حقوق الجار من أعظم ما أوجبه الإسلام
لم يسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أذى الجار رغم أنه سيد واعظم خلق الله فكان جاره يؤذيه ايما إيذاء فكان يضع الشوك في طريقه وأيضا زوجة هذا الجار كانت تضع القاذورات أمام دار رسول الله ولكنه صبر على اذاهم حتى اسلم جاره وكان يهوديا وقد روى أنه في احد الأيام غاب اليهودي عن فعله فاستغرب رسول الله عدم وضع القاذروات أمام بيته فسأل عنه وقيل له أنه مريض فذهب لزيارته واستغرب اليهودي من فعل رسول الله وقال له هو دينكم يأمركم بهذا فقال رسول الله: أجل فحينها أسلم وسلم من اذاه.
وقال عليه السلام عن الجار (لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
والكثير من الاقاويل تحكى عن الجار – الجار وان جار- الجار قبل الدار وجارك القريب ولا أخوك البعيد .. للمزيد حول الجار وحقوق الجار نستعرضه في الاستطلاع التالي:
رجاء محمد الخلقي
رغم الاحاديث والحكم والاقاويل الكثيرة عن الجار وعن أذاهم فقد تبين لنا مدى حقد وكراهية بعض الجيران لدرجة خيالية لا نتوقعها في هذا السياق قالت إحدى النازحات من صعدة: لم نسلم من جيراننا فكانوا دائما يضربون أولادنا دون أي سبب اضافة إلى أنهم كانوا يرمون الحجارة والاتربة إلى البقالة «الدكان» الذي كان مصدر قوتنا لم يكتفوا بذلك رغم التدخل الذي حصل من جيراننا الآخرين ولكن دون جدوى.
وتضيف بالقول: حاولنا ان نتركهم حتى ينسونا تماما ولكنهم ظلوا وراءنا ولا ندري ما السبب.. وفي احد الاعياد قام ابنهم برمي الطماش إلى وجه اخي مما أدى إلى فقدان إحدى عينيه عينه وحينها لم تستطع ولدتي التحمل أكثر فنزحنا إلى صنعاء قبل ثلاث سنوات.
الجار وان جار
اما ام رامي التي سعدت بهذا الحديث لتوصل رسالتها لكل الجيران حيث تقول: كنت ومازلت مجاورة للجيران بأحسن حال ولي خمس بنات وولد يعد اصغرهن والذي تقول انه كلما خرج للشارع ليلعب مع اولاد الجيران لا يدخل البيت إلا وقد لديها من الشكاوى ما يكفي حارة كاملة.. وتضيف بالقول: لا عجب من تصرفات الاولاد لأنه طبع الطفل المضرابة والخصام واحيانا جمع عصابات ولكن ما ادهشني فعلا هو تصرفات الاهالي.
وتستنكر بالحديث قائلة: الاولاد يلعبون كعادتهم واحد الايام قام ابني بضرب احد الاطفال وشكوا منه وأدبته وفي صباح اليوم التالي قمت على صياح ابني رامي لأرى دما على وجهه فخفت عليه واسعفته ولولا رعاية الله لكان ابني اعمى وحين رجعت سمعت طرق الباب فخرجت لاجيب الداعي ولم أر إلا جاراتي الثلاث جئن مباشرة لمجادلتي واستفزازي بغرض الدخول معي في عراك لا اعرف ما هذه الجرأة التي وصلن إليها غير مباليات لكل ما له علاقة بالحفاظ على حق الجار الذي وصانا به رسولنا الكريم.
واختتم بهذه القصة:
كان هناك جاران متحابان متعطفان مع بعضهما البعض وفي احد الايام استدان احدهما من شخص ولم يستطع ان يقضيه فطلب منه ان يصبر عليه ولكنه رفض فخرج من منزله ليعرض بيته للبيع فطلب مبلغا كبيرا وحين رأوا المنزل استغربوا كل هذا المبلغ فسألوه عن ذلك قال اني ابيع لكم جارا ثمينا فعلم جاره بقصته وقضى دينه.
الجار قبل الدار
وإلى ذلك قال العلامة عبدالخالق الشامي: ان الجار صمام امان لجاره وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى عليه وسلم وآله أنه قال» لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».
وحقوق الجار هي من أعظم الحقوق التي اوجبها الإسلام ويضيف الشامي بالقول: الجار قبل الدار كما يقول المثال.
وقد ورد عن رسول الله صلى عليه وسلم وآله في امرأة ان جمعا من أصحابه قالوا يا رسول الله:
«إن هذه المرأة كثيرة الصلاة والصيام ولكنها تؤذي جيرانها» قال صلى عليه وآله وسلم: «هي في النار».
قد يعجبك ايضا