
رصد/محمد عبدالسلام –
كان العام 2014م الذي انقضت آخر أوراقه يوم أمس الأربعاء الأسوأ مع المهاجرين والنازحين منذ عقود والذين كانوا يبحثون عن حياة كريمة بعيداٍ عن أوطانهم وأسرهم وكلها تحكي مآسي إنسانية يندى لها الجبين.
وبحسب المنظمات المختصة فإن عدد الضحايا في اوساط النازحين والمهاجرين خلال العام المنصرم يعد الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية ووجد هؤلاء انفسهم مجبرين على خوض هجرات محفوفة بالمخاطر في البحر والبر بسبب ظروف معيشية وامنية حفل بها العام 2014م وقضى اعداد كبيرة من المهاجرين غرقاٍ.
وأوضحت منظمة الهجرة في «تقرير» لها أن «عدد الغرقى في البحر الأبيض المتوسط فاق أكثر من ثلاثة آلاف شخص جراء ركوب قوارب غير صالحة للاستخدام فيما غرق حوالي 540 مهاجرا في خليج البنغال ووفاة ما لا يقل عن 307 خلال محاولتهم عبور الحدود البرية بين المكسيك والولايات المتحدة الأميركية».
وأفادت المنظمة بأن العام الجاري شهد أعلى رقم مسجل للنازحين داخل دولهم وهو 33.3 مليون وللاجئين خارج دولهم 16.7 مليون نسمة وهو أعلى رقم مسجل منذ الحرب العالمية الثانية (1945- 1949م).
واكدت المنظمة أن 232 مليون شخص هاجروا بين مختلف دول العالم بشكل قانوني.
و اعلن المدير العام للمنظمة وليام سوينغ عن قلقه من التحديات المحيطة بعمليات الهجرة ولا سيما انتشار ظاهرة كراهية الأجانب التي تتطلب تنسيقا جماعيا لمحاربتها حسب قوله.
ودعا سوينغ إلى حماية المهاجرين من الاستغلال والابتزاز على يد عصابات تهريب البشر والاتجار بهم والتعامل بحزم مع منظمي عمليات الهجرة غير القانونية.
ويرى خبراء ان الصراعات في العالم تشهد تزايدا كبيراº نتيجة لتصاعد وتيرة العنف وفي الوقت ذاته لا يبدو أن الصراعات القائمة بالفعل ستصل إلى نهاية.
وتقول منظمة الأمم المتحدة إنه لا ينبغي إعادة اللاجئين إلى بلدانهم بالقوة ما لم تكن الأوضاع في بلدانهم آمنة وإذا ما كانت لديهم منازل يمكنهم العودة إليها.
وتعترف مفوضية الأمم المتحدة أن بعض مخيمات اللاجئين تحولت إلى مخيمات دائمة تقريبا وأصبحت تحتوي على مدارس ومستشفيات وأعمال تجارية خاصة بها.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية اصدرت بياناٍ بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين اعتبرت فيه هذا العام عام حداد على الآلاف الذين بدأوا رحلاتهم يعتريهم شعور بمزيج من اليأس والأمل ولكنها انتهت بالموت.
وذكرت جين ساكي المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية في البيان الدولي للمهاجرين أن هذا الخطر لن يتلاشى فالفقر والجوع والحروب الوحشية كتلك المستعرة في سوريا سوف تستمر في دفع الناس إلى الهجرة.
وعلى الصعيد العالمي يضطر المزيد من البشر إلى النزوح القسري أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية. ونوهت المتحدثة باسم الخارجية بأنه لا توجد حلول بسيطة لهذه الظاهرة الخطيرة ففرص الهجرة الآمنة والقانونية والمنظمة باتت محدودة.
بينما أخذت التجارة الخسيسة في تهريب الأشخاص والاتجار بهم في الانتعاش – وأصبحت تْمِارس على أسس وقواعد منظمة وغدت أكثر ربحية. وتابعت: قد تكون الاستجابة إلى الهجرة غير النظامية صعبة من الناحيتين السياسية واللوجستية وحتى المهاجرون الذين يسافرون بصورة شرعية قد يتعرضون للمضايقة والتمييز وسوء المعاملة ولكن أولويتنا يجب أن تتركز على إنقاذ الحياة.
وبمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين قال الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون: إن هناك عددا كبيرا جداٍ من المهاجرين يعيشون ويعملون في ظل ظروف غير مستقرة وغير عادلة والعديد منهم يعرضون حياتهم للخطر في البحر في محاولة منهم للوصول إلى ملجأ آمن فهؤلاء وأطفالهم معرضون بشدة للاستغلال والإساءة وكثير منهم محرومون من حريتهم بدل التعاطف معهم وتوفير الحماية اللازمة لهم كما أن استمرار التمييز ضد المهاجرين فإن يؤدي إلى تفاوتات حادة ويْعرض النسيج الاجتماعي للخطر ويفضي في كثير من الأحيان إلى الهجمات العنيفة والفتاكة.
ودعا في كلمته إلى تحقيق وحماية حقوق الإنسان للمهاجرين في جميع أرجاء العالم وعلى الجميع التصديق وتنفيذ جميع الصكوك الدولية الأساسية لحقوق الإنسان بما في ذلك الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم فضلاٍ عن الصكوك ذات الصلة بقانون العمل الدولي.
وحث مون الدول أيضاٍ على اعتماد سياسات خاصة بالهجرة تتسم بالشمول وتستند إلى حقوق الإنسان ومن شأنها أن تعزز قنوات الهجرة القانونية.
وفي احصائية للعام 2014م سجلت سقوط 5 آلاف مهاجر من خلال عبورهم الصحاري والجبال والبحار وهو ضعف عدد الذين فقدو حياتهم في العام الماضي.