قراءة في الرمزية والشخصيات

يشكل عالم الرواية الجذاب عالماٍ مغرياٍ وعصرياٍ باعتباره يناقش قضايا جريئة وقضايا تطرقها الرواية بشكل مختلف عن تناولها في موضوعات أخرى . وإذا كانت الرواية اليمنية بدأت تجايل عالمها بتناولها الحديث لقضايا وهموم إنسانية ملفتة فإن رواية ” لعنة الواقف  ” للقاص / بسام شمس الدين تعد من الروايات اليمنية التي ينصدم بها القارئ ويدخل عالمها بنوع من الجدية والاندهاش لاسيما وأن لغة الرواية لغة بسيطة عميقة إلى حد بعيد فضلاٍ عن القضية التي التقطها من الواقع السياسي والاجتماعي ليوظفها في عالم مختلف فيستغله الخطاب ليجسد مطامح سياسية وصراعات دينية علاوة عن صراع الخير والشر والاستغلال والاستبداد .
فقد أخذ النص الروائي ” قضية استغلال الوقف الديني الذي يحبس للخير ليوظفها في قضية إنسانية كبرى علاوة عن رسم الهوية اليمنية والخصوصية بشكل بسيط وواقعي مما يرسم قاصاٍ متمكناٍ يدرك ما يقول فقد رسم من خلال الوقف مآسي ومعاناة إنسانية وتحولات زمانية ومكانية ملفتة وفي القراءة سوف نتناول شيئاٍ من تلك الجوانب من خلال دراسة رمزية الشخصيات وتحولات المكان .
فعند قراءة رواية ” لعنة  الواقف” نكتشف الفنتازيا الخيالية التي كتبت بها الرواية خاصة والطريقة الفنتازية التي تربط الواقعي بالخيالي والواقعي بالماورائي لتعكس مدلولات ومضامين مدهشة تربط الرمزي بالأحداث المعاصرة لتكون رواية صادمة وعند التأمل في المكان ” المقبرة ” الذي يتعدى المكان الواقعي إلى المكان الرمزي العميق والذي تحول من القداسة إلى الازدراء ومن الخير إلى الشر ” إني ولدت في منزل صغير داخل مقبرة وإن قريتنا كذلك ولدت في مقبرة ولعل القرية دخلت في رحم المقبرة ورغم ذلك كانت الأمور تسير إلى ما يرام , عائدات الحقول وفيرة وضروع المواشي ممتلئة بالحليب والسمن ” صـ7
فهذا المكان الطبيعي مترع بالخير ووافر بالخير ” حقول وفيرة , سمن , وحليب ” وهذه رموز للخير في واقع متوازن ومستقر وطبيعي فكانت القرية والمقبرة في حالة من التلازم والذوبان الذي يعكس صورة القوة والخير فهذا الواقع المكان صورة لحالة من التواؤم والتآلف والعطاء فكان المكان هو المكان الخير وهنا يصور النص المقبرة والقرية ليعكس حالة من العلاقة الدنيوية والأخروية ” كانوا يتسللون بحذرهم يقرأون ” السلام عليكم دار قوم مؤمنين ” صـ8
وعندما يتحول المكان من الخير والعطاء إلى مكان للابتزاز والاستغلال فإن فنتازيا الصورة والسرد تعكس مقدار المعاناة والمآسي التي يكابدها الوطن والمكان ” وأتت الأجيال المجنونة المتحررة من أي التزام تأخذ بعض الشبان يتوسعون في الأرض الموقوفة ويبنون مساكن جديدة ” صـ16
من ذلك تحول المكان  من حالة الاتزان إلى حالة اللاعقلانية ومن حالة المقدس إلى اللااعتيادي وأقل وبذلك فقد المكان حالة الخير والقداسة والعقلانية إلى حالة من التهور والابتزاز والأطماع فذهبت القناعة ومن حالة الضمير الرقيب إلى ضياع الضمير إلى حالة من الانفلات وحالة من التدهور والانهيار للمكان الطبيعي والمكان الخيالي في عالم السرد فاختل التوازن وتكاثف الانهيار ولأن النص الروائي يرغب بتوظيف قداسة الوصية ليسقطها على الجانب الفنتازي والهذياني ليعطي النص واقعية سحرية تجعل المتلقي في حالة من الاندهاش ووظفها النص تقول ” وعلى من يعتدي على الأرض الموقوفة فلينتظر القليل من كل شيء ولتحل بداره الأحزان ” صـ
فحل التشاؤم والحزن والقحط بديلاٍ للخير ليحقق بالخيال الفنتازي أن المكان تحول إلى جثة ميتة حل عليها الشر والموت معاٍ ” إلى متى نظل نتجاهل أمر تفوق عدد كبير من البهائم حتى لا يكاد يمضي أسبوع دون أن نرى النسور وهي تحلق في سماء القرية ” صـ21
يحاول السرد أن يخلق في المكان حالة من التمرد والثورة من خلال التغير والتحول الذي آلت إليه أحوال المكان وذلك يبتبدد القداسة .
