كشفت منظمات زراعية وخبراء في الموارد الوراثية والأغذية عن تعرض مناطق زراعية واسعة في اليمن للحرق والتدمير جراء استهدافها من العدوان السعودي مؤكدين أن عمليات إحراق تتم للأراضي الزراعية في محافظتي صعدة وحجة عمران ولحج وعدن وتعز وذمار وإب مما أثر بشكل مباشر ليس على التربة بل على الموارد الوراثية لتلك المناطق في شقيها النباتي والإحيائي فيما قال خبير أكاديمي: إن معظم بنوك الجينات في اليمن محفوظة في ثلاجات ويخشى أن يؤدي انقطاع الكهرباء عنها في هذه الفترة العصيبة جراء العدوان إلى تلفها وهو امر يدعو للتحرك الجاد لانقاذها فما لم يدمره العدوان سيدمره انقطاع الكهرباء.
مؤكدين أن اليمن تعتزم إبلاغ منظمات “الفاو” واليونسكو عن رصد لتآكل وراثي حصل لمجموعة من المحاصيل في الفواكه والحبوب .
ويخشى الخبراء من أن تؤدي هذه الهجمات والأعمال العدوانية الممنهجة للقضاء على أصناف وموروثات إحيائية ونباتية غاية في الأهمية والتكوين البيولوجي للبيئة اليمنية .
وكانت اليمن قد عانت فعلا من تدهور في مواردها الوراثية في السنوات الأخيرة وأشار الخبراء إلى أن أخطرها ما يتعلق بصنف الدخن والقمح ثنائي الحبة الأمر الذي يضر بمكانة اليمن الاقتصادية ومنتجاتها التاريخية حاليا ومستقبلا.
وتعمل الجهات المعنية اليمنية حاليا على بلورة مسودة الاضرار والخسائر البيئية للقيام بإبلاغ الجهات الدولية بما تتعرض موارده الوراثية من مصاعب لكن الخبراء يؤكدون أن التدمير السعودي للبيئة اليمينة عبر التدمير بمختلف أنواع الأسلحة خصوصا تلك المحرمة دوليا قد يؤدي لخسارة الموروث الوراثي لليمن بشكل متعمد كما يحدث للأراضي الزراعية في السهل الساحل لمحافظة حجة ووديانها الوسطى والهضبة وفي محافظة صعدة بسهولها ومدرجاتها .
وتعد اليمن من أغنى بلدان شبه الجزيرة العربية بالمصادر الوراثية النباتية الزراعية والغذائية نتيجة لتنوع نباتاتها التي تصل إلى ما يزيد على ألفين و900 نوع تنتمي إلى 175 عائلة نبات مسجلة محلياٍ قالت منظمة “الفاو” إن اليمن يعد ضمن اكبر الدول المستهلكة لمحصول العصفر بعد الهند وألمانيا واليابان وهولندا وأمريكا وهو زهرة تسمى القرطم المصبوغ من الفصيلة النجمية ويستعمل لصبغ الأكل وله فوائد طبية.
وأشارت إلى أن اليمن من ضمن البلدان التي يجب أن تتموضع فيها المواقع أو المناطق المقترحة ذاتالأولوية لمحصول اللوبيا على وجه السرعة.
ويشيد التقرير بجهود اليمن لحفظ موارده الوراثية في البنوك الوراثية الحقلية لديها حيث تضاعفت المدخلات وتم إدخال 4000 مدخل من النجيليات والبقوليا تبشكل أساسي إلى مجموعتها الوطنية.
ويتحدث التقرير أن اليمن وإثيوبيا والأردن وأفغانستان بدون استثناء يطبقون أنظمة لدعم وتعزيز إنتاج البذور ونظم توريدها اعتماداٍ على المجتمعات بالإضافة إلى شركات البذور القائمة على القرى كمحاولة لزيادة إنتاج البذور ذات الجودة العالية.
وتلعب الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة دوراٍ متنامياٍ في الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية يعدْ وجودها مسألة جوهرية في تكثيف الإنتاج الزراعي المستدام وضماناٍ لمصادر المعيشة لنسبة كبيرة من النساء والرجال الذين يعتمدون على الزراعة .
وكان التقرير الوطني الذي أعده نخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال الأصول الوراثية بالجامعات والباحثين من وزارة الزراعة والري قد أشار إلى أن العديد من المصادر الوراثية النباتية والزراعية في اليمن مهددة بالانقراض والتلاشي وأوصى بضرورة إعداد برنامج فاعل لتوثيق وحفظ الأصول للموارد الوراثية المختلفة باعتبارها ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها وفي الوقت الراهن يعتقدون إن العدوان السعودي بما يستخدمه من أسلحة محرمة دوليا سيؤدي لتدمير ممنهج للبيئة والموارد الوراثية دون شك .
ولفت إلى أن تحسين استخدام المصادر الوراثية النباتية في الغذاء والزراعة يسهم في تعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي ورفع قدرته على الاستجابة لتحديات الأمن الغذائي .
ووفقا للتقرير فإن برامج تحسين المحاصيل الغذائية في اليمن لعبت دوراٍ هاماٍ خلال السنوات العشر الماضية في رفع غلة المحصول واستدامة الإنتاج وأن ما تم جمعه وحفظه من الموارد الوراثية أصبحت متوفرة لمربي النباتات وغيرهم من الاختصاصيين الآخرين العاملين في برامج إدارة المحصول في القطاعات المختلفة المعنية الأمر الذي ساعد على إطلاق الأصناف المحسنة للمحاصيل المختلفة الموجهة للتغلب على معوقات الإنتاج ما أسهم في تحسين الأمن الغذائي في البلاد كما تشمل الموارد الوراثية النباتية والحراجية و الموارد والحيوانية والمائية وكذا الموارد الوراثية للكائنات الحية الدقيقة للأغذية والزراعة .
