لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويــــــــــــــبتليك وإنما خذ العبرة

قال تعالى : (إöن الذöين يحöبون أن تشöيع الفاحöشة فöي الذöين آمنوا لهم عذاب ألöيم فöي الدنيا والآخöرةö والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [النور:19].
عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)([1]).
لا تشمت ولا تهزأ  بمخلوق مهما صغر شأنه وظهر عيبه وبان نقصه وعاداك فعله في دينك ودنياك فإن الشماتة تجلب البلاء ولكن قل إذا رأيت مبتلى: اللهم لا شماته لأنك لو فطنت لعلمت بأن البلاء الذي فيه ربما يحل بك ولذلك جاء في السنة أنك إذا رأيت مبتلى تقول: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا) ([2]) والدعاء عام  لكل بلاء فهذا الدعاء سياج وحصن يقي المسلم من البلاء ويحصنه طوال عمره إن دعا به وهو وقاية من الوقوع في الاستهزاء والسخرية والانتقاص والشماتة بالغير ولذلك سن أن يقال دون أن يسمعه المبتلى.
لا تحزن ممن يشمت بك ويسخر فإن ذلك طريقك إلى العافية من البلاء أو التعويض بشيء آخر في الدنيا والآخرة فكم أحسن المستهزئون والشامتون بمن شمتوا بهم وسخروا منهم دون أن يعلموا! فمن أسباب تحقق النصر للأنبياء سخرية قومهم بهم فحل البلاء والعقاب بالمستهزئين الذين سخروا منهم قال تعالى حاكيا عن نوح عليه السلام: (ويصنع الفلك وكلما مر عليهö ملأ مöن قومöهö سخöروا مöنه قال إöن تسخروا مöنا فإöنا نسخر مöنكم كما تسخرون ـ فسوف تعلمون من يأتöيهö عذاب يخزöيهö ويحöل عليهö عذاب مقöيم) [هود:38_39] فسخريتهم من صناعة نوح للفلك كانت من ضمن الأسباب التي أدت إلى نجاة نوح ومن آمن معه وسببا في هلاكهم.
وقال تعالى: (ولقد استهزöئ بöرسل مöن قبلöك فحاق بöالذöين سخöروا مöنهم ما كانوا بöهö يستهزöئون) [الأنبياء:41] ولذلك جاء الأمر من الله للمؤمنين صارما بحرمة السخرية قال تعالى: (يا أيها الذöين آمنوا لا يسخر قوم مöن قوم عسى أن يكونوا خيرا مöنهم ولا نöساء مöن نöساء عسى أن يكن خيرا مöنهن ولا تلمöزوا أنفسكم ولا تنابزوا بöالألقابö بöئس الاöسم الفسوق بعد الإöيمانö ومن لم يتب فأولئöك هم الظالöمون) [الحجرات:11].
إن الهمز واللمز بالإشارة على سبيل التحقير, يعد من السخرية والأصل فيهما الطعن الماديان أو المعنويان. وأما التنابز بالألقاب فهو التداعي بالألقاب التي فيها إساءة أو ذم, فكل لقب فيه تنقيص أو تحقير أو خفض لكرامة ومكانة الغير من التنابز المنهي عنه فالسخرية والغمز واللمز والهمز, يعدها الإسلام من الفسوق, كل ذلك يدخل في باب الاحتقار والسخرية, إذن فالاحتقار من أعظم الآفات وعقوبته الويل لأنه الفسوق.
نسأله أن يسلöمنا ويسلم منا, ويرزقنا النجاح والعافية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (… بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)([3]).
عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث (أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال: “من ذا الذي يتألى علي أن أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك” أو كما قال)([4]) (يتألى: يحلف والألية: اليمين).
لا يخسر الناس إلا من يحقرهم     ومن يرى نفسه شيئا وهم هملوا
إن حبه الناس بين الناس لم تره
وإن تنسوا فلا يعبأ بما فعلوا
أقل ذنب يواري نفسه ويذر
سواه منتظرا والناس قد رحلوا
فتب لمولاك يا من تزدري بشرا
وانظر لنفسك لا تنظر لمن  عذلوا
وعد لمولاك من قبل الممات وصل
حبلا قطعته عندما وصلوا
وافي المحبين وارحم زوجة ثكلت
من غير ثكل فماذا بعد يا رجل
اعذر محبيك لا تسخر بحبهم
وعد لدارك إن القوم قد عدلوا
([1])الترمذي محمد بن عيسى أبو عيسى السلمي الجامع الصحيح سنن الترمذي مرجع سابق (2506) [4/ 662]
 ([2])القزويني محمد بن يزيد أبو عبدالله سنن ابن ماجة مرجع سابق قال الشيخ الألباني: حسن (3892) [2/1281]
([3])النيسابوري مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري صحيح مسلم مرجع سابق (2564) [4/1986]
([4])المرجع نفسه (2621) [4/2023].

قد يعجبك ايضا