والمكان بالنص الروائي يحاول أن يرسم حالة من الصراع بين الشر والحق والباطل ” ها أنذا قد أنذرتكم من التمادي في تجاهل الأحياء أيها الأموات ” صـ31
مما سبق يلحظ المتلقي حالة من الصراع ما بين الشر المتمثل في موت الضمائر واستفحال الشر لذلك قد تحول الحي ميتاٍ والميت إلى حي بوصف أنانية الحياة المستغلة التي ابتزت كل شيء من جمال واستقرار وطمأنينة وإيثار فكان الخطاب السردي محذراٍ ” قد أنذرتكم من تجاهل الأحياء أيها الأموات ” لذلك تحولت شخصية ” جوهد ”  من شخصية الأمين للقرية إلى شخصية رمزية ترمز إلى كل أمين وتمثل الشخصية الاستبدادية حيث تحول الأمن إلى خوف والعلاقات المستقرة إلى صراع فكان الشخصية ” جوهد ” رمز المصالح الأنانية فجاء الخطاب السردي متحولاٍ فالأحياء أموات للضمائر الإنسانية لأن الخطاب يرمي إلى تعبد المكان واضفاء حالة من القداسة التي تبددت بفعل الإنسانية التي تلاشت ويشكل خطاب المكان معاني ودلالات في المتلقي لا تحد لعل أهمها تبدل وتحول العلاقات الاجتماعية بين الإنسان والإنسان والإنسان بخالقه والإنسان والمحيط المادي .
وإذا كانت المقبرة المكان في الرواية هي رمز الحياة ورمز الثورة والتمرد فقد تحولت من الموت إلى الحياة وتحولت القصور إلى موت .
” قالت عمتي قبول بشيء من التأثر : لن أبيت وحيدة في الدار , سأجهز لك الحجرة المجاورة لحجرتي , أنت تعلم أني امرأة وحيدة كبيرة السن , ويمكن أن أموت رعباٍ … كان الدار العتيق عالماٍ بحد ذاته فهو أول من اقتحم سكينة الموتى تاريخ بنائه مجهول , مؤلف من أربعة طوابق أرضيته ذات معتمة , تضم مدافن الحبوب وزرائب الحيوانات , وتطلب الحال بعض الوقت لاكتشاف ردهاته وغرفه المعتمة ” صـ32
لم يكن وصف الدار وصفاٍ عابراٍ لكنه وصف معتمد يسرد الخطاب من خلال تحول المكان وقيمته التاريخية وأدواره الضاربة وأهميته إلا أنه وصفه وهو خالُ من السكان ليرسم صورته بالمقبرة والقبر المظلم وتلاش أدواره إلا دوره في أذى الموتى ” هو أول من اقتحم سكينة الموتى ” وتعداد طوابقه يشير إلى شموخ مضى بوصف المتلقي يرسم سعته من ” الغرف , مخازن الحبوب والأعلاف ” فهو الوصف السردي يتخذ من هذا المكان رمز مكان الحكم خاصة والسرد يقول ” تطلب الحال وقتاٍ لاكتشاف ردهاته وغرفه ” ليعكس سرية وأسرار المكان فكان مقر الحياة ويضفي النص على المقر شخصية العمة ” قبول ” ليشير إلى أصالة المكان وصرامة التوارث العائلي ويشير إلى انقطاع التناسل ليعمق صورة المكان ليكون رمز المقبرة والموت المجازي وهذا النص يتعالق مع قصيدة ” رسالة من مقبرة ” .
