وديع..
منذ أن عرفته أولا ثم ارتبطت به ..لم أجد سوى لغة العشق والهوى التي يختارها لسلوكه المهني والحضاري والرياضي وفي حياته العامة رجلا لا يعرف الكذب ولا النفاق وواضح إلى حد المكاشفة مما جعله يخسر أناسا كثيرين ويفقد صداقات طويلة وهامة ..إلا أنه لم يكن يعتمد نهائيا على العلاقات وعلى الروابط طالما في يده مهنة هامة وفي عقله مشروع رياضي لم يكتمل ..وعاش حياته على هكذا أسلوب وطريقة منذ أن امتهن الكرة أولا وحقق فيها أقل وأدنى مما حققه في الالعاب الاخرى ..إلا أن عبقريته وموهبته الفذة كانتا في تنس الميدان الذي سلب وسرق كل الالقاب والنياشين والجوائز وضمها الى سجله حتى صارت كلها تتشرف بالانتساب اليه ..أما هو فلسان حاله يقول (طالما عندي بقية من جهد وعقل ..فقادر على جلب المزيد) ..رصيده لم يتوقف ..وموهبته تتجدد يوم بعد يوم ومحبوه ومشجعوه والمعجبون به يزدادون كلما تقدم به السن وبلغ ما فوق الستين ..لكن عداد الانجاز والتفوق لم يتوقف .. ولم تكتب له الخاتمة .. وفي كل مرة يغير فيها جلده/عفوا موهبته ومهنته / لا يزيدنا إلا إعجابا وتقديرا ..ولسان حالنا نحن يقول {لو كان هذا العبقري في بلد غير نحن ماذا كان سيكون} ثم نتمتم ونقول الحمد لله أنه منا .. وعشنا وتعايشنا معه لنسرد لاحفادنا ذات مرة أننا عاصرنا عصر وعهد وعبقرية وديع.
الكابتن وديع ثابت نختلف معه كانسان وبشر ..الا أننا نصغي اليه والى تاريخه العظيم والناصع البياض كتلاميذ وأطفال في جامعة العشق والهوى الرياضي والدرس المتكرر والمتواصل منه لنا : ان أحببت فاعمل ما تحب وليس ان ظلموك {..فاهجرهم هجرا جميلا ..} كما تعرض ويتعرض له الأسطورة وديع ثابت بين الفينة والاخرى عندما يؤهل ويدرب ويكتشف وعند المشاركة أو السفر يقولون له اعط فرصة للآخرين .دون أن يخبرهم فلماذا الآخرون لا يعملون مثلي ..ما علينا من ذلك .. كل ما علينا في هذه العجالة أن نستفيد ونتعلم كما كنا من قبل : ان وديع ثابت اسطورة متحركة ومدرسة وقيما وأخلاقا وسلوكا ليت البعض منا يأخذ منها القليل .لأننا سوف نكون في مصاف ومقدمة البلدان المتنافسة على الارصدة الرياضية وليس البطولات.
..ما أجمل أن تحمل العشق في قلبك ..والاجمل منه أن تزاوله وتمارسه سلوكا ومعاشرة ..دون انتظار الرد أو التصفيق أو المكافأة وهذا الوديع اسم.. واحد من ذلك ..بل إنه الأنموذج لكل ما قلناه ..وسيبقى هذا الوديع خالدا في المثالية لأنه ببساطة لم يضع سيفه في الغمد الرياضي ولم يترجل عن صهوة فرسه ..باعتباره لم يكمل المشوار .ولم تنته رسالته بعد ..يا وديع كم أنت بديع.
Doos1986@gmail.com