كتب الرصيف.. مكتبة مفتوحة أمام عشاق المعرفة

تظل الكتب هي النبع الذي ينهل منه القارئ شتى العلوم والمعارف كما يظل الكتاب هو الصديق الوفي والدائم للإنسان في أي زمان ومكان.
وإذا كانت المكتبات هي المكان الذي يلتقي فيه القارئ مع مصادر المعرفة فكذلك تظل بسطات بيع كتب الأرصفة هي أيضا من الأماكن المحببة لعشاق القراءة نظرا لرخص سعرها ولتوفر الكتب التي قد تكون غير متوفرة في المكتبات.
وفي جولة سريعة كان لنا الاستطلاع التالي مع بعض باعة كتب الأرصفة بميدان التحرير بصنعاء:

كتب الرصيف تنشر المعرفة
البائع أحمد مهيوب أحد باعة كتب الأرصفة , بدأ بيع الكتب منذ 25 سنة , حيث وجد في هذا العمل فرصة للاطلاع والمعرفة , والحياة مع الكتب التي تغذي العقول بالعلوم والمعارف .. بالإضافة إلى اختياره كمهنة له ..
يقول : هذه البسطات الخاصة ببيع الكتب على الرصيف لها دورها الكبير في نشر المعرفة والثقافة والعلوم من خلال عرض وبيع مختلف أنواع الكتب , وبأسعار مناسبة ومعقولة , والكتب المعروضة منها الجديد ومنها القديم , ويجد فيها القارئ حاجته المطلوبة التي يبحث عنها ويهتم بها , وهذا القارئ المهم قد يكون من الدارسين والباحثين وطلاب الجامعات , أو من القراء المهتمين بالاطلاع وحب القراءة .
يضيف بحسرة : رغم الصعوبات والظروف التي تواجهنا وخاصة خلال هذه الفترة , إلا أننا نواصل العمل وعرض الكتب مساهمة منا في نشر الثقافة وخدمة القارئ العزيز .
كتب الأدب والتاريخ .. مطلوبة
ويقول بشير سعيد محمد الخدري الذي بدأ ببيع الكتب على الرصيف منذ 5 سنوات:
– بيعي للكتب دافعه الأول هو عشقي وتعلقي بالكتاب حيث كانت هواية القراءة عندي هي بداية مشواري مع الكتب ثم صارت هذه الهواية بمثابة العمل الوحيد لي حيث أقوم ببيع هذه الكتب منذ عدة سنوات .
* وعن نوعية الكتب التي يقوم ببيعها من خلال بسطته على الرصيف يقول:
– أبيع مختلف الكتب والقراء الذين يقبلون على الشراء لكل منهم ميول مختلفة في شراء الكتب التي يحتاجونها ومن خلال عملي لاحظت أن الإقبال الكبير يكون على كتب الأدب والروايات وكتب التاريخ المتعلقة بالجامعات .
– وعن مصدر الكتب التي يعرضها للبيع من خلال بسطته على الرصيف يوضح ذلك:
– نقوم بشراء الكثير من المكاتب الخاصة والتي يقوم أصحابها ببيعها كاملة أو ببيع تلك الكتب التي يبدو أنهم لم يعودوا بحاجة إليها . إلى جانب قيامنا بشراء الكثير من الكتب من معارض الكتب التي تقام ومن المكتبات ودور النشر المحلية .
– ويضيف الأخ بشير الخدري نتمنى من وزارة الثقافة قيامها بدعم أصحاب بساطة كتب الرصيف وذلك من خلال رفدها بالكتب والإصدارات المختلفة ولو بأسعار زهيدة كي يوفروا للقارئ هذه الكتب ويساهموا في نشر الثقافة .
شراء الكتب تراجع نتيجة للظروف الصعبة
ويقول فيصل الكامل صاحب بسطة لبيع الكتب, أنه بدأ العمل في بيع الكتب منذ عشرين سنة حيث عشق مهنة الكتب ووجد فيها متعة الاطلاع والمعرفة , ومهنة لكسب رزقه , ورغم ما يلقاه من متاعب ومعاناة , إلا أنه لا يريد أي عمل سوى بيع الكتب .
ويرى أن باعة بسطات كتب الرصيف يقدمون للقراء خدمات جليلة من خلال توفيرهم للكتب المختلفة وذلك بسعر رخيص مما يسهل من اقتناء الكتب والاطلاع عليها .
وعن الأيام التي يزداد فيها الإقبال على شراء الكتب , يقول :
يزداد شراء الكتب في أواخر كل شهر , عندما يتم صرف الرواتب للموظفين , وكذلك أيام الإجازات والعطلات , حيث يتوافد القراء للاطلاع على الكتب وشراء ما يجدونه .
أما هذه الأيام فالإقبال تراجع عن السابق نتيجة للظروف وشراء الكتب من قبل القراء قليل جدا .
ونأمل تجاوز ذلك وعودة إقبال القراء على اقتناء الكتب التي هي دوما الصديق المفيد لكل إنسان .   
توفير الكتب الجديدة
ويؤكد قابوس سلطان صاحب بسطة لبيع الكتب أن كتب الرصيف مكتبة مفتوحة أمام القراء وأسعارها رخيصة وفيها يجد القراء الكتب التي يبحثون عنها. ويضيف: أحاول من خلال عملي في بيع كتب الرصيف أن أوفر الكتب الجديدة والحديثة في شتى مجالات المعرفة وبسعر يناسب دخل القارئ العادي.
وأغلب الكتب التي يشتريها القراء هي كتب التاريخ والأدب والعلوم الحديثة إلى جانب المراجع البحثية وإن شاء الله سأستمر بطرح كتب جديدة للبيع وذلك من خلال اتفاقي مع دور النشر المحلية  لتسويق أعمالها بأسعار مناسبة.

قد يعجبك ايضا