علماء ينتقدون إقحام آل سعود للسياسة في أداء شعائر الله

عدم تجاوب السلطات السعودية مع وزارة الأوقاف بخصوص تسهيل مهام الحجاج بزيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة ومناسك الحج شكل صدمة وضجة كبيرة واسعة في صفوف الحجاج اليمنيين أمام الرأي العام بتسييس الدين والحج وحصره تحت منابع فئوية ومناطقية وتصفية حسابات .. علماء ودعاة يستنكرون ووزارة الأوقاف تشجب وتندب والسلطات السعودية لا حياة لمن تنادي.

الحاج قاسم يحيى هاشم من الأشخاص الذين عزموا الحج لهذا العام, موضحاٍ أنه قام بالتجهيزات الكاملة للحج بالقول: لقد عزمت الحج لهذا العام منذ موسم الحج للعام الماضي لما لذلك من وجوب علينا كمسلمين لزيارة بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا فقد رأيت في نفسي الاستطاعة واصطحاب زوجتي أيضاٍ وقد مضينا في البدء باستخراج الجوازات والتنسيق مع وكالات الحج إلا أننا نفاجأ بالعدوان الغاشم على بلادنا من قبل آل سعود حكام المملكة العربية السعودية وإدخال البلاد في حرب لا نعرف سببها وما لم نكن نتوقعه هو التمادي لهذا العدوان حتى وصل به الدرجة أن يمنعنا من أداء مناسكنا وشعائرنا الدينية تحت أسباب وذرائع ما أنزل الله بها من سلطان.
ومضى يقول مستنكراٍ: هل صارت بيت الله حكراٍ على دولة أو ملوك يسيرون ذلك حسب رغباتهم وأهوائهم ومتى كان الحج مسيساٍ ولا نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
تسييس الحج
ويوافقه في ذلك حمود السياغي – موظف – بالقول: هي فاجعة بحق ديننا الإسلامي أن يتم تسييس الحج وجعله تحت أطر مناطقية وطائفية وسياسية.
وأضاف فبعد أن عزمنا أداء فريضة مناسك تفاجأنا بعدم وجود أي تجاوب من السلطات السعودية لإنجاح عملية الحج هذا العام وبالتالي مع الكثير من الحجاج اليمنيين من الدخول إلى أراضيها إلى الآن ولم نسمع أي تجاوب.
حرمة المنع
وفي هذه الزاوية يستهل العلامة إبراهيم العلفي حديثه بقوله تعالى (وِلله عِلِى النِاس حجْ الúبِيúت مِن اسúتِطِاعِ إلِيúه سِبيلاٍ) وقوله (وِأِذن في النِاس بالúحِج يِأúتْوكِ رجِالٍا وِعِلِى كْل ضِامرُ يِأúتينِ من كْل فِجُ عِميقُ ليِشúهِدْوا مِنِافعِ لِهْمú وِيِذúكْرْوا اسúمِ اللِه في أِيِامُ مِعúلْومِاتُ عِلِى مِا رِزِقِهْم من بِهيمِة الúأِنúعِام) .
وأضاف: عجبنا من تجاهل المملكة العربية السعودية بشأن تسهيل مهام الحجاج اليمنيين لأداء فريضة ومناسك الحج ولم نعلم سبباٍ حول هذا التجاهل والإعراض من دون وجه حق وأي جرم يرتكبه هؤلاء بحق حجاج بيت الله الحرام قصدوا مكة محرمين تائبين مخلصين طالبين رضا الله ووجهه الكريم ولا يجوز لكائن من كان منعهم أو عرقلتهم تحت أي الذرائع فإذا كان منع الناس من أداء عبادتهم في المسجد من الأعمال العظيمة فما بالكم بمنعهم من أحد أركان الإسلام التي بني الإسلام عليها لقوله تعالى (وِمِنú أِظúلِمْ ممِن مِنِعِ مِسِاجدِ الله أِن يْذúكِرِ فيهِا اسúمْهْ وِسِعِى في خِرِابهِا أْوúلِئكِ مِا كِانِ لِهْمú أِن يِدúخْلْوهِا إلاِ خِآئفينِ لهْمú في الدْنúيِا خزúيَ وِلِهْمú في الآخرِة عِذِابَ عِظيمَ).
