بعد يوم حافل من التظاهرات الحاشدة غير المسبوقة في تاريخ لبنان حيث تجمع الاف المحتجين من كافة الاطياف السياسية والاجتماعية والتي جاءت على خلفية أزمة تراكم النفايات في جميع المناطق والمستمرة منذ أكثر من شهر وفي خضم هذه الاحداث التي لم تخل من الطرائف ابدع المتظاهرون اللبنانيون في تظاهراتهم بالتهكم على السياسيين وزعماء الاحزاب وعلى الوضع السياسي في البلد ككل وظهرت حالة الاستياء من فشل الساسة والحكومة في مكافحة الفساد كما اتسمت هذه الاحداث بطرائف وهي ارتداء المحتجين “حفاظات” فوق ملابسهم في اشارة إلى رائحة الفساد المستشري في البلاد.
ولم تكن هذه الازمة وليدة اللحظة بل ولدت من رحم الأزمات السياسية المتراكمة التي يعيشها لبنان.
وفي هذا السياق أمهل نشطاء لبنانيون مساء أمس السلطات ثلاثة أيام لتنفيذ مطالبهم بمساءلة المتورطين في الفساد والبدء بإخراج البلاد من ازماتها وذلك في ختام مظاهرات حاشدة شهدها وسط بيروت مهددة بالتصعيد ابتداء من غد..
وانتهت السبت مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين اكتظت بهم ساحتا الشهداء ورياض الصلح وسط العاصمة بيروت للمطالبة بمحاسبة المسؤولين اللبنانيين “الفاسدين”.
واختتمت المظاهرة التي دعت إليها حملة “طلعت ريحتكم” وشارك فيها حوالي 100 ألف متظاهر بمنح المسؤولين اللبنانيين مهلة 3 أيام للاستجابة لمطالبها بمحاسبة المسؤولين عن الفساد وبدء العمل على إيجاد حلول لإخراج البلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها منذ عشرات السنين.
الإعلان عن انتهاء التحرك لم يمنع العشرات ممن أصروا على البقاء أمام السياج الشائك في ساحة رياض الصلح مطلقين شعارات حادة منددة بالحكومة اللبنانية في حين أصر عدد قليل من الملثمين على اقتحام السياج ورشق عناصر الأجهزة الأمنية بالحجارة والمفرقعات الكبيرة.
وبعد أكثر من 3 ساعات من هذه المحاولات ومغادرة عدد كبير من المتظاهرين عمدت قوات مكافحة الشغب بعد بث عدة تحذيرات عبر مكبرات الصوت بضرورة مغادرة المواطنين الساحة الى التعامل مع “المشاغبين بالطرق المناسبة” دون وقوع أي اشتباك.
واعتقلت الأجهزة الأمنية عددا من الذين شاركوا بأعمال شغب بعد أن أغلقت كل الطرق المؤدية لساحة رياض الصلح”.
وكان عشرات الآلاف من اللبنانيين قد تجمعوا السبت في وسط العاصمة اللبنانية وعلى مقربة من السراي الحكومي (مقر الحكومة اللبنانية) ومبنى البرلمان وحملوا الأعلام اللبنانية ولافتات تندد بـ “الفساد”.
وسار المتظاهرون من أمام مقر وزارة الداخلية في منطقة الصنائع إلى ساحة الشهداء فيما نظم فريق من المتظاهرين مسار التظاهرة وحركة السير في الطرق التي ستمر بها لينضموا بعدها إلى ساحة الشهداء.
كما ردد المتظاهرون هتافات مثل “الشعب يريد إسقاط النظام” و”يسقط حكم الأزعر (أي الفاسد)” ومطالبين كذلك بإجراء انتخابات نيابية ورئاسية.
وتشهد العاصمة اللبنانية منذ 22 أغسطس الجاري تظاهرات حاشدة يشارك فيها الآلاف مطالبين بحل أزمة تراكم النفايات في العاصمة والقضاء على الفساد وصولا إلى استقالة الحكومة.
وأزمة النفايات في بيروت هي المحرك الرئيسي للاحتجاجات الحالية في العاصمة حيث دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة مع اعتماد الدولة حلولا مؤقتة تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة تهدد الصحة العامة بحسب مصادر طبية.