للسياب التي تقول :
” من قاع قبري أصيح
حتى تئن القبور
من عالم في حفرتي يستريح
مركومة في جانبيه القصور
وفيه مافي سواه
إلا دبيب الحياة
حتى الأغاني فيه , حتى الزهور
والشمس إلا أنها لا تدور
من عالم من قاع قبري أصيح
لا تيأسوا من مولد أو نشور ”
ويأتي السرد ليؤكد هذا التعالق والتناص مع النص خاصة أن قصيدة السياب تضفي وترسم على القصور ” الأغاني , والزهور ” وهذه حياة زائفة ويسلبهم في قصورهم ” الحياة والحرية ” ” إلا دبيب الحياة , والشمس إلا أنها لا تدور ” ويأتي وصف المقبرة المكان ليتعالق مع السطر الأخير من نص السياب ” لا تيأسوا من مولد أو نشور ” لتكون المقبرة رمزاٍ للثورة والميلاد والتجدد لتكون المقبرة رمزاٍ للوطن  وللشعب .
” صباحاٍ انتشر البناء وكشف الأهالي عما انتابهم من ذعر , فقد أجفلت المواشي , وصالت تخور , ثم انطلقت تهيج وتتحرك وتنطح أبواب زرائبها لقد حلموا جميعاٍ بالحلم الرحيب , وهو أن العظام التي كنت أجمعها استحالت هياكل آدمية مكتملة التركيب تزحف نحو القرية بأعداد كبيرة حتى احتلتها في طرفة عين , وسرعان ما أطبقت عليها وحاصرت المداخل والأزقة وقذفت بي وعمتي خارج المدار وطردت الأهالي من منازلهم وسرى الرعب أوصال الجميع وأمين القرية ” جوهد ” وبدأ يقلل من شأن الرؤيا .
” الأموات لا يمكن أن تفعل شيئاٍ ” واستمر في التهوين من أجل طمأنة الناس ” صـ34 .
ومن خلال ما سبق : النص يرسم حالة من التحول ويوظف المقبرة ليجسد صورة من التمرد وصورة من الاضطهاد فكانت حياة المقبرة هي الحياة باستحالة العظام هياكل آدمية ليصور تمرداٍ ورفضاٍ جاء من أعمال الاضطهاد والتجاهل ليصور حالة من الصراع السياسي والطبقي وإن كان الخطاب يبحث عن التحول من أعمال الموت فهذا يشي بالتحدي والإيمان بالمبدأ والغاية إلا أن المضمر فيه طبقية وفوقية وتمايز رهيب بوصف النص يقلل من شأن أهالي بوصفهم رمزاٍ للشعب الذليل فالسرد يقول ” أنا وعمتي ” وهم في القصر والبقية يسكنون ما بين الأعواد والأعشاب والمنازل البدائية .