وقال: وهنا نقول للملكة أبعدوا شعائر الله عن التسييس والمناطقية والطائفية اتقوا الله في دينه واتقوا يوما لا ينفعكم فيه مال ولا بنون ونتمنى سرعة التفاعل العاجل لتسهيل مهام الحجاج للوصول إلى بيت الله الحرام.
تأخر الموافقة
ومن وزارة الأوقاف يفيدنا فؤاد الصياد – رئيس قسم المؤاتمرات الدولية بالوزارة بالقول: نتيجة للأحداث التي تشهدها البلاد من صراع داخلي وفراغ سياسي ونتيجة لظروف الحرب التي تقودها السعودية على الأراضي اليمنية فقد صعب مهمة نجاح موسم الحاج لهذا العام لأن موافقة المعنيين في المملكة جاءت متأخرة بشأن دخول الحجاج اليمنيين لأراضيها وقد تبع ذلك تخوف أصحاب وكالات الحج من استئجار مساكن للحجاج في حال لو لم تأت الموافقة وحقيقة الأمر أن السعودية تماطلت بشأن هذا الموضوع تحسبا منها وتخوفاٍ لأي مشاكل أو أمر قد ينجم أثناء تسيير وتفويج الحجاج وكأنها تأخذ بالمثل السائد الباب الذي تجي منه الريح سده واستريح إلا أن المسؤولين اليمنيين هناك بالمملكة ممثلين بالأخ الوزير ووكيل قطاع الحج قد حاولوا جاهدين اللقاء بالاخوة في السعودية و لم يجدوا أي اهتمام وكون الأمر متعلقاٍ بالوقت ومن إجراءات تسبق هذه كله .. وهذا عموما ما نتج عنه وأدى إلى تضاؤل الأمل في تفويج الحاج لهذا العام.
إيضاح
هذا وقد أوضحت وزارة الأوقاف في بيان حصلت « الثورة» على نسخة منه لها سبب عدم تجاوب السلطات السعودية مع الوزارة بخصوص الحجاج بالقول: أنه لم يتم الرد رسميا من الجانب السعودي على المطالب التي تقدمت بها الوزارة وما تلقيناه مجرد وعود وتطمينات من بعض الجهات والقيادات المعنية في شؤون الحج في المملكة تناقض بعضها بعضاٍ وقد وصلنا إلى الأيام الأخيرة من شهر ذي القعدة وهناك مهام لازالت متبقية متعلقة بخدمات الحجاج وتحتاج لأسابيع لإنجازها الأمر الذي يدل وبما لا يدع مجالاٍ للشك على عدم التجاوب من قبل الجهات المعنية في المملكة بشؤون الحجاج وسيؤدي إلى عرقلة الحجاج اليمنيين للفريضة هذا العام.
وأكدت الوزارة أنها قامت بوضع جميع الترتيبات الداخلية والخارجية لأعمال موسم الحج 1436هـ وبجهد وتفانُ منقطع النظير رغم كل المعوقات الكثيرة والهائلة, وفي ظل أوضاع استثنائية بالغة التعقيد وتم التواصل مع الجانب السعودي منذ وقت مبكر بشأن استكمال الإجراءات والخدمات المقدمة للحجاج اليمنيين وتم مطالبته بمراعاة الوضع الاستثنائي الذي تمر به بلادنا ليتمكن الحجاج اليمنيون من أداء النسك هذا العام بكل سهولة ويسر والتزمت الوزارة للجانب السعودي بتنفيذ جميع الضمانات والإجراءات والشروط التي يتطلب تنفيذها في سبيل أداء اليمنيين للمناسك بكل سهولة ويسر إلا أنه لم يتم التجاوب معها حتى الآن.

قد يعجبك ايضا