الجزيل لـ(فنون الثورة) على هذا الاهتمام الإعلامي والنزول الميداني للمعرفة عن قرب أوضاع الفنان اليمني وما يعانيه وما يحتاجه..

قد يعجبك ايضا