الحفاظ على الوحدة اليمنية .. ضرورة شرعية ووطنية

> إحياء ذكرى تحقيق الوحدة يكمن بإحياء ثقافة السلم والحكمة والمصالحة العامة

يحتفل أبناء شعبنا اليمني العظيم بالعيد الخامس والعشرين لوحدته المجيدة التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وفي ربيعها الخامس بعد العشرين ظلت الوحدة ومازالت مثالا راسخا للوحدة الإسلامية والشعبية انطلاقا من وحدة الصف والمصير وتجسيدا لمعنى الأخوة السياسية بما للوحدة من تقوية نفوذ المسلمين والعزة والكرامة لهم وكسر شوكة أعدائهم وحفظا لهم من الفتن وبؤر الخلاف والنزاع وأثر هذه التحديات التي تستهدف بلادنا وتستهدف أمنها ونسيجها الوحدوي أكد عدد من العلماء والدعاة على أهمية الحفاظ على الوحدة وحماية جذورها من التصدع والانهيار ومن المؤامرات المحاكة ضدها لتمزيقها تحت مختلف المسميات .. نتابع:

في مستهل هذا الاستطلاع أوضح العلامة محمد عز الدين أن الوحدة اليمنية ضرورة شرعية ووطنية بها يكمن تماسك الوطن وقوته وعزته وهي امتثال لأمر الله وسنة نبيه والتمكين في الأرض وصولا إلى مجالات التقدم والتطور والازدهار وما لها من تداعيات إنسانية وحضارية متمثلة بشعور الأخوة والترابط ووحدة المصير كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

تحديات حالكة
ومضى عزالدين يقول: وفي ظل هذه التحديات والظروف الحالكة التي يعاني منها وطننا الحبيب جاءت ذكرى الوحدة العظيمة كتذكير بالمخرج الحقيقي لهذه التحديات والفتن والحروب الطاغية والاعتداءات الغاشمة كبيان واضح وراسخ أنه لا مناص لنا إلا بالعودة إلى كتاب الله وهدي نبيه والحفاظ على وحدتنا والسير على درب الهداة والمتقين ففي الوحدة نصر واعتزاز وفي الفرقة تمزيق وتشرذم وضعف البلاد وجرها إلى مزيد من العنف والخراب والدمار والهلكة حتى تصير لقمة سهلة بيد أعداء الأمة والإسلام وقد أفلح اليمنيون في تحقيق وحدتهم عام 1990م في الثاني والعشرين من مايو المجيد ولن يكتمل ذلك الفلاح والفوز إلا بحفاظهم على هذا المنجز التاريخي وسيمكنهم الله من ذلك إن هم صدقوا النوايا وتلاشت أمام ذلك كل المصالح والولاءات الضيقة انطلاقا من قاعدة الولاء لله ثم الوطن.

العزة والنصرة
من جهته استهل الواعظ والخطيب محمد الضيفي حديثه بقوله تعالى: (واعتصöموا بöحبلö اللهö جمöيعا ولا تفرقوا واذكروا نöعمة اللهö عليكم إöذ كنتم أعداء فألف بين قلوبöكم فأصبحتم بöنöعمتöهö إöخوانا).
وأضاف: إنه ليوم مبارك عظيم كتب الله لأبناء هذا الوطن الفلاح والفخر والبناء ودحر دعاة التمزيق والشتات وأسكت أبواق الفتن وأصحاب المشاريع الضيقة والأجندات المتعددة وبه تحقق معنى السيادة الوطنية على كل شبر من أرض هذا الوطن المعطاء.

ومضى الضيفي يقول: قدر اليمنيين اليوم أن يحتفلوا بهذا العيد الوطني وسط تغيرات عظيمة تشهدها المنطقة وهنا يتبين الإيمان والثبات الذي قذفه الله في قلوب المؤمنين الصابرين في كيفية الحفاظ على مكتسبات ومقدرات ومنجزات وطنهم التاريخية وعدم تمكين الفرصة للأعداء في النيل من أخوتهم ووحدتهم وأن نبعد أنفسنا عن كل صراع واقتتال وخلاف يدمر هذا النسيج الوحدوي العظيم ويكفينا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله اخوانا) وفي رواية (لا تعاجروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض).

السلم والحكمة
ودعت الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه – إلى إحياء يوم التوحد والانتصار بإحياء قيم السلم والشراكة والحوار والتسامح امتثالا لقوله تعالى (فاتقوا الله وأصلöحوا ذات بöينöكم وأطöيعوا الله ورسوله إöن كنتم مؤمöنöين).
موضحة: إن هناك العديد من المخاطر المهددة لوحدة اليمنيين ومستقبلهم ولا بد من مواجهتها بحزم وحكمة في الابتعاد عن بؤر الصراع والاقصاء والتعنت والتعصب الايديولوجي بشتى أنواعه والدعوة العامة إلى مصالحة شاملة تنص على نبذ خلافات الماضي وتقوية العلاقات الأخوية والبنية الداخلية للبلاد ومجابهة العداء والمخططات لتفتيت هذا الشمل فذلك هو سر العزة وبقاء الوحدة والفوز برضوان الله في الدنيا والآخرة وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل (والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم¿ أفشوا السلام بينكم).

قد يعجبك ايضا