ويقول التقرير إن معظم بنوك الجينات في اليمن لا تزال تعتمد على ثلاجات صغيرة الحجم باستثناء مركز الموارد الوراثية الوطنية في الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي وكلية الزراعة جامعة صنعاء. ويؤكد أن معظم مرافق التخزين في حاجة جدية إلى صيانة وتطوير بالإضافة إلى تدريب الموظفين العاملين في وسائل الصيانة المناسبة للمرافق العامة .
أهمية الأصول الوراثية
وتلعب المصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة دورا هاماٍ في تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي ولقد حافظ المزارعون اليمنيون على هذه المصادر وأغنوا تنوعها حيث قاموا باقتنائها واستخدامها وحفظها .
وبهدف مواجهة الطلب المتزايد باستمرار للأجيال الحالية والمستقبلية وتلبية احتياجاتهم من الغذاء فإن كثيرا من الدول قامت بتبني سياسات وإدارة استخدم كفؤة للمصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة بما يساعد في حفظها وحمايتها من الانقراض .
وبحسب خبراء وباحثين في مجال الزراعة فإن المصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة تستخدم لإيجاد أفضل الأصناف المناسبة لظروف بيئية معينة كما تستخدم لزراعة محاصيل مختلفة في أقاليم البيئات الزراعية المختلفة وتستخدم المصادر الوراثية النباتية للغذاء والزراعة لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية لاسيما محاصيل الحبوب الغذائية بمختلف أنواعها .
البصل الأحمر
تثبيت البصمة الوراثية للبصل الأحمر اليمني مهم جدا حيث يوضح الدكتور عبدالله علوان نائب رئيس هيئة البحوث الزراعية أن وزارة الزراعة والري عندما اكتشفت أن محصول البصل الأحمر يصدر من قبل بعض الدول العربية التي تنسب أصوله الوراثية لها عملت من خلال الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي على تثبيت البصمة الوراثية لمحصول البصل الأحمر وتسجيلها في منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) بحيث لا يمكن لأي دولة أخرى ان تنسب الأصل الوراثي لهذا المحصول إليها.
المراكز الوراثية في اليمن
هناك العديد من مراكز حفظ المصادر الوراثية في اليمن لكنها تقريبا تهتم في المصادر الوراثية للمحاصيل الزراعية وقد ازداد عددها من 7 في سنة م1996 إلى 22 في سنة 2006م. كما ان هناك مراكز عالمية لجمع الأصول الوراثية للمحاصيل الزراعية.
في محاولة لإنشاء موارد وراثية خارج المواقع الطبيعية وبالتعاون مع شبكة الموارد الوراثية النباتية لغرب آسيا وشمال أفريقيا الـWANANET تم جمع بعض المصادر الوراثية لأنواع من المحاصيل الزراعية كالتين والرمان وزراعتها في مناطق المرتفعات الشمالية من اليمن. إلا انه لا يوجد أي نشاط ملموس في جمع المصادر الوراثية للغابات في أي مراكز بنوك.
وحسب تقرير الإدارة العامة للغابات بوزارة الزراعة والري لا توجد في اليمن مراكز للموارد الوراثية الغابوية والحرجية باستثناء المدخر الوراثي صغير الحجم والذي يتواجد في الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي محطتي تعز والكود. يمكن من خلال وجود مثل هذه المراكز جمع المواد الجينية والمحافظة عليها لتكون متاحة للبحث والتحسين الوراثي. تتميز اليمن كذلك الى عدم وجود المتاحف الوطنية للتنوع الوراثي النباتي.
ولا توجد في الوقت الحالي كذلك أي حديقة نباتية في اليمن وقد تم تدمير الحديقة النباتية الوحيدة والتي كانت في طور الإنشاء في مدينة تعز من قبل متنفذين حكوميين كما كانت هناك حدائق نباتية صغيرة الحجم في المحطة الإقليميةللبحوث والإرشاد الزراعي في كل من ذمار ومدينة الكود وهي محدودة المساحة والتنوع وشحيحة في الإمكانيات المتاحة.
وقامت عدد من البعثات الوطنية بجمع الأصول النباتية و بالتعاون مع المنظمات الأجنبية (المراكز الإقليمية والدولية) وقد تنوعت أنشطة بعثات الجمع ما بين جمع الأصول المحصولية والبقول ومجموعات أخرى لجمع الجينات الحراجية متعددة المنافع كالأكاسيات والقاف والصر والمشط واللبان وغيرهم وقد أدخلت العديد منها في تجارب إحصائية لمقارنة نموها مع قرنائها من الدول الأخرى وزراعة بعضها في الحدائق النباتية و تحت الظروف المحلية.
واهم المنظمات المحلية والدولية والمهتمة بجمع المصادر الوراثية الغابوية والحرجية اليمنية هي الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي (AREA) والحدائق النباتية الملكية البريطانية في كل من ادنبرة وكيو والحديقة النباتية في جامعة برلينبالمانيا جامعة كاب تاون جنوب افريقيا جامعة جوهانسبرج والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ACSAD وDarrel Plowes من زيمبابوي.
بنوك الجينات Genebanks