الحفاظ على الوحدة الوطنية مطلب شرعي ووطني

الحمد لله القائل (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا……….. الآية
في هذه الآية الكريمة يأمرنا جل في علاه بقوله (واعتصموا) وقوله (ولا تفرقوا) حيث إن الاعتصام عكس التفرقة والاعتصام تعني الوحدة فقوة المسلمين في وحدتهم وضعفهم في تفرقهم ولذلك حرص ديننا الإسلامي الحنيف على توحد المسلمين وأمرهم بانتهاج مبدأ الأخوة فقال عز من قائل (إنما المؤمنون إخوة) فلن يكون للإسلام والمسلمين قوة وهيبة ونفوذ ومكانة إلا إذا كانوا على قلب رجل واحد كلمتهم واحدة وغايتهم واحدة وهدفهم واحد وقضيتهم واحدة يعتصمون بحبل الله سبحانه وتعالى الذي بيده النصر والقوة قال تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم), فنصر الله يعني الاستجابة لأوامره والابتعاد عن نواهيه والحرص على تنفيذ وتطبيق كل ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فالإسلام يريد منا نحن المسلمين أن نكون يدا واحدة وقلبا واحدا وجسدا واحدا كما أخبرنا بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)  ويقول (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريص على لم شمل المسلمين وتوحدهم تحت راية الإسلام وحذر من الاختلاف والتباعد والتفرقة, يقول المولى سبحانه وتعالى (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ولأن الاختلاف والصراع بين المسلمين وارد الحدوث فقد أخبرنا جل في علاه بقوله (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى, فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين).
إن ديننا الإسلامي الحنيف يريدنا أن نكون أقوياء حتى لا تكسر شوكتنا وينال منا أعداؤنا ولذلك أمرنا بالوحدة والوحدة لا تعني وحدة الأرض إنما وحدة القلوب والمبادئ والأفكار, وحدة تحت راية الإسلام دين الوسطية والاعتدال, وحدة المجتمع على السراء والضراء دون الاختلاف والتفرق تحت مسميات وشعارات حزبية ومذهبية ومناطقية وطائفية, ولكن حالنا وواقعنا اليوم يدعو إلى الحسرة والأسى لما وصل إليه حالنا نتيجة تفرقنا واختلافنا وانقسامنا إلى أحزاب وطوائف فسفكت الدماء بدون وجه حق وكثرة الصراعات والمواجهات والاختلافات وتوغلت ثقافة الأحقاد والكراهية وصرنا كغثاء السيل وفي بلادنا اليمن بلد الإيمان والحكمة تحققت الوحدة الوطنية كنواة للوحدة العربية الشاملة ولكن تلك الوحدة صارت معرضة للانفصال نتيجة لسياسات ومؤامرات أعداء العروبة والإسلام الذين يحرصون على تفكيكنا واختلافنا وتفرقنا وبذر بذور الأحقاد والكراهية والثقافة العنصرية وهذا ما يجب محاربته والوقوف والحرص على وحدتنا الوطنية مصدر قوتنا وعزتنا وكرامتنا.

قد يعجبك ايضا