صدر عن الهيئة العامة للكتاب مؤخراً، كتاب “سكونية المجتمع وحركيته في الرواية اليمنية”.
وأوضح رئيس الهيئة عبدالرحمن مراد، أن الكتاب يعد دراسة نقدية في سيكولوجية الرواية، أعدها الشاعر والباحث أحمد حسن الزراعي كمحاولة جادة وناجعة للمواءمة بين الأدب والمجتمع.
وأشار إلى أن الشاعر والباحث الزراعي أبتكر في دراسته هذه طرقاً جديدة في بيان العلاقة بين الأدب وعلم الاجتماع، باعتبار الأخير يُعنى بدراسة المجتمعات البشرية، والسلوك الاجتماعي، وأنماط العلاقات والتفاعلات، فضلاً عن ثقافة الحياة اليومية عند البشر.
وقال مراد: “باعتبار أن هذا العلم يسعى كما هو معروف، إلى فهم القوانين التي تحكم تطور المجتمع وتغيره، فالباحث هنا يقرأ المجتمع من خلال البنية السردية الروائية عبر متنها وسرديتها، ليصل إلى حقائق ربما هي، من حيث التحول والثبات، أبلغ وضوحاً من الدراسات الميدانية التي يقوم بها علم الاجتماع”.
وأكد أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها في المشهد الثقافي اليمني إن لم تكن الأولى على مستوى الوطن العربي، ففيها يتداخل السوسيولوجي مع الأدبي الفني تداخلاً عميقاً، خاصة في مجال السرد القصصي والروائي.
ولفت رئيس الهيئة إلى أن ملامح ذلك التداخل تظهر بارزة في النص الحديث والقديم، فهو يعكس صورة المجتمع، وطرق تفكيره، وسلوكه وقيمه وتفاعلاته ومحدداته الثقافية، وقد يحمل بُعداً رؤيوياً للعالم من خلال الحيز المعرفي.. مشيراً إلى أن هذا هو ما يعكس أو يفرض أهمية هذه الدراسة ويملي ضرورة إخراجها وطباعتها وهو ما تنبهت إليه قيادة الهيئة وباشرت في طباعة الكتاب.
وبين أن الكتاب يأتي في قرابة 200 صفحة من القطع المتوسط، يتوزع محتواه على أربعة فصول هي: بدايات الرواية، نشأة الرواية في اليمن، وعي الذات المغتربة في الرواية، سوسيولوجية الغربة في رواية يموتون غرباء.
كما يتضمن حركة المجتمع وتجاوز الثقافة المغلقة، الأبعاد السوسيولوجية والإبداعية ـ رواية الرهينة نموذجاً، واشتمل الكتاب على مقدمة وخاتمة توقفتا عند جدوى وأهمية هذا البحث وأبرز ما أفرزه من نتائج.