الله فوق الجميع ووكيل الجميع، ولكن لا بد من كلمة صريحة تُقال. بانه يبقى الأهم دائما أن نُدرك من هو “الخطر الحقيقي” و”العدو الحقيقي” الذي لا يفرّق بيننا، ولا ينسى من يقف في وجهه دائما، وهو العدو الصهيوني.
إن “الصهاينة يحرصون على إيذائنا جميعًا”، بمختلف اتجاهاتنا وانتماءاتنا، فهم لا يرون فينا سوى خصوم لمشروعهم. وقد أوضح الله لنا حقيقتهم في كتابه الكريم، فلا يجوز أن نتوهم أننا خارج دائرة استهدافهم، أو أننا كشعبٍ يمني في خطّ المقاومة بلا قدر أو قيمة.
بل العكس هو الصحيح، فاليمن اليوم تُؤرقهم وتُتعبهم، وتؤثر فيهم أكثر مما يتصور البعض. وكل يمنيٍّ، مهما كان موقعه، هو “عنصر مؤثر في هذه المعركة الكبرى”، وأي جهدٍ بذل أو يُبذل، ولو بدا صغيرًا، هو جهدٌ عظيم في ميزان الموقف والوعي.
لقد جعلت دولة الاحتلال من نفسها “وكيلًا للعالم ضدنا”، فهي ترى في ذاتها مرجعًا حضاريًا وتاريخيًا زائفًا، وتعتقد أن لها أحقيةً في حكم الأرض والبشرية جمعاء.
وما يُعرف بـ”مملكة إسرائيل الكبرى” التي يسعى الغرب لتكريسها في الوعي الدولي، هي في حقيقتها “مشروعٌ استعماري قديم بثوبٍ ديني جديد”.
ولا تظنوا أن هذه القوى ستنسى اليمن وشعبه وموقفها، فنحن – بتاريخنا وموقفنا – “نقشنا في ذاكرتهم نارًا لا تنطفئ، وأورثناهم غيظًا لا يزول”.
ومن هنا، علينا أن نحسن التعامل مع بعضنا، نُقلّل من أخطائنا، ونتعامل بصدقٍ ومحبةٍ ووعي، فالوحدة الاجتماعية والسياسية والأخلاقية هي “درعنا الداخلي” في مواجهة العدو الخارجي.
ولا ينبغي أن نسمح لأحدٍ في محيطنا بأن يستهدف أخاه أو يسيء إليه، فكلنا شركاء في مصيرٍ واحدٍ ومعركةٍ واحدة، تتجاوز حدود الوطن والمصلحة.
إن الصهاينة لا ينسون من يقف في وجههم، سواء كان من المقاومة أو من خارجها. فقد اغتالوا من قبل قادة المقاومة والأحرار والمصلحين، حتى الأنبياء والأولياء والصالحين لم يسلموا من بطشهم، كما وصفهم القرآن الكريم بأنهم “يقتلون الأنبياء بغير حق”، فهم ظالمون، مجرمون، لا يعرفون للرحمة معنى.
فما بالكم إذًا “باليمن وشعبها وقياداتها وإعلامييها وجيشها” وهو نصير المظلومين والمستضعفين؟
أولئك الذين حملوا راية الموقف الشريف، وأعلنوا تضامنهم مع فلسطين بالفعل والقول.
اليمن لم تقف موقف المتفرج، بل قدّمت الدعم والإسناد، أطلقت الصواريخ والمسيرات واغرقت السفن المساندة للاحتلال، وشاركت ببياناتها ومظاهراتها، وساهمت ماديًا ومعنويًا، وما زالت تفعل وستظل – ما شاء الله – على قدر استطاعتها.
ومن الواجب اليوم على الجميع أن “يشحذوا الهمم”، وأن يبثوا العزيمة والإخلاص، ويرفعوا المعنويات في وجه الحرب النفسية والإعلامية والمادية التي تُشن ضدنا جميعًا.
كل فردٍ مستهدف، وكل وطنيٍّ معني، وكل من يشعر بالمسؤولية يجب أن يكون في “أقصى درجات الوعي والجهوزية”، ليس خوفًا، بل استعدادًا وحرصًا، وتأليبًا للنفوس نحو الثبات والتماسك.
أقول ذلك “بتجردٍ وبساطةٍ وأخوة”، بلا تنميقٍ أو مجاملة، لأن المرحلة لا تحتمل الزخرفة، بل تحتاج إلى وضوحٍ وصدقٍ وتواضع.
فالله هو الحامي والحارس والمدافع، الرحمن الرحيم بعباده، وبشعب اليمن وقياداته وأبنائه.
نحن نعتمد عليه وحده، فهو من ينجي من مكر الصهاينة وخبثهم ومكر من يقف وراءهم، ولو كان العالم كله في صفهم، فـ”حسبنا الله ونعم الوكيل” وايدينا على الزناد.
وفي الختام، لنتذكر أننا في “اختبارٍ عظيمٍ من الله”، اختبارٌ لعزيمتنا وإيماننا وقدرتنا على حمل الأمانة.
وسنواصل الصبر والثبات، وما النصر إلا من عند الله، وما بعد الصبر إلا الفرج.
 
  
		       
		  
		  
  
		  
			 
