بالعلم تبنى الأوطان

عادل عبدالله حويس

 

في عالم يتسارع نبضه وتتشابك فيه خيوط التقدم والتحديات يبقى التعليم النور الذي يشق عتمة الجهل والأساس المتين الذي تبنى عليه المجتمعات وترسم من خلاله ملامح المستقبل. إنه ليس مجرد تلقين للمعارف بل هو عملية تشكيل العقول وصقل النفوس وتوسيع الآفاق نحو غد أكثر إشراقا.
فالمجتمع المتعلم هو مجتمع حي نابض بالحياة قادر على الإنتاج لا الاستهلاك على النقد لا التلقين وعلى التجديد لا التكرار. فبالعلم تتفتح الأذهان وتنهض الأوطان وبفضله تهذب السلوكيات وتصان القيم وتحمى الأوطان من آفتي الجهل والتطرف.
وليس التعليم رفاهية أو خيارا جانبيا بل هو ركيزة أساسية في بناء الإنسان الذي هو بدوره حجر الزاوية في بناء المجتمع. فكل مدرسة تفتح هي سلاح في وجه الفقر وكل كتاب يقرأ هو درع ضد التعصب وكل معلم مخلص هو جندي في معركة التنوير.
انظر إلى المجتمعات التي صنعت لنفسها مكانة بين الأمم تجد أن الاستثمار الأول فيها كان في التعليم لا في الحجر بل في البشر لا في المظاهر بل في العقول. لقد أدركت أن التنمية الحقيقية تبدأ من الفصل الدراسي من دفاتر الصغار وهم يخطون أول حروف الأمل.
ومن هنا..فإن المسؤولية مشتركة على الدولة أن توفر بيئة تعليمية عادلة وحديثة وعلى الأسرة أن تزرع حب العلم في نفوس أبنائها وعلى المعلم أن يكون قدوة لا مهنة ورسالة لا وظيفة. كما أن الإعلام بدوره مطالب بنشر الوعي بقيمة التعليم لا الترويج للتفاهة.
وفي عصرٍ تقاس فيه قوة الأمم بمدى ابتكارها بات لزاما علينا أن نعيد النظر في منظوماتنا التعليمية لا من حيث الكم فحسب بل من حيث النوع والعمق والمحتوى. فالتعليم ليس هدفا في حد ذاته بل وسيلة لخلق أجيال قادرة على التغيير تمتلك أدوات التفكير لا مجرد المعلومات.
وأخيرا ..سيبقى التعليم البوابة التي نعبر من خلالها إلى مستقبل أكثر عدلا وأشد إشراقا وأوسع أفقا.
إنه الحلم الذي يجب أن نتمسك به والحق الذي لا يجب أن يهمل والرسالة التي لا بد أن تحمل.
فبالعلم نبني.. وبالجهل نهدم.. وبين البناء والهدم تصاغ حياة الأمم.

قد يعجبك ايضا