مجزرة عائلة شعبان في غزة.. رحلة إلى البيت تنتهي بالموت

الثورة نت /..

في ظهيرة يومٍ خريفيٍّ مثقلٍ بغبار الحرب ورائحة البارود، استقلّت عائلة “شعبان” مركبةً مدنية صغيرة شرق حي الزيتون بمدينة غزة، قاصدةً تفقد أطلال منزلها الذي دمّرته غارات الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة قريبة من دوّار الكويتي. لم يكن في نيتهم سوى رؤية بقايا بيتهم الذي سكنته الذكريات، ظنًّا منهم أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ مؤخّرًا جعل الطريق آمنًا.

لكن طائرةً حربيةً إسرائيلية استهدفت المركبة بشكلٍ مباشر بصاروخين متتاليين، لتتحول الرحلة إلى جحيمٍ من النيران والأشلاء.

وأفادت ميسرة شعبان، ابنة عمّ العائلة، لموقع ” فلسطين أون لاين” أن الصواريخ سقطت دون سابق إنذار، فاستُشهد أحد عشر مدنيًا من العائلة، بينهم أطفال ونساء، في جريمة وُصفت بأنها من أبشع المجازر منذ بدء العدوان.

ومن بين الشهداء سفيان عثمان شعبان، الأب الذي عُرف خلال الحرب بانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وزوجته سمر أبو شعبان، وأطفالهما نسمة (16 عامًا)، أنس (12 عامًا)، وكرم (9 أعوام). كما استُشهد صهره إيهاب ناصر أبو شعبان وزوجته رندة ماجد، وأطفالهما الأربعة: ناصر (13 عامًا)، جمانة (10 أعوام)، إبراهيم (6 أعوام)، ومحمد (5 أعوام).

ونجا من المجزرة طفلٌ واحد هو عثمان سفيان شعبان (15 عامًا)، بعد أن قُذف خارج المركبة بفعل الانفجار، ليُعثر عليه لاحقًا مصابًا وفاقدًا للذاكرة.

وقال الأطباء إن حالته ناتجة عن “صدمة عنيفة بسبب فقدٍ جماعي”، مشيرين إلى أنه لا يدرك بعد أنه فقد جميع أفراد أسرته.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن “العدو الاسرائيلي تعمّد استهداف المركبة رغم أنها مدنية تقلّ نساءً وأطفالًا، دون أي تحذير مسبق”، مؤكدًا أن ما حدث “مجزرة بكل معنى الكلمة”.

ووقعت الجريمة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، برعاية إقليمية ودولية، والذي ينصّ على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق من بينها تلك التي وقع فيها القصف.

وأشارت جهات حقوقية إلى أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الخروقات إلى تأجيج الأوضاع الميدانية والتنصل من التزاماته.

ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 8 أكتوبر 2023، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 68 شهيدًا، وأكثر من 170 ألف جريح ، معظمهم من النساء والأطفال، في حين توفي 476 فلسطينيًا نتيجة المجاعة التي فرضها الحصار الإسرائيلي المستمر.

قد يعجبك ايضا