مواقع التواصل الاجتماعي .. محــــــــــــــــاضن الفتنة وقرون الشيطان!

■ مواطنون: بعض المنشورات المشبوهة في مواقع التواصل الاجتــمـــــــــــــــــــــاعي تسعى لإثارة الفتنة المذهبية وهذا مرفوض

علماء: من يروج للطائفية أو المذهبية في أي مكان متصادم مع أخيه المسلم هو رجل جاهل

علماء اجتماع: الشحن الطائفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي له آثار سلبية على الوئام في بلادنا
■ دراسات: أكثر مناطق العالم تأثراٍ بمواقع التواصل الاجتماعي والانترنت هي منطقة الشرق الأوسط بنسبة بلغت 10.9%

منذ فترة ليست بالبعيدة أصبح ما يزعج أكثر متصفحي وسائل التواصل الاجتماعي هو رؤية بعض  المنشورات التي لاتنفع  ورغم كثرتها كان بالإمكان التخلص منها أو تهميشها وقتها لم يتصور اكبر المتشائمين  أن تنحرف تلك المنشورات  عن مسارها لتصبح  ملغومة بالفتن الطائفية وشعارات التكفير بالتزامن مع زيادة التوترات السياسية و الأعمال الإرهابية والهجمة السعوأمريكية على وطننا .. دور مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية الصراع المذهبي وخطر ذلك على وحدة الصف اليمني وغيرها من التفاصيل تجدونها في سطور التحقيق التالي:

