من معقل الحرص على نزاهة قضاة الملاعب خلال تحكيم المباريات وعدم إثارة الشغب المؤدي للعنف بين العامة بالميدان.. ومن أجل احترام هؤلاء الحكام في محط مجالهم.. كنت مع الحكم الدولي الكابتن قيس محمد علي أحد نجوم القضاء في موقع نشاطه وخبرتة ومستوى ما اعتمده من إخلاص وحكمة بمدى ما ساقه في العديد من الملتقيات.. في فترة ملتقانا القصير استمعت إليه وهو يحدثني عن خلفية موقع الحكم في الملعب وما يجب التعامل به في لحظة مسؤوليته عن نتائج منتهى اللقاء بين فريقين وملزم ما يترتب عليه الوضع في حالة فشله لإدارة المباراة ومقدار احترامه عند العامة أو النظر إليه كحكم فاشل.. على اعتبار أن التحكيم ركن أساسي من أركان الحركة الرياضية لما يتصف به من سمات خاصة تجعله في مربط الأهمية لمثبت القول والفعل لمفصل نهاية أي لقاء يجمع خصمين وحكمه في نظر من حوله بمستوى عطائه وإمكانياته الفنية.. فكم من صافرة واحدة أدمعت عيون الآلاف من الجماهير.. وأخرى قد لا تكون مستحقة أولها الاستحقاق اشقتها الصافرة فرحة عامرة.. وكم من حكم إثارة بيده أنهى حياة رياضي بعمق نجوميته فالتحكيم هنا.. قضاء يحمي قانون اللعبة ونظام استقرارها.. فيعلم اللاعب والإداري والجمهور أن هناك حكما اسمه عالق في العيون الكل يحكم عليه بملخص فعله أثناء التحكيم كجانب فني من فنون الحراك الرياضي.. مسنده الإلمام ـ الإبداع ـ اللياقة ـ الحس المرهف والذوق السليم والسلوك الحسن الذي يعطيه أكبر قدر من الاحترام فينمو في متسع ذلك أعلى صفة في التقييم.
في بلادنا الجمهورية اليمنية للقضاء بعض المعطيات المهمة ذات الصلة بالتحكيم.. فعملية الدورات الخارجية على سبيل المثال غير مرتبطة بمعايير قائمة على مسن المطلوب ويفترض أن الحكم اليمني بمستوى مكانته وزمن وجوده بقياس الفترة هو أساس المراحل القادمة للأجيال ذات الموهبة في مجال التحكيم إذ يعطي الأهمية في مجرى الدورات والندوات عند الإعداد لإقامة ملتقى يحاضر فيه خبير دولي.. فلا بد هنا أن يكون الحكم اليمني له الأولوية في تقديم المحاضرات للحكام الجدد.. وكذا إيفاءه في ملحق التعاون الثنائي بين اليمن والدول الأخرى لتعلم المزيد من جديد التحكيم في مسكن مساره كحكم نال الشهادة الدولية.. وهذا سيعطي لديه الإحساس بمزيد من الدراية والتفاعل والقدرة على كسب الانتقاء عند الاختيار لإدارة المباريات في الداخل أو الخارج بسمعة تليق بحضوره في أي لقاء كبير خصماه على قدر أكبر في مواقع الندية.
للحكم يا عزيزي عمر صلاحيات منها التشريع عند اتخاذ القرار إذا واقعه لا يعطي لمسنده في حكم القانون أو كان نصه غامضا بحيث يتخذ القرار فيه لحظة الاستعجال أثناء المباراة لا يتحمل التأخير أو التباطؤ أو الإهمال.. فعليه المواجهة والتنفيذ دون تلكؤ والحكم أيضا سلطة تشريعية في بعض الحالات مفوض باستنباط أحكام جديدة أو تفسير حكم غامض.. فهناك مواصفات وشروط يجب التنبه إليها يفترض توفرها ليكون الحكم أهلا للممارسة على الوجه الأكمل بمكمل ما لديه من معطيات ثقافية كمقومات شخصية متكاملية الثقافة بالممارسة والخبرة والدورات والندوات المستمرة هي كيان يعزز مقام الحكم كقاض في الملعب.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا