يضطر الكثير من المواطنين إلى المشي على الأرجل أو الركوب على الدراجات التي ارتفع أسعارها خلال الآونة الأخيرة وذلك لارتفاع أسعار المواصلات والنقل العام في أرجاء البلاد وبالذات في العاصمة صنعاء وضواحيها وذلك نتيجة للحصار الذي فرضة العدوان السعودي الامريكي الغاشم على البلاد وعدم السماح للمشتقات النفطية بالدخول إلى ارض الوطن وهذا ما دفع الكثير ممن يمتلكون سيارات أو باصات أو ناقلات للأجرة لرفع أسعار النقل والمواصلات ,وعلى الرغم من توفر المشتقات النفطية خلال الأيام الماضية إلا أن البعض من مالكي الباصات والتاكسي الأجرة لازالوا متمسكين برفع أسعار المواصلات دون مراعاة للظروف التي يمر بها المواطنون في ظل استمرار العدوان ..في الاستطلاع التالي رصد لآراء الناس ومعاناتهم حول هذا الموضوع فلنتابع :
الكثير من مالكي الباصات الأجرة يلقون الحمل الثقيل على انعدام المشتقات النفطية ولكنها منذ الأيام الماضية وهي متوافرة في كثير من المحطات داخل العاصمة صنعاء وكذلك بقية المحافظات وهذا ما يشير اليه ياسر الحدالي حيث يذكر أن سائقي الباصات الأجرة أكثر من يستغلون الوضع في رفع أسعار المواصلات وذلك من أجل حصد المال الكثير دون مراعاه لشعور ومعاناة المواطنين جراء الحصار والعدوان من قبل السعودية وأعوانها حسب وصفه , ويؤكد ياسر أن الأسعار ارتفعت الضعف مما كانت عليه في السابق وارتفع سعر النقل من 50 ريال إلى 100 ريال بمعنى أن الفارق 50 ريال على كل فرزة للباصات ويشير إلى أن البعض في العاصمة يختلق الأعذار لمحاولة رفع أسعار النقل أكثر وهذا جشع زايد عن حده حسب قولة ويزيد من معاناه المواطنين أكثر في مكافحة لقمة العيش .
ويضيف ياسر أن الكثير من المواطنين وبحسب قلة الدخل لدى الأغلبية يرتادون الباصات الأجرة على الرغم من ارتفاع أسعارها وتشكيلها عبئاٍ على غالبية الناس حيث وأن الدخل اليومي أو الشهري لا يسمح بالتنقل بهذا السعر الجديد الذي انتهجه الكثير من سائقي الباصات .
ارتفاع مهول
أصحاب التاكسي الأجرة هم الآخرون لم يسلموا من رفع أسعار الأجرة للمسافات الخاصة حتى القريبة منها وذلك حسب قولهم لارتفاع أسعار النقل بشكل عام لدى السيارات والباصات الأجرة وأيضا إلى جانب التبريرات الواهية في عدم توفر المشتقات النفطية وبالأخص مادة البنزين في العاصمة صنعاء , ويرى مالك نوران أحد مالكي سيارة تاكسي أن رفع أسعار المشاوير أتى بعد ان رفع أصحاب الباصات أسعار المواصلات الضعف عما كان في السابق وأن مادة البنزين تحتاج إلى أيام حتى يتم الحصول عليها وذلك بالمكوث في المحطات على شكل طوابير طويلة ممتدة لأكثر من 2 كيلو متر لدى بعض المحطات وهذا يشكل عبئاٍ ومشقة حتى يتم الحصول على مادة البنزين كما يرى سائق التاكسي مالك .
أسواق سوداء متجولة
ويشير مالك إلى أنه في كثير من الأحيان يضطر إلى شراء مادة البنزين من السوق السوداء المتجولة من قبل بعض المواطنين على قارعة الطريق والتي يتم فيها بيع مادة البنزين بأسعار مرتفعة تصل لأكثر من 10 آلاف ريال ,مشيراٍ إلى أن ذلك دفعه إلى رفع أسعار المشاوير وحتى القريبة والتي تصل إلى مسافة 2 كيلو بمبلغ 500 ريال , ويؤكد مالك أن الكثير من المواطنين يتشاءم منذ أن يعرف سعر المشوار قبل أن يركب معه على السيارة ولا يحالفه الحظ إلا بالقليل من المشاوير وذلك حسب قوله لعدم وجود حركة في الشوارع والأسواق وكذلك ارتفاع أسعار المشاوير وهذا ما أدى إلى عزوف الناس عن ركوب التاكسي الأجرة ولجوئهم إلى الباصات نظراٍ للفارق الكبير في السعر .
تنظيم طارئ
ونظراٍ لحالة الإرباك لدى المواطنين جراء انعدام المشتقات النفطية منذ بدء العدوان على البلاد وحتى تواجده خلال الأيام الماضية توافد العديد من المواطنين إلى المحطات في طوابير كبيرة ومزدحمة أدت إلى نشوب الخلافات والاشتباكات بين المواطنين في بعض المحطات طمعاٍ في الحصول على البنزين أو الديزل أو الغاز قاطعين الكثير من الطرق الرئيسية وتشكيل عائق لدى الحركة المرورية نتيجة لتلك الازدحامات , ونظراٍ لذلك قامت اللجنة الثورية العليا بطرح تنظيم جديد ساعد حل الإشكالات الكثيرة وخفف من الطوابير المتراكمة أمام المحطات وذلك بتقسيم الأنواع الناقلات والسيارات الأجرة والخاص والحكومي كلاٍ على حده في محطات معينة , حيث تم توزيع السيارات الأجرة في محطات معينة ومذكورة بالاسم تختص بالتعبئة للسيارات الأجرة فقط وكذلك هو الحال بالنسبة للسيارات النقل وأيضا الحكومي وكذلك تم عمل محطات خاصة للنساء وذلك لتخفيف العبء عليهن من التزاحم أمام المحطات مع الرجال وهذا التنظيم أزاح الكثير من المعوقات والمشاكل أمام المواطنين وأيضاٍ مالكي محطات المشتقات النفطية .
الدراجات كبديل
ومن الملفت أن بعض المواطنين لم يستسلم لرفع أسعار المواصلات والنقل ولذلك لجأ إلى إصلاح الدراجة الهوائية القديمة أو شراء واحدة جديدة للتنقل بها إلى مكان العمل وهذا هو حال المواطن سيف الزبيدي والذي قام بشراء دراجة هوائية لكي يتواصل بها من البيت إلى مكان العمل الذي يبعد عن بيته 8 كيلومترات , ويرى سيف أن الدراجات الهوائية أصبحت منتشرة بشكل كبير في الشوارع وهذا بسبب ارتفاع أسعار المواصلات والنقل .
ويؤكد الأخ سيف أن أسعار الدراجات الهوائية ارتفعت في الآونة الأخيرة وذلك مع ارتفاع نسبة الطلب عليها من قبل المواطنين كوسيلة بديلة عن ركوب الباصات الأجرة وأيضا لارتفاع أسعار الركوب على الباصات وأيضا التاكسي الأجرة . ويستغرب سيف استمرار ارتفاع أسعار المواصلات والنقل لدى أصحاب الباصات وأيضا التاكسي والنقل على الرغم من تواجد المشتقات النفطية بنسبة جيدة في المحطات وإلى جانب ذلك تنظيم عملية التعبئة من قبل اللجنة الثورية العليا وعدم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية داخل المحطات , ويرى بأن ذلك سيؤثر على عامة المواطنين وبالذات أصحاب الدخل المحدود .