بات من المألوف  رؤية عدد من المنشورات  في الفيس بوك أو على تويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي تحتوي على عبارات تحاول المساس بوحدة الصف في اليمن تليها تهم وشتم وصلت لحد السخرية من الرموز الدينية من خلال بعض الصور الساخرة والتعليقات المسيئة لمذهب معين حتى وصل الأمر إلى الاستخفاف بدماء من لا ينتمي لمذهبهم متناسين أنهم من المسلمين ومن نفس البلد.
أسامة معمر الجاكي -ناشط في شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك: لم يخف استياءه الشديد من بعض التعليقات التي وصفها بالمريضة.
الجاكي تفاجأ عند رؤية إحدى المنشورات على صفحته الخاصة في الفيس بوك موضوع عليها صور وتعليقات تحرض على مذهب من المذاهب المعتبرة في بلادنا.
ويضيف الجاكي: هكذا تعالت حدة التعليقات حتى وصلت بهم إلى الشتم والقذف وتوعد كل طرف الآخر بالقتل وختم حديثه بالقول : إن مثل هذه المنشورات التي ربما لا يعرف من يقوم بنشرها مدى خطورتها لأنها تزرع الكره والحقد بين الجيران والأصدقاء وتمهد ليمن غير  يمن الإيمان والإخاء الذي نعرفه
 (خطط مرسومة)
 إن ما يحدث من تحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيره لم يأت من فراغ أو حشد غير منظم وإنما أتى عبر شحن منظم ومعروف الأسباب والتوجه هذا ما أكد عليه  بسام صلاح الدين إعلامي ويضيف قائلاٍ:  قبل السؤال عن سبب حدوث ما يحصل علينا أن نسأل عن  المستفيد من كل هذا فاليوم لا توجد عبارات  قادرة على شرح واقع بعض المنشورات  في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي  التي تحرض على الطائفية بشكل واضح بالإضافة إلى الردود التي تزيد من حدة هذا  الصراع .
وأكمل صلاح حديثه بالقول: لم نكن نعرف مثل تلك المنشورات الملغومة بالحقد الطائفي من قبل حتى في 2011م وما يحدث في الوقت الراهن أمر ينبغي الوقوف في وجهه على الأقل من العقلاء في صفحة التواصل الاجتماعي وإلا لازدادت صور التشرذم  والانقسام غير المسبوق وهذا ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلا نسف جسور الحوار والود بين اليمنيين.
 (إباحة الدماء)
عبد الناصر سفيان مهندس لم يخف تخوفه من انتشار تلك المنشورات الداعية للكراهية والتعنت المذهبي الذي يستغل من قبل البعض لأغراض خبيثة  وهذا البروز الخطير من وجهة نظره  ينذر بتداعيات كارثية في حال تصاعد الصدامات العنيفة بين أتباع الطوائف إذا استمر مسلسل التخوين والاتهامات بالعمالة والتراشق العقدي بالخروج من الدين ويوضح سفيان أن طبيعة الصراع الطائفي هو تشريع قطعي للعنف وإباحة الدماء المعصومة وتبرير استخدام السلاح لإفناء الخصم وتدمير مكتسباتهº بل وإبعاده عن التأثير ولو بالقضاء على كل الطوائف مع رضا نفسي واطمئنان قلبي بمشروعية الانتقام دون تمييز بين صغير وكبير
 (المسلمون إخوة)
من جانبه يرى الداعية محمد صالح أن  وسائل التواصل الاجتماعي هي بيئة جيدة للتعارف وتقوية الصلة بين أبناء المسلمين إذا ما استخدمت في إطارها الصحيح قال تعالى: (وجعلناكم شعوباٍ وقبائل لتعارفوا) أما بالنسبة للمذاهب فيوضح صالح أنها  نتاج التعايش الحضاري في مسيرة الأمم  فالمذاهب في الأصل لم تأت لتؤطر الدين بأطر المشقة بل جاءت لتؤطر الدين بأطر يسهل بها على المسلم أن يتدين ويعبد الله وبالتالي فإن من يتحدث بحديث الطائفية أو المذهبية وبلغة الكراهية للغير و بصورة متعصبة متصادم مع أخيه المسلم هو رجل جاهل لم يقرأ  جيداٍ في المذاهب ولم يعرف قرآنه ولا دينه.
 وفي نهاية حديثه أكد على هشاشة موقف الكثير من خطباء المساجد وبعض العلماء في مواجهة نشر الفتنة الطائفية بين المسلمين من قبل الأعداء متمنياٍ من الجميع أن يزرعوا الود والتآخي بين أبناء الدين الواحد.
أفكار مغلوطة))
 يرى علم الاجتماع أن ما يحدث من شحن طائفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي  له تأثير سلبي ومضر بوحدتنا الوطنية بينما البعض يعتبرون أن  أسلوب التحريض والشتم والانسياق خلف الحملات الطائفية البغيضة في تلك المواقع أنه صورة من صور التعبير عن الرأي والحرية الفكرية والحقيقة أنها حالة من حالات هوس البطولات الوهمية الخطيرة التي يفضلها البعض والتي تسهم في تأجيج الأوضاع في البلد خاصة من قبل المتعلمين الذين يقتدي بهم الشباب ويصدقون ما يقولونه فوراٍ لا بل ينتهجون نفس النهج وهذا ما قد يزيد الأمور سوءاٍ.
وبالنسبة لفئة الشباب المتعطشين للمعلومة والمتحمسين لنصرة الدين  فيجب عليهم أن لا ينخدعوا بمقاطع الفيديوهات على ومقتطفات الكتب والمحاضرات والمقالات ومختلف المنتجات المنشورة في تلك المواقع الداعية لمثل تلك الأفكار وأن لا يصدقوها فهي قابلة اليوم للتحريف والفبركة  فهناك من يستمتع ويبرع في نشر الأكاذيب والافتراءات والاتهامات بحجة نصرة الدين.
 (خطر متنامُ)
تعد مواقع التواصل الاجتماعي الظاهرة الإعلامية الأبرز في عالمنا اليوم كونها تستقطب شريحة كبيرة من فئات المجتمع وخاصة الشباب باعتبارهم الأكثر تأثيراٍ في أي مجتمع بما يمثلونه من طاقة وقابلية للتطوير وتشير الإحصاءات الصادرة عن تقرير الإعلام الاجتماعي العربي الذي أصدره برنامج الحكومة والابتكار بكلية دبي للإدارة الحكومية إلى أن هناك 32 مليون مستخدم عربي لموقع (الفيس بوك)   بمعدل نمو قدره 50% وأن حوالي مليوناٍ ومائة ألف مستخدم عربي يستخدمون (تويتر) للتدوين عليه ما بين مدون نشط ومدون صامت.
وهذا يعني أن انتشار المنشورات التي تشعل الصراع المذهبي فيها تؤثر على قدر ليس باليسير من شباب الوطن العربي خاصة مع تزايد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها في الوطن العربي بما فيها الجمهورية اليمنية وهذا ما أكدته دراسة أمريكية  أجريت حول مستوى تعاطي الشرق الأوسط مع الانترنت ومدى الإدمان عليه حيث كشفت نسبة انتشار هذه الظاهرة أنها  تدنت إلى 2.4 % في شمال وغرب أوروبا بينما ازدادت إلى 10.9 % في منطقة الشرق الأوسط وأن  كثرة  التعاطي مع  الإنترنت  باتت مشكلة تؤثر على 6% من سكان العالم و أكثر المناطق تأثراٍ بها هي منطقة الشرق الأوسط بنسبة بلغت 10.9%..
مواقع التواصل الاجتماعي باتت بيئة خصبة  وبث الفرقة والاقتتال بين المسلمين سواء في اليمن أو في الوطن العربي ككل وهذا ما يستدعي التدخل السريع للحد من تنامي هذا الخطر من قبل كل شخص قادر على إقناع غيره أقصد هنا  المشايخ  والمرجعيات الدينية  وخطباء لمساجد وكذلك قيادات الأحزاب كما يستدعي تحركاٍ جاداٍ من قبل منظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية ولا يقتصر الدور عليهم فقط بل علينا جميعاٍ من خلال مناهضة مثل هذه المنشورات وتبديلها بأخرى تزرع الورد بدلاٍ من الشوك.

قد يعجبك ايضا