في بادئ ذي بدء ارتبط الإعلام بسياسة المحتل البريطاني في جزء الوطن الجنوبي وسياسة الحكم الإمامي في الجزء الشمالي.
ففي أسرة حميدالدين عرف اليمنيون في حقل الصحافة المقروءة عدداٍ من الإصدارات الصحافية التي لا تتجاوز اصبع اليد الواحدة وهي صحف أصدرت لتعنى بنشر مرسومات الإمام وأوامره وما يمجد سياسته ويدعم توجهه ويلمع نظامه وكان عدد النسخ المطبوعة محدوداٍ للغاية ونطاق توزيعها مقتصرا على الدوائر الحكومية التي فرض على موظفيها الاشتراك قسرا.
كما عرفت اليمن في هذا العهد الإمامي الإذاعة المسموعة عام 1946م ولم تكن سوى جهاز لاسلكي طاقته 13 وات وقد أهدي إلى الإمام من قبل الوفد الأمريكي الذي زار اليمن لإجراء مباحثات حول استخراج النفط في اليمن.
وعبر هذا الجهاز المتواضع بدأ الإرسال الإذاعي ببث القرآن الكريم وأخبار الإمام وأحاديث دينية وبعض المارشات العسكرية مسائي الخميس والجمعة من كل أسبوع لمدة ساعة وربع وتوقف البث الإذاعي بعد ثورة 1948م الدستورية.
وفي عام 1953م تم شراء محطة إذاعية بقوة 50 كيلو وات لتبدأ البث لبرامجها عام 1955م بمعدل ساعتين وربع في اليوم الواحد ثم تطورت إلى أربع ساعات مقسمة على فترتين في اليوم.
فبينما كان النشاط الصحفي في عهد المحتل البريطاني بجنوب الوطن أفضل حالا بحكم هامش الحرية الذي كان متاحا آنذاك. فقد عرفت اليمن الصحافة اليومية وذلك بصدور صحيفتين يوميتين أواخر الخمسينيات.
بينما كان أول افتتاح للإذاعة ابأن العهد البريطاني في عام 1954م من خلال بث يومي يعادل ساعتين إلا ربعاٍ.
أما التلفزيون فأدخله البريطانيون عام 1964م لتحقيق مآرب استعمارية وإلهاء الشعب عن هاجس الثورة وليس لتعليم الشعب وتثقيفه فكانت برامجه أجنبية بهدف التأثير في وجدان المشاهدين وكسب تعاطفهم مع بريطانيا.
الإعلام ما بعد الثورة
شهدت الصحافة اليمنية بعد قيام الثورة (سبتمبر وأكتوبر) منعطفاٍ جديداٍ مضموناٍ واتجاهاٍ فجاءت معبرة عن أهداف الثورة وداعية إلى الذود عن حياضها ومحاربة الأفكار المنحطة والسير صوب التنمية والتقدم فصدرت أعداد من الصحف والمجلات والنشرات العديدة.
ففي هذه المرحلة شهدت الساحة اليمنية جملة من الإصدارات الثقافية والسياسية والعامة تعكس في مضمونها جوهر النهج السياسي السائد حينها ويقارب عدد الإصدارات حوالي 50 إصداراٍ ما بين صحيفة ومجلة ونشرة أسبوعية وشهرية وفصلية.
وفي هذه المرحلة شهدت الصحافة انتشارا ملحوظا فظهرت جملة من الصحف والمجلات يزيد عددها عن 55 إصداراٍ ما بين رسمي وأهلي ومتخصص وعام وفي هذه الفترة ترسخ العمل الصحفي المهني وفق عرف علمي.
لقد شكل النظام السياسي الديمقراطي لدولة الوحدة مرحلة التعدد السياسي والحزبي وأتاحت لوسائل الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني فرصة للاضطلاع بدور متميز ترتب عليه النشاط الصحفي شكلا وأسلوبا ومحتوى فازدهرت الصحافة ازدهارا لم تعرف له اليمن مثيلا فبلغ عدد الإصدارات ما يقارب 190 إصدارا.
كما تطورت إذاعة صنعاء وزادت من ساعات بثها كما تطورت القنوات الفضائية الأولى التي بدأ بثها في عام 1996م ليغطي كل الشرق الأوسط وجزءا من أوروبا وآسيا.
أما قناة برنامج عدن الفضائية فقد تراجع البث نتيجة حرب صيف 94م أما بالنسبة لوكالة سبأ للأنباء اليمنية فقد حققت كثيرا من الانجازات خلال مراحل عمرها حيث تم إنجاز مشروع الإرسال والاستقبال الداخل للوكالة عام 1980م وتواصلت عملية التحديث ومع تحقيق الوحدة استطاعت الوكالة إدخال الحاسوب الآلي للإرسال والاستقبال ومنذ أواخر السبعينيات شهدت مؤسسة الثورة للصحافة تطورا واسعا في مختلف المجالات وأيضا مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر فقد حققت الكثير من الانجازات منذ إنشائها في عام 1971م ثم انجاز مباني المؤسسة في العام 1977م ثم زيادة الخطوط الإنتاجية وصناعة الكراسي المدرسية.
وفي عام 1978م تم إدخال المطبعة الصحافية المتكاملة ويعتبر مشروع المطبعة المركزية أكبر مشروع صناعي طباعي في البلاد ويشتمل على المباني الصناعية وأنظمة الجمع التصويري الإليكتروني للصحف والمجلات والكتب والطباعة بالاوفست (السطح الملون- والدائري) وإضافة خط إنتاجي للتجليد الآلي للكتب والمجلات.
ولقد ظلت مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر منذ إنشائها في عام 62م تعتمد على طباعة صحيفتها على الحرف اليدوي وآلات السحب القديمة حتى عام 1981م . وابتداء من عام 91م شهدت المؤسسة تطوراٍ كبيراٍ في بنيتها الأساسية الحديثة وذلك من خلال تشييد المباني التي تستوعب حركة النشاط والتطوير وإحلال آلات طباعية حديثة بدلاٍ من الآلات القديمة المتهالكة وإدخال وحدة التصوير الأوفست وتوفير آلة طبع (السورز) التي خصصت للأعمال التجارية وطباعة ملحقات الصحيفة وإدخال الصحيفة إلى شبكة الانترنت.
كما تعتبر دار الهمداني للطباعة والنشر مطبعة حكومية عامة تتمتع بالشخصية الاعتبارية وتتولى أعمال الطباعة الحكومية وتمارس نشاطا طباعيا تجاريا وقد أسهمت في معالجة مشكلة طباعة الكتاب المدرسي في الخارج.
وقد أنشئت دار باكثير للطباعة والنشر في عام 72م تحت اسم مؤسسة الشرارة للطباعة والنشر وأعيد ترتيب وضع الدار عام 96م وتصدر عن الدار منذ عام 1998م صحيفة شبام الأسبوعية.
كما تسهم الدار في النشاط الطباعي التجاري في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة.
قد يعجبك ايضا