إلا أن النص نجح في رسم صورة الحاكم من خلال ” جوهد ” حين أتى ليطمئن الناس وهذا شأن الحكام ليتأتى الاستقرار وكانت الفنتازيا فيها سحر الواقع والخيال ليتحقق للنص حالة من الجذب والتردد الفني واللافت أن يأتي الصراع في المكان من تكرار كوابيس وأحلام الأهالي وتمادي ” جوهد ” في استغلال المقبرة وأوقافها واستغلال ربيع الأوقاف لمصلحة الفرد واستغلال النفوذ للثراء على حساب مصلحة العامة ” أمين القرية اقتحم المقبرة وحطم قبورها ونثر هياكل الموتى هنا وهناك , لقد فعل بواسطة الآلة ذات الجنازير , ولم يحل أحد دون الاعتداء السافر ” صـ37
من خلال ما سبق يمكن أن الخطاب يرسم قضية عامة وهي قضية استغلال الأوقاف والإخلال بل التعدي على مبادئ دينية مقدسة ليتحول المقدس إلى الأمر الأقل من الاعتيادي ولكن النص من خلال ذلك يصور الصراع السياسي والطبقي والخير والشر والحق والباطل فحين يصف جرف المكان المقبرة فهو يصف جرف الحق وإضاعة معالمه وقمع المطالبة بالحياة وضياع العدالة والمساواة ويصور حالة من الاستبداد والهيمنة ” لم يحل أحد دون الاعتداء السافر ” ولأن الكوابيس تكرر ليلاٍ فقد تحول الزمان ليترافق مع تحول المكان ولم يكن التحول على سبيل إضافة التأزم والصراعات للنص فحسب بل يرغب النص أن الزمان والمكان بلغا حالة من العقم فوصل الخير الشامل إلى عقم شامل في كل شيء ” راج الخبر في قريتنا بأن الموتى لا تخرج من مراقدها إلا في الظلمة , وهكذا اضطررنا إلى تغيير جدول أعمالنا ومن ثم اندفعنا نحو السهر والاجتماعات الليلية … ومهما يكن فقد حدث فضلاٍ عن مشاكل أخرى عن هذا كروتين الجديد فالبقر لم يرق لها اختلاف مواعيد إطعامها , فخف وزنها وشح حليبها , وقطعان الأغنام حبيسة ملائجها حتى وقت من الظهيرة والديوك والدجاج تصيح بغضب ” صـ 52
والقارئ من خلال هذا التأزم الذي بلغه المكان يشير إلى حالة من الاضطراب الزماني والمكاني الذي انعكس نفسياٍ ومعيشياٍ على المكان فبلغ حالة من اليأس والعقم انعكس على الناس مما يفضي إلى حضور التخلف والقهر وغياب النور والحرية وإن حالة التمرد والثورة بدأت تؤتي أكلها وأيضاٍ يرسم النص التحول الزماني في أخلاق الناس من الالتزام إلى اللامبالاة ومن الخير إلى الشر والسقوط اللاأخلاقي عن عادات المكان وتقاليد الزمان لذلك كان الزمان والمكان متحولان عن الواقع ولهم دلالته ولهم غموض الحياة والكون وتحولاتهما ويتلون بألوان الذات ويتضح ذلك من خلال شخصية ” سعد المسفل ” والذي يعتبر شخصية فنتازية ورمزية وسفيراٍ لمطالب الموتى التي حولت المكان والزمان إلى اضطراب وإقلاق حيث طرح شروطاٍ لانتهاء ولنهاية الكوابيس والأحلام . ” سعد المسفل أخبر الجميع ” بما اسفرت رحلته : لقد وضع الأموات شروطاٍ قاسية وباهظة ” على أمين القرية أن يتخلى عن حقل البن لأنه جزء من الأرض الموقوفة أغتصبه أجداده القدامى إخلاء المنازل الجاثمة فوق الأراضي الموقوفة وتنظيف المقبرة من الأوساخ والمخلفات , والشرط الأخير وبناء سور يحيط بالقرية من جميع الجهات بحيث يستعصي اقتحامه “.
سمع أمين القرية جوهد التقرير الحاسم , صاح باستياء إنها مؤامرة لتجريدي من أخصب الحقول .
