مما لاشك فيه أن الحروب والكوارث الطبيعية ينتج عنها أوضاع إنسانية تستدعي التكافل والتراحم فيما بين أفراد المجتمع الواحد وأيضا بين شعوب الأمة الواحدة وكذلك بين مختلف الأمم والشعوب وما يتعرض له شعبنا اليمني من عدوان غاشم وسافر من قبل السعودية يتطلب منا جميعا أن نكون صفا واحدا ويدا واحدة لمواجهة العدوان وآثاره على مختلف الصعد والمستويات.
ومما لا شك فيه أن أهم ما يقتضي التراحم والتعاطف بين الناس حاليا وفي هذا الظرف الدقيق بالذات وفي شهر رمضان المبارك خاصة هو أن نكون أكثر قربا من بعضنا البعض والإيثار في الغذاء والكساء وكل متطلبات العيش حيث ان ما نشهده لدى البعض من تدافع على شراء المواد الغذائية والمشتقات النفطية ومحاولة خلق أزمات جديدة فوق ما نحن فيه لا يمثل الأخلاق الحقيقية التي عرف بها شعبنا اليمني على مدى تاريخه القديم والحديث وإن ما يحصل يعتبر ثقافة دخيلة على مجتمعنا الذي كان وسيظل دوما سباقا إلى المكرمات والخير فكم شاهدنا قوافل الخير والعطاء التي جاد بها أبناء اليمن سواء لبعضهم البعض أو لإخوانهم وأشقائهم من العرب والمسلمين أو للشعوب الأخرى التي تعرضت لحروب وكوارث وأزمات ومجاعات.
ما أريد طرحه هنا وفي هذا المقام هو النداء لأبناء شعبنا اليمني العظيم والصابر للعودة إلى وضعهم الطبيعي المعروف عنهم وقت المحن والشدائد والمتمثل في تغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة ومن كان يشتري سابقا كيسين قمح يكتفي بكيس أو بنصف ويترك الباقي للآخرين ومن كان يشتري ثلاث اسطوانات غاز يكتفي باسطوانة وترك الباقي لمن يحتاجها وهكذا فالتزاحم الشديد الذي نشهده في محلات المواد الغذائية ومحطات الغاز والبترول ومحاولة شراء مواد أكثر من الحاجة ليس من أخلاقنا كيمنيين وبالتالي لا بد أن يكون لدى كل منا إحساس بالآخرين وحاجتهم فهناك من لا يستطيع الوقوف أمام المحلات والمحطات وهو في أمس الحاجة إلى الغذاء والبترول والغاز وغيره وبالتالي فمن يأخذ أكثر من حاجته يرتكب إثما لأنه يأخذ حق الآخرين.
كما أن على الجهات والسلطات المعنية ضرورة العمل للقضاء على الظواهر السلبية التي ظهرت مؤخرا وفرض النظام على الجميع ومعاقبة كل من يحاول الحصول على أشياء فوق حقه وتوفير كل ما تقدر عليه من أجل المواطن وعلى اعتبار أن هناك بعض الناس الذين يحاولون إحداث فوضى وبلبلة سواء كان ذلك بغباء من البعض أو بخبث نوايا لأن هناك من يعمل على خلق الفوضى بسوء نية ولن يردعهم سوى استخدام القوة وترتيب الأمور وتنظيمها حتى لا يستطيع أولئك البعض استغلال ما يحدث لمأربهم الخاصة وتحقيق أهداف العدو الذي يتربص هو وطابوره الخامس باليمن واليمنيين.
أعتقد أن هذا الموضوع في غاية الأهمية فالتراحم في الشدائد وإحساس الناس بعضها ببعض من أسمى معاني الشعور الايجابي الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف كما أنه حث على ضرورة تقارب النفوس والتراحم وتغليب معاني الألفة والترابط بين أفراد المجتمع وذلك بما يسهم في التغلب على ما نحن فيه من أزمات ومحن وشدائد والوقوف في وجه العدوان وحصاره الظالم الذي يفرضه على الشعب اليمني في محاولة منه لتركيعنا وإذلالنا ولن نتمكن من التغلب عليه إلا بتراحمنا والوقوف معا سواء في الجبهة العسكرية أو الاجتماعية أو غيرها وسينصرنا الله على من اعتدى علينا دون وجه حق ورمضان كريم.
قد يعجبك ايضا