قالت قبول : إذا كان خروجي من الدار كفيلاٍ بعودة أن أقبل سنبني على أرضنا مساكن صغيرة سأتكفل بأرض للأهالي . نحن مجبرون على ذلك ” صـ92
ومما سبق يقرأ القارئ التحول للمكان والزمان معاٍ بتجسيد شخصية ” سعد المسفل ” وطرح شروطه نجحت غايات الموتى الأحياء الذين يطالبون بالحق المستلب وهو حقل البن الذي يرمز لغير الوطن والمكان وتحولت المقبرة إلى الحق المطمور والمطموس الذي يجب أن تعود له ملامحه وكانت المنازل وأزالتها ترميزاٍ للتوازن وأبعاداٍ للمصالح وكانت شخصية ” قبول ” هي رمزاٍ للحاكم الداهية المنتظر عودة الحق لأهله لذلك تحرر المكان ولم يتحرر الإنسان بوصف مبادرة ” قبول ” بالأراضي لبناء المساكن عودة للاستبداد واستغلال الإنسان بطريقة أخرى ” ويبنون مساكن صغيرة في أرض لم يحدد ثمنها ولم يأخذوا فيها أي عقد أو وثيقة تمليك , وكل ما يتعلق فيها معلوم ومحدد باتفاق شفهي ولكن عمتي قبول جعلتني فيما بعد أكتب صيغ مبايعة أملتها علي , ثم عرضتها على الأهالي فوافقوا للتو لأن المبالغ ستسدد إليها على أقساط معلومة القيمة والزمن ” صـ 99
وإذا كانت الرمزية كثيفة في النص ولها مقاصدها الاجتماعية والسياسية والعصرية فإن النص اتخذ من شخصية ” ناصر ” خادم المقبرة رمزاٍ للباحث عن الحق والمساواة والعدالة وهي شخصية ممتدة تعد بطل الرواية فقد ناصرت الموتى وجمعت رفاتهم بالنايلون لتعكس الصراع والنضال بغية تحقيق الحق والحلم وكان يعتبرها ” جوهد ” رمزاٍ للشؤم إلا أنها في النص رمز الحق والسلام والثورة والخير لإعلاء مبادئ العدالة والمساواة إلا أن جمعها للرفات وتقديسها له يعتبر تقديساٍ للسلالة وتعصباٍ لطائفة فلم تكن الشخصية محايدة إلا من باب إسقاط العتاب وحين رسمت ” قبول ” أيضاٍ بنوع من الدهاء الاستبداد والسلطوية وحين لم تخف مطامحها في دخول الدار والحصول على ميراث العائلة ” أليس للظلمة في هذه القرية نعم جزيلة , وأقلها أنني استطيع الوقوف على سطح الدار العتيق دون أن يراني أحد ” صـ94
وحاول النص أن يخفف من ذلك التقديس من خلال خطاب عمته قبول ” اطمئن , هناك الكثير : سيؤول لك كل شيء ولن تخرج الأرض عن ملكية العائلة على الأقل لبعض الوقت ” صـ95
وحاولت الشخصية أن ترسم العدالة والحياد من خلال احتضان عماد بن جوهد ومساعدة وأسرته منن خلال بناء منزلُ لهم في القرية والتغاضي عن أفعال والده في الماضي ” هجرت , نعمة ” وأولادها منزلهم في القرية لتنضم للقرية الجديدة الوليد وقد أنفقت
المال الذي حصلت لقاء الحقول في بناء منزل متواضع بالقرب من دارنا ” صـ175 وشخصية ” ناصر الرمزية ” شخصية عاشت أربعين عاماٍ دون زواج لتكرس في المتلقي شخصية النضال وإن الزواج الحقيقي هو الالتقاء والاحتضان مع الحلم الذي فني العمر من أجله وهو الوصول لحالة من العدالة والحرية ولأن شخصية عزيزة كانت معادل للحلم الواقعي بالزواج والحلم بالحرية فإن النص عكس بلوغ الحلم واحتضان الحب والحرية ” أريد أنثى للزواج ” اشتهيك أنت ياعزيزة , سأفكر في ذلك أجابت بفرح وتورد خداها ثم صمتت ” صـ272
ولأن الصراع في المكان كان قائم على الزيف والاستغلال فقد كانت ” شخصية الفقيه / عبد القادر / خادم المسجد وأمامه رمز الزيف والكذب والاستغلال للدين ” ” ” الفقيه عبد القادر هو موظف وهو يشرف على مسجد القرية ويتقاضى غلال الوقف الخاص بالمسجد كي ينفقها على شؤون الاضاءة والنظافة والترميم , ويشاع أنه لا ينفق سوى الشيء اليسير من غلال وقف المسجد فأهل الخير يتكفلون بتغطية معظم النفقات ” صـ48
فإذا كان ” جوهد ” رمز الاستغلال المالي والسياسي فإن الفقيه رمز الاستغلال الديني والسياسي ليعكس النص أن الصراع في المكان سياسي ديني وصراع أفكار وأيدلوجيات لذلك كان موت الفقيه بطلقة رصاص من مسدس ناصر يشير للدكتاتور الخفي .

قد يعجبك ايضا